التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
ليلة القدر تطلب ليلة الفرقان وليس يومها
بقلم : الرهيب
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: ليلة القدر تطلب ليلة الفرقان وليس يومها (آخر رد :الرهيب)       :: ✨ *برنامج آية وفائدة* ✨ (آخر رد :الرهيب)       :: دورة علمية في التجويد* (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " جابر علي احمد ال حسن البحيري"(سويد) ولم يحدد وقت ومكان الصلاة والدفن (آخر رد :abuzeed)       :: أثناء خروجك من البيت ستلقى صنفين من النساء (آخر رد :الرهيب)       :: هذا هو الرقم الموحد الذي دشنه أمس وزير الشؤون الإسلامية .. (آخر رد :الرهيب)       :: شرح مُبسط ومُختصر 🔷 مخارج الحروف 🔷 مخارج الحروف من أهم الأبواب في علم التجويد. ♦️ويجب على قارىء القرءان أن يتقن مخارج وصفات الحروف حتى لا يتغير مخرج الحرف وبالتالي يتغير مدلوله 🔷والمخرج هو: م (آخر رد :الرهيب)       :: الفتور في رمضان . (آخر رد :الرهيب)       :: دعاء القنوت جاهز ومرتب لصلاة التراويح والقيام (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: منصة وقفي (آخر رد :الرهيب)      



المواضيع الاسلامية يحتوي هذا القسم على مواضيع تهتم بالامور الشرعيه و الدينية على مذهب أهل السنه و الجماعة

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾‏الحياة ميدان سباق إلى الله‏..سابقوا بالخيرات..‏سابقوا بالطاعات.    

( لايرد القضـــــــــــاء إلى الدعاء )

تعريف الدعاء لغة : الدعاء : مصدر من دعا يدعو دعاءً ودعوةً،أقامواالمصدرمقامالاسم، تقول : سمعت دعاءً ، كما تقول سمعت صوتًا ، وقد يوضع المصدر موضع الاسم كقولهم

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 07-05-2014, 12:50 PM   #1
 
الصورة الرمزية عبق الورد
افتراضي ( لايرد القضـــــــــــاء إلى الدعاء )



تعريف الدعاء
لغة : الدعاء : مصدر من دعا يدعو دعاءً ودعوةً،أقامواالمصدرمقامالاسم، تقول : سمعت دعاءً ، كما تقول سمعت صوتًا ، وقد يوضع المصدر موضع الاسم كقولهم : رجلٌ عدلٌ ، وهذا درهمُ ضرب الأمير ، وهذا ثوبٌ نسج اليمن . أفاده الخطابي - - في ( شأن الدعاء ) .
والدعوة : المسألة الواحدة ، ويطلق الدعاء ويراد به معانٍ كثيرة : فيأتي بمعنى الاستغاثة ، والنداء ، والثناء ، والسؤال والطلب ، والرغبة إلى الله تعالى ؛ ويأتي بمعنى التسمية ، وبمعنى العبادة .
فبمعنى الاستغاثة كما في قوله تعالى : ] وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ [[البقرة:23]، وبمعنى النداءكمافيقولهتعالى:] يَوْمَ يَدْعُوكُمْ [[الإسراء:52]،وبمعنى الثناء كما في قوله تعالى : ] قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ [ [ الإسراء : 110 ] ، وبمعنى السؤال كما في قوله تعالى : ] ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [ [ غافر : 60 ] ، وبمعنى التسمية كما في قوله تعالى : ] لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا [ [ النور : 63 ] ، وبمعنى العبادة كما في قوله تعالى : ] إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ [ [ الأعراف : 194 ] ، وقوله U : ] وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ [ [ يونس : 106 ] .
فتلك المعاني تشترك في لفظ الدعاء لغة ، ولكن إذا أطلق لفظ الدعاء فيراد به الثناء على الله سبحانه ، أو الطلب منه U ، لاشتهاره بهذا المعنى ، وهو الحقيقة الشرعية ، أما إذا اقترن به ما يدلعلىغيرذلكفيحملمعناهعليه،كأن تقول: ألا تدعو فلانًا بكنيته ، فالمراد النداء أو التسمية .. وهكذا .
ومعنى الدعاء شرعًا : استدعاء العبد ربه U العناية ، واستمداده إياه المعونة ؛ قاله الخطابي ) ، فهو ثناء العبد على ربه وتعظيمه ، وطلب حوائجه منه سبحانه ؛ وقيل : هو الطلب على سبيل التضرع .




حقيقة الدعاء :
استشعار الافتقار إلى الغني ، والحاجة إلى المغني ، والذل بين يدي العزيز ، والضعف بين يدي القوي جل في علاه ، مما يعطي العبد القوة الحقيقية ؛ لأنه موصول بالقوي المتين ؛ وقال الخطابي : إظهار الافتقار إليه والتبرؤ من الحول والقوة ، وهو سمة العبودية ، واستشعار الذلة البشرية ، وفيه معنى الثناء على الله U ، وإضافة الجود والكرم إليه ، ولذلك قال رسول الله e : " الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ "




تعريف القدر والقضاء
قال الخطابي - : قد يحسب كثير من الناس أن معنى القدر من الله والقضاء منه ، معنى الإجبار والقهر للعبد على ما قضاه وقدره ، وليس الأمر كما يتوهمونه ، وإنما معناه : الإخبار عن تقدم علم الله بما يكون منأفعالالعبادوأكسابهم،وصدورهاع نتقديرمنه،وخلقٍلهاخيرهاوشرها.
والقدر : اسم لما صدر مقدرًا عن فعل القادر ، يقال : قدَرت الشيء ، وقدَّرت ، خفيفة وثقيلة ، بمعنى واحد . والقضاء في هذا معناه الخلق ، كقوله تعالى : ] فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ [ [ فصلت : 12 ] ، أي خلقهن . وإذا كان الأمر كذلك : فقد بقي عليهم من وراء علم الله فيهم أفعالهم وأكسابهم ومباشرتهم تلك الأمور ، وملابستهم إياها عن قصد وتعمد وتقديم إرادة واختيار ، فالحجة إنما تلزمهم بها ، واللائمة تلحقهم عليها .
وجماع القول في هذا الباب : أنهما أمران لا ينفك أحدهما عن الآخر ، لأن أحدهما بمنزلة الأساس ، والآخر بمنزلة البناء ، فمن رام الفصل بينهما ، فقد رام هدم البناء ونقضه .ا.هـ المراد منه .
فعلى هذا : فالقدر هو علم الله الأزلي بما تكون عليه المخلوقات . وأما القضاء فمعناه : إيجاد الله تعالى الأشياء حسب علمه وإرادته. وهما متلازمان .
والقضاء له وجهان : أحدهما تعلقه بالرب سبحانه ونسبته إليه ، فمن هذا الوجه يرضى به كله . والثاني : تعلقه بالعبد ونسبته إليه ، فمن هذا الوجه ينقسم إلى ما يرضى به ، وإلى ما لا يُرضى به ؛ ومثال ذلك : قتل النفس - مثلاً - له اعتباران : فمن حيث إنه قدره الله وقضاه وكتبه وشاءه ، وجعله أجلاً للمقتول ونهاية لعمره ، يرضى به . ومن حيث إنه صدر من القاتل وباشره وكسبه وأقدم عليه باختياره ، وعصى الله بفعله ، يسخطه ولا يرضى به . أفاده ابن القيم ، وهو كلام نفيس في بابه ، مَنْ تنبه له اتضحت له كثير من معضلات هذه القضية . وبالله تعالى التوفيق .





حقائق تتعلق بالقدر
هاهنا حقائق أخرى :
الحقيقة الأولى :

تقدم أن القدر هو علم الله الأزلي بما تكون عليه المخلوقات ؛ وأما الإيمان بالقدر فالتصديق الجازم بأن الله علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها ، ثم أوجد ما سبق في علمه أن يوجد ، فكل محدث صادر عن علمه وقدرته وإرادته ، خيرًا كان أو شرًا ؛ ويقتضي الإيمان بالقدر التصديق بأمور أربعة :
الأول : الإيمان بأن الله محيط بكل شيء علمًا ، جملة وتفصيلا أزلا وأبدًا ؛ فقد سبق في علمه U ما يعمله العباد من خير وشر وطاعة ومعصية قبل خلقهم وإيجادهم ، ومن هو منهم من أهل الجنة ، ومن هو منهم من أهل النار ، وأعد لهم الثواب والعقاب جزاء لأعمالهم قبل خلقهم وتكوينهم .
الثاني : الإيمان بأن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى قيام الساعة .
الثالث : الإيمان بأن كل ما يحدث في الكون فإنه بمشيئة الله U لا يخرج شيء عن مشيئته .
الرابع : الإيمان بأن الله خلق كل شيء , فكل شيء مخلوق لله U سواء كان من فعله الذي يختص به كإنزال المطر وإخراج النبات ، أو من فعل العبد وفعل المخلوقات , فإن فعل المخلوقات من خلق الله U , لأن فعل المخلوق ناشئ من إرادة وقدرة والإرادة والقدرة من صفات العبد ؛ والعبد وصفاته مخلوقة لله U فكل ما في الكون فهو من خلق الله تعالى ، قال الله Y : ] وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [ [ الصافات : 96 ] . والعلم عند الله تعالى .




الحقيقة الثانية
إن الأمور كلها خيرها وشرها حلوها ومرها بتقدير من الله ؛ وهذا هو مذهب السلف قاطبة ؛ لما قال الله تعالى : ] وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ [ [ الحجر : 21 ] ، وقال U : ] وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا [ [ النساء : 78 ] ، فهذا جواب الله تعالى على من قال : إن الحسنة - وهي الخصب والرزق من ثمار وزروع وأولاد ونحو ذلك - من عند الله ؛ وأما السيئة - وهي القحط والجدب ونقص الثمار والزروع وغير ذلك - من الرسول e ، أي : بسبب اتباعهم له واقتدائهم بدينه ؛ قال ابن كثير - : أي الجميع بقضاء الله وقدره ، وهو نافذ في البر والفاجر ، والمؤمن والكافر ؛ ثم قال تعالى منكرًا على هؤلاء القائلين هذه المقالة الصادرة عن شك وريب ، وقلة فهم وعلم ، وكثرة جهل وظلم : ] فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا [ . ا.هـ ( [1] ) .
وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ : جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ يُخَاصِمُونَ رَسُولَ اللَّهِ e فِي الْقَدَرِ فَنَزَلَتْ : ] يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ . إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [[ القمر : 48 ، 49 ] ( [2] ) ؛ قال النووي : في هذه الآية الكريمة والحديث ، تصريح بإثبات القدر ، وأنه عام في كل شيء ، فكل ذلك مقدر في الأزل معلوم لله ، مرادٌ له . ا.هـ ( [3] ) .
وعليه : فالإيمان بالقدر فرض لازم وهو : التصديق الجازم بأن الله تعالى فعال لما يريد ، قدَّر كل شيء من خير وشر ، فلا يكون شيء إلا بإرادته ، ولا يخرج عن مشيئته ، وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره ، ولا يصدر إلا عن تدبيره ، ولا محيد لأحد عن القدر ، ولا يتجاوز ما خط في اللوح المحفوظ ، وأن الله أمر العباد ونهاهم ، وجعل لهم إرادة واختيارًا ، فأعمالهم - وإن لم تجاوز ما في اللوح المحفوظ - من كسبهم واختيارهم ، يؤاخذهم الله بها ويحاسبهم عليها ، وأنه سبحانه يهدي من يشاء برحمته ، ويضل من يشاء بحكمته ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ؛ والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصر




الحقيقة الثالثة

القدر سر من الأسرار الإلهية التي استأثر الله بها ، فلا يقف عليها أحد مهما بلغ علمه ومقامه ؛ ولذا فمرجع الفصل فيها الأدلة من الكتاب والسنة .
ولهذا السبب قال رسول الله e : " إِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا " ( [1] ) ، وقال طاووس اليماني - : اجتنبوا الكلام في القدر ، فإن المتكلمين فيه يقولون بغير علم .ا.هـ . وقال البغوي - : والقدر سر من أسرار الله ، لم يُطْلع عليه ملكًا مقربًا ولا نبيًّا مرسلًا ، ولا يجوز الخوض فيه والبحث عنه بطريق العقل ، بل يعتقد أن الله خلق الخلق ، فجعلهم فريقين : أهل يمين خلقهم للنعيم فضلًا ، وأهل شمال خلقهم للجحيم عدلًا ؛ فنسأل الله التوفيق لطيب المكتسب ، ونعوذ به من سوء المنقلب بفضله . انتهى المراد منه ( [2] ) .
وقال أبو المظفر السمعاني - : سبيل معرفة هذا الباب التوقيف من الكتاب والسنة ، دون محض القياس ومجرد العقل ، فمن عدل عن التوقيف فيه ضل وتاه في بحار الحيرة ، ولم يبلغ شفاء النفس ، ولا يصل إلى ما يطمئن به القلب ، لأن القدر سر من أسرار الله تعالى التي ضربت دونه الأستار ، اختص الله به وحجبه عن عقول الخلق ومعارفهم ، لما علمه من الحكمة ، وواجبنا أن نقف حيث حُدَّ لنا ولا نتجاوزه ، وقد طوى الله تعالى علم القدر عن العالم ، فلم يعلمه نبي مرسل ، ولا ملك مقرب ، وقيل : إن سر القدر ينكشف لهم إذا دخلوا الجنة ، ولا ينكشف قبل دخولها




الحقيقة الرابعة
أن ما سبقت به المقادير لا يقتضي ترك الأعمال ، بل يقتضي الاجتهاد والحرص عليها ؛ فعَنْ عَلِيٍّ  قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ  : " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ ( مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ ) إِلَّا وَقَدْ كَتَبَ اللهُ مَكَانَهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَإِلَّا وَقَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً " فَقَالَ رَجَلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلَا نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ ؟ فَقَالَ : " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ " . ثم قرأ :  فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى  [ الليل : 5 : 10 ] ( 1 ) .
فدل هذا الحديث ونظائره على أنه لا يُترك العمل اتكالاً على القدر ، وإنما يجب الجد والاجتهاد ؛ كذلك دل على أنه ليس لأحد أن يحتج بالقدر على فعل المعاصي وترك الطاعات ،
قال الخطابي - : فهذا الحديث إذا تأملته أصبت منه الشفاء فيما يتخالجك من أمر القدر ، وذلك : أن السائلَ رسولَ الله  والقائل له : أفلا نمكث على كتابنا ، وندع العمل ؟ ، لم يترك شيئًا مما يدخل في أبواب المطالبات والأسئلة الواقعة في باب التجويز والتعديل إلا وقد طالب به وسأل عنه ؛ فأعلمه  : أن القياس في هذا الباب متروك ، والمطالبة عليه ساقطة ، وأنه أمرٌ لا يشبه الأمور المعلومة التي عقلت معانيها ، وجرت معاملات الناس عليها ؛ وأخبر أنه إنما أمرهم بالعمل ليكون أمارة في الحال العاجلة ، لما يصيرون إليه في الحال الآجلة ، فمن تيسر له العمل الصالح كان مأمولًا له الفوز ، ومن تيسر له العمل الخبيث كان مخوفًا عليه الهلاك .ا.هـ ( 2 )
وقال ابن القيم - : اتفقت الأحاديث الواردة في هذا الباب على أن القدر السابق لا يمنع العمل ، ولا يوجب الاتكال عليه ، بل يوجب الجد والاجتهاد ، ولهذا لما سمع بعض الصحابة ذلك قال : ما كنت أشد اجتهادًا مني الآن ؛ وهذا يدل على جلالة فقه الصحابة ، ودقة أفهامهم ، وصحة علومهم ، فإن النبي  أخبرهم بالقدر السابق وجريانه على الخليقة بالأسباب ، والعبد ينال ما قدر له بالسبب الذي أقدر عليه ، ومُكن منه ، وهيئ له ، وذلك شأن أمور المعاش والمعاد ، فمن عطل العمل اتكالًا على القدر السابق ، فهو بمنزلة من عطل الأكل والشرب والحركة في المعاش وسائر أسبابه اتكالًا على القدر .
وقد فطر الله عباده على الحرص على الأسباب التي بها مرام معاشهم ومصالحهم الدنيوية ، بل فطر على ذلك سائر الحيوانات .

وبالجملة : فإن النبي  أرشد الأمة في القدر إلى أمرين هما سبب السعادة :
الأول : الإيمان بالأقدار فإنه نظام التوحيد .
الثاني : الإتيان بالأسباب التي توصل إلى خيره وتحجزه عن شره .ا.هـ ( 4 ) .
وبهذا يعلم أنه ليس لأحد حجة في ترك العمل اتكالا على القدر السابق ، كما أنه ليس لأحد حجة في الاحتجاج بالقدر السابق على ما يعمل من المعاصي ، بل على العبد أن يجتهد في تحصيل أسباب الطاعات لينال الدرجات ، وأن يجتهد في الابتعاد عن أسباب المعاصي ، حذرًا من الخسران والعذاب .



الحقيقة الخامسة
إن من القدر ما يكون محتومًا ، وهو الثابت ، ومنه ما يكون مصروفًا بأسبابه ، وهو الممحو ؛ ودليل المحو والإثبات قوله تعالى :  يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ  [ الرعد : 39 ] ؛ قال ابن تيمية - : قال العلماء : إن المحو والإثبات في صحف الملائكة ، وأما علم الله سبحانه فلا يختلف ، ولا يبدو له ما لم يكن عالِمًا به ، فلا محو فيه ولا إثبات ؛ وأما اللوح المحفوظ ؛ فهل فيه محو وإثبات ؟ على قولين . والله تعالى أعلم .ا.هـ ( 1 ) .
والمحو والإثبات في اللوح المحفوظ - عند من قال به - لا يعنيان تغييرًا في علم الله تعالى ، إذ هو عالم بما يمحوه وما يثبته ، وما علم أن سيكون فلابد أن يكون ، كذلك المحو والإثبات ليس عبثًا ، بل لحكمة ، كإجابة دعاء ، وإظهار أثر صلة الرحم ، ونحو ذلك ؛ وقد نقل ابن كثير - - عن ابن عباس  قال :  يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ  إلا الشقاء والسعادة والحياة والموت ؛ وعن عمر  أنه قال وهو يطوف بالبيت ويبكي : اللهم إن كنت كتبت عليَّ شِقوة أو ذنباً فامحه واجعله سعادة ومغفرة ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب ( 2 ) ؛ وعن ابن مسعود ، وأبي وائل شقيق بن سلمة ، بنحو هذا الدعاء ؛ ثم قال : ومعنى هذه الأقوال : أن الأقدار ينسخ الله ما يشاء منها ويثبت ما يشاء ، وقد يستأنس لهذا القول بما رواه أحمد عَنْ ثَوْبَانَ  قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ  : " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ " ورواه النسائي وابن ماجة ( 3 ) ؛ وثبت في الصحيح أن صلة الرحم تزيد في العمر ( 4 ) ، وفي حديث آخر : إن الدعاء والقضاء ليعتلجان بين السماء والأرض ( 5 ) .ا.هـ .
وقال ابن حجر - : ما سبق في علم الله لا يتغير ولا يتبدل ، والذي يجوز عليه التغيير والتبديل ، ما يبدو للناس من عمل العامل ، ولا يبعد ذلك بما في علم الحفظة والموكلين بالآدمي ، فيقع فيه المحو والإثبات ، كالزيادة في العمر والنقص ، وأما ما في علم الله فلا محو فيه ولا إثبات . والعلم عند الله .ا.هـ . وقد سبقه إلى تقرير ذلك المازري وغيره ( 6 ) .



( ghdv] hgrqJJJJJJJJJJJhx Ygn hg]uhx ) lh]vd




عبق الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-2014, 06:43 PM   #2
 
الصورة الرمزية abuzeed
افتراضي رد: ( لايرد القضـــــــــــاء إلى الدعاء )

جزاك الله خيرا



abuzeed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-2014, 01:08 AM   #3
 
الصورة الرمزية علي بن قحمان القرني
افتراضي رد: ( لايرد القضـــــــــــاء إلى الدعاء )

جزاك خيراً



علي بن قحمان القرني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-2014, 12:09 PM   #4
 
الصورة الرمزية انسام
 

انسام مذهل  وصاحب ذوقانسام مذهل  وصاحب ذوق
افتراضي رد: ( لايرد القضـــــــــــاء إلى الدعاء )

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا



انسام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2014, 06:38 PM   #5
 

نورالدين سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: ( لايرد القضـــــــــــاء إلى الدعاء )

اشكركم على الموضوع الجميل



نورالدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصبر على الدعاء عبق الورد الصوتيات الاسلامية 5 11-28-2013 05:41 PM
الاخلاص في الدعاء الغريق المواضيع الاسلامية 3 12-29-2012 11:58 PM
مادري إلى اليوم..والا الزمان انساك ..ياقلبها علي حسين منتدى الخواطر 7 09-10-2011 02:02 PM
أحب الورعاااان الحلوين إذا شفتهم مادري إيش يجيني.. صمتي مهابه المواضيع العامة 13 07-07-2010 07:14 AM
فضل الدعاء أبو عبدالمحسن المواضيع الاسلامية 0 01-11-2010 07:42 AM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 12:20 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75