ابداع القارئ قبل ابداع الكاتب

[شذى الجنوب]

مسآء العقول النيّره

.
.


مقال قرأته في احدى تجولاتي العنكبوتيه..

للشاعر /خالد الدوسري

أعجبني / أثرفى تفكيري .. كثيراً

أحببت أن تشآركوني المتعه .. وع ــذراً للإطاله .!!


/

توطئة:

القراءة + فكر القارئ >> اعادة انتاج المقروء بطريقة اخرى

الكتابة >> القراءة

إذن:

فالقراءة تأتي اولا ..
لذلك ابداع الكاتب متوقف على ابداع القارئ ,في فهم نص الكاتب
وادراك معانيه بل ونقده من خلال نظرة متفحصة لما هو غث او سمين.!!ولكن ..

ليس كل قارئ ناقد .!!
بل كل ناقد قارئ بالتأكيد..!!

كما ان الكاتب لايكون مبدعا الا من خلال القرءة المبدعة ..
التي سوف اتحدث عنها لاحقا والا سوف ينضح كل اناء بما فيه..!!

:

متى تكون قارئ مبدع؟
او قارئ ايجابي ومتى تكون العكس؟

القراءة المبدعة:

هي فهم المقروء وتحليل رموزه و ادراك معانيه وصوره ومدلولاتها
ومن ثم نقده من خلال نظرة محايدة ومتفحصة.
وهذا المقروء قد يكون واضح وفهمه مباشر او غير واضح يتطلب
تأويل وتحليل بالنظر الى السياق وتداعيات النص وبااستخدام الخبرة.
والتأويل قائم على تحليل المعنى المجازي لانه اكثر استخداما في
الشعر من المعنى الحقيقي ..

كما في قول الشاعر النابغة الذبياني :

فإنك شمس والملوك كواكب ُ
إذا طلعت لم يبد ُ منهن كوكب
فهل الممدوح شمس؟ او الملوك كواكب؟
فكل لفظ له معنى باطن يستدل به من خلال موقع وحالة هذا اللفظ من النص!
فيجب على القارئ الواعي/ المبدع ان يغوص في اعماق
النص للاكتشاف جمال درره.
ولان كل انسان له رؤية خاصة فالمحصلة تختلف من قارئ الى اخر على
حسب الزاوية اللتي ينظر منها هذا القارئ.
كما ان معدل سرعة القراءة يلعب دور اساسي في ابداع القارئ
لذلك على القارئ ان يقرء بسرعة تتوافق مع سرعة فهمه .

:

القراءة السلبية:

هي عكس الايجابية تماما بالاضافة الى النقل والالغاء
فالمقروء قد يتغلب على القارئ ويحدث الامر الاول وقد يحدث العكس
فيكون الالغاء .!!

وثمة قراءة تراثية تتعصب للماضي ومعاييره فتحارب كل ماهو معاصر
وجديد بحجة انه لايمت للشعر بصلة وهذا سلبي
لان لكل عصر ادواته ومتغيراته. والجديد ماهو الا الماضي
بعد التأثر والتغيير المتقيد بالزمان والمكان.
فلو نفترض ان المتنبي كان من شعراء هذا العصر لكان
مجددا حتما فالحاضر
امتداد للماضي. لو لم نقرء ماكتبه شعراء الماضي لبدئنا
من حيث بدءو
بتغيير بسيط بسبب المعاصرة والمثاقفة.

:

في نهاية المطاف:

الابداع في القراءة سيسهم في اثراء وعي المتلقي و وعي الكاتب معاً.!
لذلك اتت الكتابة بعد القراءة..
ولاننسى ان بداية الوحي كانت ( اقرء) لذلك الكاتب في بداياته كالطفل
تماما لانه مقلد للاصوات الحروف ومن ثم الكلمات والنصوص وعندما يبلغ
اشده يبدء في الابداع من خلال التجديد بعد تأثر ما قرئه بتفكيره و رؤيته.
وليس ثمة شاعر او كاتب لم يكن مقلدا في البداية بسبب القراءة المستمرة لغيره.

اذن: ابداع القارئ قبل ابداع الكاتب.

[بنت الجنوب]

موضوعك لا يقل تميزا عن تميزك

[اسيرالشوق]

موضوع رائع وتقبل مروري