التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا

بقلم :
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ❖ فضفضة حافظ ..💜☁️ (آخر رد :الرهيب)       :: تهنئة …للإستاذ الدكتور " محمد حامد البحيري" بمناسبة تعيينه وكيلاً للشؤون الإدارية في جامعة الملك خالد (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: ✍ خواطر جميله (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: اجرى الأستاذ " محمد احمد محمد بركات الـ سعيد " عملية جراحية بمستشفى الباحة (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: تهنئة تخرج " إياد مبارك احمد جمعان " من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تخصص ( طب طوارئ) (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: حكم ذهبية مميزة لن تمل من قراءتها* (آخر رد :الرهيب)       :: كن مع الله يكن معك (آخر رد :الرهيب)       :: 【لا تكـن إمَّعـة】 (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " مهدي بن بلغيث ال سعيد القرني" والصلاة عليه عصر اليوم في مسجد العباس بالطائف (آخر رد :الرهيب)       :: دورة اصحاب السبت الاشتراك بها مجانا (آخر رد :الرهيب)      



السيرة النبوية قسم يهتم بسيرة المصطفى علية افضل الصلاة والسلام من مولده حتى مماته

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏لا تقلق و ربك الله، ولا تحزن وأمرك بِيد الله، ولا تيأس والأمل كله في الله."    

Like Tree20Likes

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 01-24-2022, 07:14 PM   #233
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب " ٢٣٣"
السيرة النبوية العطرة (( غنائم حنين ))
_________
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد معركة {{ حنين }} وفرار {{ هوازن}} الى {{ الطائف }} بتجميع الغنائم في وادي {{الجعرانة}} القريب من حنين حتى يفرغ من حرب هوازن
وتوجه صلى الله عليه وسلم
بعد ذلك الى {{ الطائف }} واستمر الحصار {{٤٠ }} يوما كاملا
ولم ينجح المسلمون في فتح الحصن
ثم قرر النبي صلى الله عليه وسلم رفع الحصار عن الطائف، بعد أن وازن بين مكاسب الحصار وخسائر رفع الحصار
ووجد أن خسائر رفع الحصار أكبر من مكاسب الحصار
توجه بعدها صلى الله عليه وسلم الى وادي {{الجعرانة}} حتى يقوم بتوزيع الغنائم
_________
وكانت غنائم {{ حنين }} ضخمة جدا ، بل كانت أكبر وأعظم غنائم في تاريخ العرب قاطب
لأن قبائل {{ هوازن}} قبائل كثيرة جدا
ولأن زعيمهم {{ مالك بن عوف}} أمر بأن يصحبوا معهم نسائهم وأنعامهم وكل أموالهم
وذلك لتحفيز الجيش على القتال حتى الموت
وقلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما علم ذلك قال :_
تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله
وتحقق ما قاله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فغنم المسلمون كل هذه الأموال، وكانت كما ذكرنا هي أكبر غنائم في تاريخ العرب
___________
وبلغت غنائم {{ حنين }}
١_ ٢٤ ألف من الأبل
٢_ ٤٠ ألف من الأغنام
٣_ ١٥٠ كيلو جرام من الذهب والفضة
٤_ ٦٠ ألف من السبي
وجلس صلى الله عليه وسلم متأنياً في قسم الغنائم
وهو يرجو أن تأتي {{ هوازن }} مسلمة
لأن جل الاسرى من هوازن
وقلنا أن {{ هوازن }} هي مجموعة قبائل حول الطائف فيها {{ بنو سعد }} الذي استرضع فيهم صلى الله عليه وسلم
و الذين تربى فيهم {{ ٤ سنين }}
ففيهم عماته وخالاته من الرضاعة ، وكان يرجو أن يأتوا مسلمين فلا يقعون بالسبي ، وبنو سعد من كرام العرب فلم يحب أن تسبا نسائهم واولادهم ،ولكنهم تأخروا
فأضطر أن يوزع الغنائم وهذا من شرع الله
__________
توزيع الغنائم حسب القاعدة الشرعية في توزيع الغنائم
وكانت القاعدة الشرعية
١_ أن أربعة أخماس الغنائم توزع بالتساوي على الجيش والفارس يأخذ ثلاثة اضعاف الراجل
لأن الفارس ينفق بنفسه على فرسه
٢_الخمس يتصرف فيه رئيس الدولة كما يشاء، فقد يشتري به سلاح، وقد يتم به افتداء الأسرى، وقد يعطي منها لمن كان مميزا في القتال، وقد ينفق على الفقراء والمساكين، وقد يدخل في أي مشروع من مشروعات الدولة
_______
فوزع النبي صلى الله عليه الأربعة أخماس على الجيش الذي عدده {{ ١٢ }} ألف
وكان كل جمل يساوي {{ ١٠ }} من الشياه اي الخرفان
فأخذ كل جندي
جملان أو {{ ٢٠ }} من الشياه ،أو جمل و{{ ١٠ }} من الشياه أما السبي فكان البعض يأخذ والبعض لا يأخذ
والذي لا يأخذ يعوض بالفضة، المهم تم تقسيم الأربعة أخماس بالتساوي بين الصحابة
________
أما خمس الله ورسوله التي من حق النبي، فقد قرر صلى الله عليه وسلم توزيعها على زعماء القبائل المختلفة
لأن الدولة الإسلامية اتسعت الآن اتساعا كبيرا
والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن كثير من القبائل قد دخلت في الإسلام، ولكن لم يدخل الإيمان في قلوبهم
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم يألف قلوبهم
لأنهم لو وجدوا أن وضعهم الإجتماعي والمادي قد تحسن في ظل الإسلام
فلاشك أن حبهم وانتمائهم للإسلام ، سيقوى ويترسخ، وهؤلاء هم الذين يطلق عليهم في الإسلام {{ المؤلفة قلوبهم }}
والنبي صلى الله عليه وسلم ، يعلم أن نظام القبلية المترسخ في الجزيرة العربية منذ قرون
يجعل لقائد القبيلة الكلمة العليا المطلقة في قبيلته ، لذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم ، يشتري رضا هؤلاء الزعماء بالمال
وهؤلاء الزعماء سيؤثرون تأثيرا إيجابيا في أتباعهم، ومن ثَمَّ فهو يشتري استقرار الدعوة الاسلامية
وكان عدد هؤلاء الذين وزع عليهم صلى الله عليه وسلم الخمس يبلغ عددهم حوالي {{ ٥٠ }} من زعماء العرب
_________
من هؤلاء الزعماء {{ أبو سفيان}} زعيم {{ بني أمية }}وزعيم قريش
جاء ابو سفيان الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في وادي {{ الجعرانة}}
وقال وهو ينظر الى هذه الأعداد الهائلة من الغنائم
قال :- يا رسول الله أصبحت أكثر قريش مالاً [[ يقيس الامور بالمال ، مثل بعض العوام اليوم معك قرش بتسوى قرش ما معك ما بتسوى اشي ]]
فتبسم الحبيب المصطفى صلى الله عليه ولم يرد عليه
فقال ابو سفيان :- يا رسول الله اعطني من هذا المال
وكان {{ بلال}} هو المسئول عن توزيع الغنائم
فقال صلى الله عليه وسلم :_ يا بلال زن لأبي سفيان أربعين أوقية من الفضة ، وأعطوه مائة من الإبل
فقال أبو سفيان:_ يا رسول الله ، ما اعظمك واكرمك و أحلمك
و ابني يزيد يا رسول الله [[ وكان له ابن اكبر من معاوية اسمه زيد ]]
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا بلال زن له أربعين أوقية ، وأعطوه مائة من الإبل
فقال ابو سفيان :_ يا رسول الله ، ابني معاوية
يا بلال زن له أربعين أوقية ، وأعطوه مائة من الإبل
فذهل أبو سفيان من هذا العطاء
فقال أبو سفيان: - ما أعظم كرمك ، وما احلمك ، فداك أبي وأمي ، لقد حاربتك، فنِعمَ المحارب كنت، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت
[[ انظر كيف تألف الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قلب أبو سفيان ]]
___________
وحدث نفس الموقف مع {{ حكيم بن حزام}} من أشراف مكة،
وهو قرابة السيدة خديجة وذكرنا ذلك في بداية السيرة [[ تكون السيدة خديجة عمته ]]
ثم نظر النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم
وقال لبلال :_ يا يا بلال اعطي {{حكيم }} مثلما اعطيت ابا سفيان فأعطاه
فقال حكيم :_ ما احلمك واكرمك ، زدني فليس لي ولد مثل ابي سفيان
فأعطاه مائة ثانية، ثم سأله فأعطاه مائة ثالثة
ثم أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلم {{حكيم بن حزام}} ويعلمنا درسا هاما فقال:_
يا حكيم إن هذا المال حلوة خضرة [[ لم يقل إن هذا المال حلواً خضراّ ، لأن المقصود بالمال الدنيا، والدنيا مؤنث ]]
يا حكيم إن هذا المال حلوة خضرة ، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه
ومن أخذه بإشراف نفس وتشوف ، لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى
فقال حكيم وقد اشرق وجهه وغلبه الايمان [[ أي علاه النور ]]
قال :_ والذي بعثك بالحق ما أردات إلا أن أسبر المواقف [[ يعني امتحن موقفك ، بتفرق بينا والا ما بتفرق ]]
فوالذي بعثك بالحق لا أخذ إلا العطاء الاول
فرد {{حكيم بن حزام}} المائة الثانية والثالثة، وأخذ فقط المائة الأولى
وقال:- والله يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أسأل أحدا بعدك شيئا، ولا آخذ من أحد شيئا بعدك حتى أفارق الدنيا
{{ وبر حكيم بقسمه }}
ففي عهد أبي بكر دعاه {{ أبو بكر}} أكثر من مرة لأخذ عطاء من بيت مال المسلمين فأبى أن يأخذه
وفي عهد {{ عمر بن الخطاب}} دعاه مرة ثانية إلى أخذ عطاء فأبى أن يأخذه
وظل حكيم كذلك لم يأخذ من أحد شيئا حتى فارق الحياة رضي الله عنه
________
وممن تألف قلوبهم صلى الله عليه وسلم هو {{صفوان بن أمية}}
وقد تحدثنا من قبل عن {{صفوان بن أمية }}وكان سيد قومه، والذي اشترك في {{حنين}} وهو لا يزال مشركا
وهو الذي طلب المهلة حتى يسلم {{ شهرين}} فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم اربعة اشهر ، واستعار منه النبي صلى الله عليه وسلم عدة المحارب بالأمس القريب عارية مضمونة
وقد أعطاه مائة من الأبل كما أعطى زعماء مكة
ثم وجده صلى الله عليه وسلم ، ما زال واقفا ينظر الى أحد شعاب {{ حنين }} وقد شد انتباهه شعبا وقد مُلئ إبلاً وشاة وقد بدت عليه علامات الإنبهار بهذه الكميات الكبيرة من الأنعام
صفوان ينظر إليها بأعجاب ، فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ أبا وهب ، أيعجبك هذا الشعب ؟؟
فقال صفوان :_ نعم
فقال :_ هو لك وما فيه
[[هكذا في بساطة وكأنه يتحدث عن جمل أو جملين ]]
قال صفوان :_ لي ؟!!!!
قال :_ نعم
يقول الصحابة فأشرق وجهه صفوان وقال :_
إن الملوك لا تطيب نفوسها بمثل هذا، ما طابت نفس أحد قط بمثل هذا إلا نبي، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
فأسلم صفوان رضي الله عنه وصدق إسلامه
_________
وعندما وجد الانصار عطاء النبي صلى الله عليه وسلم من خمسه لسادة قريش {{ مسلمها وكافرها }} عطاء ليس له حدود
وجدوا في انفسهم [[ اي تأثروا ]]
فقال بعضهم لبعض:_ لقد لقي النبي قومه [[ يعني رجع لاهله وفرح فيهم ]] غفر الله لرسول الله
يعطي قريش ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم بالامس ؟!!!
فلما بلغت هذه المقالة للنبي صلى الله عليه وسلم كان لها أثر في نفسه
وارسل الى {{ سعد بن عبادة }} زعيم الخزرج وهو الباقي من سادة الانصار
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد :_ يا سعد ما مقالة بلغتني عن قومك ؟؟
قال له: اجل يا رسول الله ان هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظيمة في قبائل العرب، ولم يكن لهذا الحي من الأنصار منها شيء
فقال النبي صلى الله عليه وسلم له:_ فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ [[ يعني شو موقفك انت ]]
فقال سعد: - ما أنا إلا رجل من قومي !
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ إذن فاجمع لي قومك لا يخالطكم غيركم
فخرج سعد فجمع الأنصار{{ أوس وخزرج }} في شعب لم يدخل فيه إلا انصاري
وأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم وحده لا يصحبه إلا الصديق {{ ابو بكر }} فحياهم بتحية الاسلام
ثم حمد الله وأثنى عليهم ثم قال:_ يا معشر الأنصار
ألم تكونوا كفارا فهداكم الله بي ؟؟
ألم تكونوا عالة [[ اي فقراء ]] فأغناكم الله بي ؟؟
ألم تكونوا أعداء فألف الله بين قلوبكم بي ؟ ؟
ثم قال: - ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟
قالوا: - وبماذا نجيبك يا رسول الله ، ولله ولرسوله المن والفضل ؟
قال :_ أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم
قولوا :_ ألم أتيتنا مكذباً فصدقناك ؟؟
ألم تأتينا مخذولاً فنصرناك ؟؟
ألم تأتينا طريداً فآويناك ؟؟
ألم تأتينا عائلاً فواسيناك ؟؟
فأرتفع صوت الانصار بالبكاء وضج المكان وهم يقولون :_ المنة لله ورسوله يا رسول الله
فقال لهم :_ ما مقالة بلغتني عنكم ووجدة وجدتموها في انفسكم
تقولون :_ لقد لقي محمد اليوم قومه
يا معشر الانصار
أوجدتم في أنفسكم لعاعة من الدنيا تألفت بها قلوب قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم؟؟
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم ؟؟
فقالوا :_
أوفاعل انت يا رسول الله ؟؟؟
[[ وكانوا قد غلبهم الظن ان النبي سيقيم في مكة فقد اصبحت دار اسلام ، وهي مسقط راسه وهي بلد الله الحرام فظنوا ان النبي لن يرجع للمدينة معهم ، ففاجئهم بهذا الخبر المفرح ]]
قالوا :_ أوفاعل انت يا رسول الله ؟؟
قال :_ اجل المحيا محياكم ، والممات مماتكم انت الشعار والناس دثار
[[ الملابس الداخلية التي تلاصق الجسم تسمى شعار لانها تلامس شعر البدن ، اما القميص يسمى دثار انتم الشعار اي انتم اقرب لجلدي انتم اهلي وعشيرتي واحبابي رضي الله عن الانصار وباقي الناس دثار ]]
انتم الشعار والناس دثار ، فوالذي نفس محمد بيده لو سلك الناس قاطبةً شعباً ، وسلك الانصار شعب لسلكت مسلك الانصار ، و لولا الهجرة لكنت واحدا من الأنصار
ثم بسط يديه وهو يقول :_ اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار
يقول الانصار :_ فظننا انه لن يسكت حتى يعد مئة جيل من الانصار
وبكى صلى الله عليه وسلم
وقال :_ الم اعهد إليكم يوم العقبة {{ الدم الدم والهدم الهدم}} أسالم من سالمتم ، وأحارب من حاربتم
المحيا محياكم ، والممات مماتكم [[ أي سأعيش ما عشت معكم واذا متت سأدفن بأرضكم ]]
فبكى الأنصار حتى أخضلوا لحاهم
وهم يقولون :_ رضينا برسول الله صلى الله عليه سلم رضينا، رضينا ، خذ ما بأيدينا من اموال واعطيها لاهل مكة
[[ يا الله هنيئا للانصار كان حظهم الأوفى من العطاء ]]
فازوا بالحبيب الاعظم صلى الله عليه وسلم
يتبع إن شاء الله
_____ #الأنوارالمحمدية ______
_____ صلى الله عليه وسلم ______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2022, 07:15 PM   #234
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب " ٢٣٤ "
السيرة النبوية العطرة (( اسلام وفد من هوزان ))
___________
من الذين وقعوا في الأسر يوم حنين {{ الشيماء }} أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة
لان النبي صلى الله عليه وسلم ، كان قد استرضع في بني سعد {{ ٤ أعوام }} والتي أرضعته هي حليمة السعدية
وأخواته من الرضاعة من السيدة {{ حليمة }}
١_ الشيماء
٢_ عبدالله
٣_ أنيسة
وكانت {{ الشيماء }} تتقدم النبي صلى الله عليه وسلم بالسن {{ ١٠ سنوات }}
فكانت تشترك مع أمها في رعاية النبي صلى الله عليه وسلم ، وتلاعبه وتعتني به
________
فلما وقعت الهزيمة بهوازن، كانت {{ الشيماء }} فيمن وقع في الأسر
فكانت تقول للمسلمين :_ إني أخت صاحبكم من الرضاعة !!
فلم يصدقوها
وجائوا بها الى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت :_ يا رسول الله أتعرفني؟
قال لها :_ ما أنكرك فمن أنت؟
قالت :_ إني لأختك من الرضاعة
قال لها :_ إن تكوني صادقة فإن بك منّي أثرا لن يبلى
[[ يعني علامة بجسمك انا سببها لا تنمحي]]
فكشفت عن عضدها
ثم قالت: _ نعم يا رسول الله، حملتك وأنت صغير فعضضتني هذه العضة
فعرفها صلى الله عليه وسلم ، فوثب وقام لها قائما و رحب بها، وبسط لها ردائه، وأجلسها عليه ، وذرفت عيناه بالدموع واخذ يكلمها
ثم قال لها :_ إن أحببت فأقيمي عندي محببة مكرمة، وإن أحببت أن أمتعك فارجعي إلى قومك
[[يعني خيرها بين أن تعيش معه أو يعطيها أموال وتعود الى قومها، فاختارت أن تعود الى قومها ]]
فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم وأعادها الى قومها، وكان مما أعطاها {{غلاما وجارية }} فزوجت أحدهما بالآخر، ولا يزال نسلهما موجود الى الآن
ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ارتد قومها {{بنو سعد}} فكانت {{ الشيماء }} ممن ثبتوا وأخذت تنشد الشعر الذي تدافع فيه عن الإسلام
وعرفت {{ الشيماء}} بعد ذلك بكثرة العبادة والتنسك رضي الله عنها ، اخت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
_________
وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو في {{ الجعرانة }}
وفد من {{ هوزان }} فيه عدد من اشرافهم
فأسلموا ثم كلموا النبي صلى الله عليه وسلم في الغنائم، وقالوا:_ يا رسول الله ، إن فيمن أصبتم الأمهات ، والأخوات ، والعمات ، والخالات ، وحواضنك اللاتي كن يكفلنك
وانت خير مكفول ، ونرغب الى الله وإليك يا رسول الله
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_
قد كنت استأنيت بكم بضع عشرة ليلة [[ يعني أخرت توزيع الغنائم والسبايا عشرة أيام أملاً في اسلامكم]]
وقد وقعت المقاسم مواقع [[ اي تقاسم المسلمون اموالكم ]]
فأي الأمرين أحب إليكم , أطلب لكم السبي ، أم الأموال ؟؟
قالوا:_ يا رسول الله فالحسب أحب إلينا ، ولا نتكلم في شاة ولا بعير
فقال صلى الله عليه وسلم :_ أما الذي لبني هاشم فهو لكم ، وسوف أكلم لكم المسلمين وأشفع لكم
فكلموهم انتم وأظهروا إسلامكم وقولوا :_ نحن إخوانكن في الدين
[[ وعلمهم صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة وكيف يتكلمون ]]
فلما صلى النبي الظهر ، استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام ، فأذن لهم
فتكلم خطبائهم ، وطلبوا رد سبيهم ، فلما فرغوا
قام صلى الله عليه وسلم وحض المسلمون على رد السبي
فقال :_ قد رددت الذي لبني هاشم ، والذي بيدي عليهم
فمن أحب منكم أن يعطي غير مكره فليفعل ، ومن كره أن يعطي ويأخذ الفداء فعليَّ فداؤهم
فأعطى المسلمون كلا ما بأيديهم، وطلب القليل منهم الفداء
____________
ونأتي الى موقف النبي صلى الله عليه وسلم ، مع قائد جيش هوزان وهو {{ مالك بن عوف }}
قلنا أن مالك هو الذي جمع كل قبائل {{ هوازن}} في جيش واحد لأول مرة في تاريخها
وكان السبب في معركة {{حنين}}
ماذا كان مصير مالك بن عوف بعد هزيمة هوازن؟
لقد فر {{ مالك بن عوف}} مع من فر من {{ هوازن}} حتى وصل الى {{ ثقيف}} وهي ليست قبيلته لأنه من {{بني نصر}}وكان موقف {{ مالك بن عوف}} مئساوياً
فكان وضعه مثل اللاجىء عند قبيلة أخرى، وكان منبوذا لأنه المسئول عن مصيبة وفضيحة {{هوازن}} في فقد نسائهم وأبنائهم وأموالهم
لأنه هو الذي أصر أن تصحب {{ هوازن}} معها نسائها وأبنائها وأموالها
وهو نفسه صحب معه نسائه وأبنائه وأمواله، وقد فقدهم وأصبحوا غنائم في أيدي المسلمين
لقد كان {{مالك بن عوف}} في أشدِّ حالات الانكسار التي من الممكن أن يتعرض لها قائد
وبينما هو في هذه الحالة المؤسفة المخزية، كان هناك من يفكِر في أمره!!
إنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، المبعوث رحمة للعالمين
_________
لقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن مالك بن عوف
فقيل له :_ إنه في الطائف يخشى على نفسه
فقال النبي لهم :_ أخبروا مالك إن أتاني مسلما رددت عليه أهله وماله
[[ وكان ذلك هو الإنقاذ لمالك بن عوف من أزمته]]
فأسرع {{ مالك بن عوف}} فأسلم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
فرد عليه أهله وماله، ثم أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم فوق ذلك مائة من الإبل
[[ هل يمكن أن يتخيل ذلك أحد ؟! هل يوجد في التاريخ كله قائد منتصر يتعامل بهذا الرقي مع زعيم الجيش المعادي له المهزوم أمامه ؟ ]]
لقد وجدنا في التاريخ القديم والحديث القادة المنتصرون يتلذذون بمحاكمة وعقاب واذلال زعماء أعدائهم
وقرأت عن ملك دولة أسر ملك الدولة التي كان يحاريها
فكان لا يركب فرسه الا اذا وضع قدمه على ظهر الملك المهزوم
ليس هذا فحسب بل أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوظف امكانات {{ مالك بن عوف}} القيادية لمصلحة الدولة الإسلامية
فأعاده زعيما على من أسلم من قبائل {{ هوازن }}ثم كلفة بمهمة الإغارة على {{ الطائف }} وهي اشبه بحروب الإستنزاف الآن، حتى أسلمت ثقيف بعد ذلك
_________
وقبل عودة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة من الجعرانة
توجه النبي صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة، وكانت هذه هي العمرة الثانية التى أداها النبي صلى الله عليه وسلم
لأن النبي خرج لأداء العمرة في {{ ذي القعدة }} من العام السادس من الهجرة، ولكن منعته قريش من دخول مكة، وانتهى الأمر بعقد صلح الحديبية
وفي العام التالي في {{ ذي القعدة}} من السنة السابعة من الهجرة
خرج صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة، وهي {{عمرة القضاء}}
وفي {{ ذي القعدة}} من السنة الثامنة من الهجرة خرج صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة من {{ الجعرانة}}
أما العمرة الأخيرة فقد قرنها صلى الله عليه وسلم مع حجته، وكانت في السنة العاشرة من الهجرة
اذن اعتمر صلى الله عليه وسلم ثلاثة عمرات أداها كاملة
بخلاف عمرة {{ الحديبية }} لم يكملها
التي أحرم فيها صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة، ثم صدته قريش فتحلل من احرامه هو والصحابة بذبح الهدي
ويصبح المجموع {{ ٤ عمرات }} للنبي صلى الله عليه وسلم
__________
وإذا لاحظنا أن كل عمرات النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت في {{ ذي القعدة}}
وقد فسر العلماء ذلك
بأن العرب في الجاهلية كانت تعتبر العمرة في {{ ذي القعدة}} من أفجر الفجور
ففعله النبي مرات ليكون أبلغ في بيان جوازه، وابطال ما كانوا عليه في الجاهلية
وذهب جميع أهل العلم الى القول بفضل العمرة في {{ذي القعدة }}وقال البعض
مثل {{ ابن القيم }} أن العمرة في {{ ذي القعدة }}أفضل من العمرة في رمضان
ولكن في ايامنا يمنع العمرة من خارج مكة في ذي القعدة لان هذا الشهر ذي القعدة يسبق شهر الحج
حتى لا يظل المعتمر في الكعبة ويؤدي الحج بدون تصريح حج
ولكن على أي حال من أستطاع أن يؤدي العمرة في {{ذي القعدة}} فليفعل لأن فضلها عظيم كما قال أهل العلم
_______
ومع كل ذلك نقول، ومع أن العلماء قديما وحديثا قالوا بفضل العمرة في {{ ذي القعدة}} لأن كل عمرات النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت في {{ذي القعدة}}
البعض قال لا أفضلية والسبب
لان العمرة الوحيدة التي اختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤديها في ذي القعدة كانت هي {{ عمرة الحديبية}}
أما عمرة {{ القضاء }}فكانت في ذي القعدة لأن الإتفاق مع قريش ألا يدخل مكة عامه هذا ويأتي بعد عام
وكان مرور العام يوافق {{ ذي القعدة}} وأما العمرة التي أداها من الجعرانة
فكانت بعد أن فرغ من حرب {{ هوازن}} وفرغ من توزيع الغنائم
وقبل أن يعود الى المدينة، ووافق ذلك {{ ذو القعدة}} دون تعمد لأداء العمرة في ذلك الشهر
_________
ولم يحج النبي صلى الله عليه وسلم هذا العام
وانما حج بالمسلمين أمير مكة الذي عينه النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة، امير على مكة وهو {{ عتاب بن اسيد}}
وقد أخذ الإمام الشافعي من ذلك أن الحج على التراخي، [[ يعني يمكن أن يؤخر الانسان الحج مع القدرة عليه، ولكن ليس معنى هذا أن يؤخر سنوات، حتى يتقدم الإنسان في السن ويفقد القدرة على الحج ]]
بينما عند أبو حنيفة ومالك وأحمد الحج على الفور عند القدرة عليه
يتبع إن شاء الله ....
_____ #الأنوارالمحمدية ______
____ صلى الله عليه وسلم _______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2022, 07:16 PM   #235
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب " ٢٣٥ "
السيرة النبوية العطرة (( عام الوفود ، إسلام عدي بن حاتم الطائي ))
_________
نحن الآن في مطلع العام التاسع ويسمى {{ عام الوفود }} ولن نتناول جميع الوفود بالتفصيل ، بل نعرض نماذج منها
ففي شهر {{ ربيع الآخر}} من السنة التاسعة
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ، علي بن ابي طالب ومعه {{ ١٥٠٠ رجل }} من الأنصار ، الى قبيلة {{ طيء }}
وهي عدة قبائل تسمى {{ طيء }} ولكن كان سيدها العام {{ حاتم الطائي }} المعروف بالتاريخ والمشهور بالكرم
فكلنا يعرف حاتم الطائي
وكان سيدهم في ذلك الوقت بعد موت {{ حاتم الطائي }}
هو ابنه
{{ عدي بن حاتم الطائي }}
وكان قد تنصر [[ يعني أن اعتنق النصرانية ولم يلتزمها بل كان يخلط بين النصرانية والصابئة يعني عامل دينه كوكتيل ]]
وكان هدف السرية هو هدم صنم {{ طيء}} وكان من الأصنام المشهورة في الجزيرة، واسمه {{ الفِلس}}
__________
فشن عليهم المسملون الغارة مع الفجر، وهدموا صنمهم {{ الفلس}} واصطحبوا معهم أنعام كثيرة وسبي، وفر قائدهم {{ عدي بن حاتم الطائي}} الى الشام و أخذ زوجته و ولده تاركاً اخته {{ سفانة ابنة حاتم الطائي }}
فكانت من ضمن السبايا ابنة {{ حاتم الطائي}} واخت {{عدي بن حاتم}}
[[ ومعنى سفانة الؤلؤة وبها كان يكنى ابوها حاتم الطائي لا بولده ، كان يقال له ابو سفانة وليس ابو عدي ]]
___________
فلما جاءت {{ سفانة }} المدينة مع السبي
وقفت بين السبي وكان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم
أن يفصل بين الاسرى
الرجال في جانب
والنساء في جانب
والصغار مع امهاتهم
فوضعت النساء في القسم المخصص عند ساحة المسجد
وخرج النبي صلى الله عليه وسلم ليؤدي إحدى الصلوات بعد مجيء هذه السبايا والاسرى
فلما رأته {{ سفانة }} عندما خرج من باب إحدى حجرات ازواجه
وقفت واعترضت طريقه وناشدته بصوت مرتفع
:_ يا محمد هلك الوالد ، وغاب الوافد، فامنن عليَّ منَّ الله عليك
قال: _ومن وافدك؟
قالت: _عدي بن حاتم
قال: _ الفار من الله ورسوله؟
ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركها ، ليؤدي صلاته
فحين انتهى من صلاته ورجع قامت وأ عترضت طريقه مرة ثانية
[[ وعلمت أن الوقت اولاً كان ضيق ولكن الآن متسع ، في الاول كان في عجلة ليؤدي الصلاة والآن راجع لحجرات ازواجه ]]
فقالت :_ يا محمد هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليَّ من الله عليك، يا محمد إن رايت أن تخلي عني ، ولا تشمت بي قومي
فإن أبي كان يحمي الذمار، ويفك العاني، ويشبع الجائع، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة {{ حاتم الطائي }}
فرق قلب النبي صلى الله عليه وسلم لحالها
وقال :_ قد فعلت ، يا جارية هذه صفة المؤمنين حقاً ، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها يحب مكارم الأخلاق، وإن الله يحب مكارم الأخلاق
فقام أبو بردة بن دينار فقال: _ يا رسول الله ، الله يحب مكارم الأخلاق ؟
فقال صلى الله عليه وسلم:_ والذي نفسي بيده لا يُدخِل الجنة إلا حسن الخلق
ثم نظر الى سفانة والى اصحابه
وقال : _ ارحموا عزيز قوم ذلّ، وغنياً افتقر، وعالماً ضاع بين جهال
وبعد أن منَّ عليها صلى الله عليه وسلم
قال علي بن ابي طالب {{ لسفانة ابنة حاتم }}
قال :_ سليه الحملان [[ اي شي تركبيه للسفر ]]
فسألته فأعطاها ما تركبه
وقال لها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة، حتى يبلغك إلى بلادك، ثم آذنيني [[ اي أخبريني انك راحلة ]]
وأقامت بين الصحابيات في المدينة حتى قدم ركب من {{ قضاعة}}
فلما جاء وفد من قومها جاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم
وقالت :_ يا رسول الله إن القوم من قضاعة [[اي الوفد الذي عندك ]]
ان القوم من قضاعة ، وهم فرع من قومي أجد فيهم من أثق به ابلغ معهم مأمني ، إن شئت فأذن لي بالرحيل
قالت: _ فكساني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحملني، وأعطاني نفقة
فجهزها واكرمها واوصى بها خيرا ، ووقف صلى الله عليه وسلم يودعها مع الركب
فقالت وهي تركب ناقتها قبل أن ترحل ، تدعوا للنبي صلى الله عليه وسلم
رفعت يديها للسماء
وقالت :_ شكرتك يدٌ افتقرت بعد غنى ، ولا ملكتك يدٌ استغنت بعد فقر
وأصاب الله بمعروفك مواضعه ، ولا جعل لك الى لئيم حاجة ولا سلب نعمة كريم إلا وجعل لك سبباً لردها عليه
يقول الصحابة :_ فأشرق وجهه صلى الله عليه وسلم معجباً ببلاغتها وحسن كلماتها
فرد عليها بالدعاء قائلا :_ اللهم اهدي قومها وأتينا بهم طائعين
يقول الصحابة :_ ولمس من ذلك انها آمنت ولكنها كتمت إيمانها
لسببين
١_ عزة في نفسها أن تعلن اسلامها وهي اسيرة فيقال أسلمت مجبرة
٢_حتى ترى موقف اخيها عدي بن حاتم
___________
لم ترجع {{ سفانة بنت حاتم الطائي }}الى ديارها، وإنما توجهت الى أخيها {{ عدي بن حاتم }} بالشام، فلقد هرب الى الشام
والآن يحدثنا {{ عدي بن حاتم }} نفسه بعدما أسلم واصبح من الصحابة
يقول عدي و كان قد تنصر كما قلنا ولكن يخلط بين النصرانية والصابئة ويسير في قومه بالمرباع
[[ المرباع اي يحل لنفسه ان يأخذ ربع غنائم الحرب يشرع لنفسه مالا يشرع لغيره ]]
فلما غارت عليه خيل المسلمين بقيادة {{ علي بن ابي طالب }}
كان قد جهز نفسه للهرب قبل وصول المسلمون
فقد قال لغلام له :_ يا فلان لا أبا لك [[ لا أبا لك كلمة تستخدم عند العرب للمدح والذم ، فإن كانوا يريدون المدح يكون المراد بها اي أيها الرجل العصامي الذي لا يتكل على غيره ، اما الذم لا أبا لك يعني يلي مش معروف ابوك لا اصل لك ]]
فقال لغلامه مادحاً :_ لا ابا لك ، اختر لي من الأبل نياق سمان سراع أعتمد عليها ، و تكون في مقربة مني فإن سمعت بخيل محمدٍ قدمت اخبرني [[ عشان يهرب ]]
فلما أقتربت خيل المسلمين من ديار طيء اخبره الغلام
يقول عدي :_ فركبت على النياق وحملت زوجتي و ولدي وأصابتني ساعة ذهول فتركت اختي {{ سفانة }}
[[ نسي اخته ]]
ثم انطلقت وقلت :_ ليس لي إلا أرض الشام فإنها تدين بالنصرانية وانا واحد منهم
فأرتحل الى الشام [[ دمشق ]] والذين يدينون بالنصرانية لم يكونوا عرب
قليل من اعتنق النصرانية من العرب ، لان المسيح عيسى عليه السلام لم يبعث من العرب وما بعث من العرب إلا سيدنا وحبيبنا {{ محمد صلى الله عليه وسلم }}
فكانوا اذا تنصر عربي [[ خاصة اذا كان كبير في قومه ]] جعلوا له عندهم مكانة [[ حتى يملكوا قلبه وقلب قومه معه ]]
يقول عدي :_ فلما أتيت الشام وعلموا بأمري
جعلوا لي ارضاً وحائطاً [[ اي بساتين ]] وضربوا لي قبة وزينوها واقام من معي ومن اعرف من حولي
_________
فلما وصلت اخته {{ سفانة }} الى الشام
سألت :_ أين أجد بن حاتم ؟؟
قالوا لها :_ عند تلك القبة
فذهبت إليه وكان أخوها يقف على الباب
فلما رأها من بعيد وعرفها ،هرول إليها مسرعاً يستقبلها
وهو يقول :_ مرحبا مرحبا ببنت حاتم الطائي
فقالت له :_ أعزب عني [[ اي ابتعد عني لاتفرجيني وجهك ]]
أعزب عني ، أيها القاطع الظالم
فعرف انها مغضبة منه
قال :_ فألتزمت الصمت حتى دنت ودخلت وجلست بالخيمة وذهب عنها الغضب
فقال :_ اعذريني يا اختاه ولا تقولي إلا خيرا ، اجل لقد قصرت في حقك [[ الحق معك انا غلطان ]] وصابتني ساعة ذهول حين قدمت خيل محمد والمسلمين
اخبريني يا اختاه عن امرك
وكانت {{ سفانة }} امرأة رزينة جزلة حصيفة [[ اي عقلها يعدل عشرات من الرجال ]]
فأخبرته كيف منَّ عليها رسول الله واعتقها
قال :_ يا أختاه كيف رأيتِ الرجل ؟؟
قالت له :_ رأيت فيه كل خير ، ورأيت منه كل خير
لقد فعل محمد فعلة ما كان أبوك يفعلها ، وقد رأيته يحب الفقير ، ويفك الأسير ، ويرحم الصغير ، ويعرف قدر الكبير، وما رأيت أجود ولا أكرم منه، وإن يكن نبياً فللسابق إليه فضل ، وإن يكن ملكاً فلا تزال في عزّ ملكه
___________
ويحدثنا {{ عدي بن حاتم }} رضي الله عنه عن قصة إسلامه والتي كانت بدايتها إحسان النبي صلى الله عليه وسلم لأخته سفانة
وتوجه الى المدينةالمنورة ، ودخل على الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد، وهو يظن أنه سيلقى ملكاً
يقول :_ فسلمت عليه
فقال صلى الله عليه وسلم ، من الرجل ؟
قلت له :_ عدي بن حاتم
فقال :_ مرحبا بك
يقول عدي :_ فقام النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ بيدي وتوجه بي الى بيته
فلقيته في الطريق امرأة ضعيفة متقدمة في السن، ذات هيئة رثة فاستوقفته
فوقف معها طويلاً تكلمه في حاجتها
ومازال واقفاّ يكلمها ، والذي بعثه بالحق نبيا ، لم يدر وجهه عنها ولم يعطها ظهره ولم يتركها ، حتى كانت هي التي قطعت الحديث واستدارت وتركته قائما
يقول عدي :_ فقلت ويل أمك يا عدي !! انت لا تقف مع ملك من ملوك الدنيا ، فليس هذا من فعل الملوك
[[ في ملك يقف مع امرأة عجوز لابسة ملابس مرقعة وينتظرها لتخلص كلامها وتدير ظهرها وتخليه واقف ، هذا الكلام في الاحلام فقط ]]
ثم دخل بيته وقدمني بالدخول [[ يعني تفضل ]]
فتناول وسادة فقذفها الي وقال :_ اجلس على هذه
فقال عدي:_ بل أجلس أنت
فقال صلى الله عليه وسلم :_ بل أنت اجلس إنما أنت الضيف والكرامة للضيف
يقول عدي:_ فجلست عليها وجلس صلى الله عليه وسلم متربعاً على الأرض
فقلت :_ هذه أخرى يا عدي وهل الملوك تجلس على الارض ؟؟
الملوك تجلس على العروش وحاشيته حوله
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي: _ مرحبا يا عدي بن حاتم ، كيف انت ؟؟
وأخذ يحدثني
يقول عدي :_ فلما استأنست معه بالحديث
رفع رأسه إلي
وقال :_ يا عدي أسلم تسلم
فقلت :_ إن لي ديناً [[ يعني انا لي دين ]]
قال: _ أنا أعلم بدينك منك ، ألست ترأس قومك؟
قلت: بلى
قال :_ ألست نصرانين ركوسين [[ يعني تخلط بعبادتك النصرانية وعبادة الاصنام ]]
قلت :_ بلى
قال: _ ألست تأكل المِربَاع ؟ [[ أي ربع غنائم الحرب ]]
قلت: _ بلى
قال:_ فإن ذلك لا يحل لك في دينك
قال عدي : _ فتضعضعت لذلك [[ ارتبك ]] و اخذ يعد لي أشياء عني كأنه كان يعيش معي
ثم قال لي : _ يا عدي بن حاتم أسلم تسلم
فإنه ما يمنعك أن تسلم وتدخل في هذا الدين قلة أهله وكثرة عدوه [[ يعني انا اعلم لماذا نفسك تمنعك ان تسلم ]]
ألا والذي نفسي بيده يا عدي ، ليوشكن أن ترى القصور البيض
[[ اي قصور كسرى وفارس]] قد فتحت على أيديهم [[ اي الصحابة ]] وجاست بها خيل المسلمين
يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين خصاصة تراها من حولي [[ اي حاجة وفقر الصحابة الذين حول النبي صلى الله عليه وسلم]]
ألا والذي نفسي بيده ليوشكن ان ترى الغلمان يطفون بالمال لا يقبله احد ، ولا يأخذ منه شيء ، بل يزيدون عليه حتى يرجع لبيت مال المسلمين اكثر مما خرجوا به
وتوشك الظعينة [[ اي المرأة على البعير في الهودج]] أن ترحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت
يقول عدي :_ وأخذ صلى الله عليه وسلم يعدد لي كل شيء في نفسي كان يحجبني عن الاسلام
ثم قال يا عدي :_ اسلم تسلم
فقلت :_ بأبي وامي انت يا رسول الله كيف علمت عني كل هذا ؟ !!!!
فقال لي :_ يا عدي إ نما انت تجلس مع نبي ورسول ليس مع ملك من ملوك الدنيا
فقلت {{ اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله }}
وأسلم عدي بن حاتم الطائي
_______
ويحدث عدي هذا الحديث للتابعين ، فلقد عاش عدي{{ ١٤٠ عام }} لقد بقي لخلافة علي بن ابي طالب ، وشهد المعارك مع علي كلها ، واستشهد علي رضي الله عنه وبقي عدي على قيدالحياة ، فهو يحدث التابعين
ويقول لهم :_ والذي بعثه بالحق لقد عشت حتى رأيت اثنتين من نبئوة النبي صلى الله عليه وسلم
وكنت في أول خيل أغارت على المدائن على كنوز كسرى بن هرمز ودخلت بخيلي قصور كسرى وجمعنا غنائمها
وها انا رأيت المرأة تخرج من الحيرة حتى تؤم بيت الله الحرام لا تدخل بجوار احد
وأحلف بالله لترون الثالثة
وترون الغلمان يطفون بالمال لا يقبله احد ، ولا يأخذ منه شي بل يزيدون عليه حتى يرجع لبيت مال المسلمين اكثر مما خرجوا به
ونحن الآن نقول :_ يا عدي بن حاتم رضي الله عنك ، لقد حقق الله الثالثة في زمن الخليفة الراشد {{عمر بن عبد العزيز }}
لقد رأى من بعدك من التابعين ، الغلمان تخرج من بيت مال المسلمين بالمال ، يطفون على الناس فلا يقبله أحد بل يزيدون عليه
في ظل الخليفة الراشد العادل {{ عمر بن عبد العزيز }} خير الامة في عصره
الخليفة الاموي الملحق بالخلفاء الاربعة الراشدين فهو خامسهم
الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لأحد امراء الجن
[[ الذين اسلموا بعد عودته من الطائف ، ولقد بايعوه مرتين اول مرة كان عددهم سبعة عند نخلة، وفي الليلة الثانية عند الحجون وكانوا ٧٠ الف وقد ذكرناها ]]
قال النبي لأحدهم واسمه عامر ، عندما وقف يسلم على النبي ويخترع اسئلة ويستحضرها حباً بأن لا يفارق النبي
فقال له النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ ألحق بقومك يا عامر
فقال عامر :_ بأبي وامي انت يارسول الله ، إنما اصطنع السؤال حتى لا افارقك وتبقى يدي بيدك
فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ رضي الله عنك يا عامر وبارك الله في محبتك ، و سيطيل الله في عمرك وستموت في العراء ، ويدفنك خير امتي آنذاك
فلما كان {{ عمر بن عبد العزيز }} أمير للمؤمنين
و قدم حاجاً من الشام وهو {{ امير الحج }}
يقول صحبه الذين حوله :_
فلما كنا قرب المدينة في العراء ، سارت سحابة من غبار امامنا [[ زوبعة او اعصار ]]
فوقف عمر ينظر وهو يسبح ويستغفر
ثم قال :_ انيخوا هاهنا ، حتى انجلت السحابة
فلما انجلت تقدم{{ عمر }} الى مكانها فرأى ثعباناً ميتاً
فحفر حفرة في التراب ، ثم خلع عمامته عن راسه فشقها نصفين
ثم كفن الثعبان في نصف العمامة ودفنه في الحفرة
ثم قال :_ استريحوا هنا هذه الليلة
يقول اصحابه :_ فلما كان شيء من الليل [[ يعني مضى ثلث الليل الاول او ربعه ]]
سمعنا قائل يقول :_ جزيت خيراً يا {{ ابن عبد العزيز }} جزيت خيراً ، يا خير هذه الامة ، والله لقد سمعت أذناي هاتين رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يقول لعامر :_ يدفنك خير أمتي انذاك
فوثب {{ عمر بن عبدالعزيز }} قائماً وهو يقول :_ لا إله إلا الله محمد رسول الله ، نشدتك الله من انت ؟!!!!
فقال له :_ انا فلان من الجن ، أحد الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في الحجون
وإن الذي واريته التراب اليوم هو{{ عامر }} إحدى الامراء السبعة الذين اسلموا عند نخلة ، عند رجوع النبي من الطائف
قال :_ والله لقد سمعت اذناي هاتين والنبي يترضى عليه ويقول له :_ ألحق بقومك ستموت بالعراء ويدفنك خير أمتي انذاك ، فنشهد انك خير الامة اليوم
_________
لماذا اقف في السيرة عند هذه الأمور
عنوان يجب ان لا تهملوه ابدا {{ نبئوة رسول الله }}
فالذي اخبر به اصحابه شهدوا جله
وما تأخر عنهم شهده الذي بعدهم
ومالم يشهدوه المسلمون قبلنا ، ها نحن اليوم نعيشه ونراه
لقد اخبرنا بالتفصيل ما وقع لأمتنا من شتات وكيف تداعى الاعداء علينا كما يتداعى الأكلة الى قصعتها
وحين ذكر ذلك
قال له اصحابه :_ أمن قلةٍ نحن يومئذ يا رسول الله ؟؟
[[ يعني حتى نوصل لدرجة يتعازموا الناس علينا ، سببه قلة عددنا ]]
قال :_ بل انتم {{{ كثييير }}} ولكنكم غثاء كغثاء السيل
اشهدوا ان لااله الا الله واشهد أنك يا سيدي وحبيبي محمد رسول الله
لقد رأيت نبؤتك هذه {{ بأم عيني }} وها نحن نعيشها تداعي الأمم علينا كتداعي الأكلة الى قصعتها
فهاهم كلاب العالم يتعازمون على تقسيم بلاد المسلمين وخيراتها ويتعازمون عليها ، ونحن لسنا قلة والله لسنا قلة
ولكن كما وصفتنا {{ أمتنا غثاء كغثاء السيل }}
وهانحن نعيش في زمن كما اخبرتنا عن الوباء {{موتان كقعاص الغنم }} يا رسول الله ، كما وصفته يا حبيبي يارسول الله فهو يصيب الجهاز التنفسي ، كمرض القعاص في الغنم وينتشر بسرعة
ولم نرى بعد المطر التي ستمطر وتقتل الكثير
ولم نرى بعد الدخان الذي سيملئ السماء ، ولكننا يارسول الله نرها قبل أن تقع لأننا نعلم انك لا تنطق عن الهوى
ونعلم اننا في زمان ستأتي امور عظام قد أقتربت ونحن في غفلة
وشهدنا الكثير مما اخبرتنا ونحن ننتظر {{ تاج }}ما اخبرتنا به من النبؤات {{ لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون }}
في وقت اصبحت قلوبنا تعتصر ألماً في الليل والنهار على مقدساتنا وارضنا وديننا
صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والله لا يطيب القلب إلا بذكر الله وذكره

_____ #الأنوارالمحمدية ______
____ صلى الله عليه وسلم _______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2022, 07:17 PM   #236
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب " ٢٣٦"
السيرة النبوية العطرة (( غزوة تبوك ))
__________
في بداية العام التاسع قلنا أنه {{عام الوفود }} وكان فيه مجيء القبائل العربية لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام
[[ طبعا الوفود لم تنحصر في عام واحد فمنذ فتح مكة الى حجة الوداع والوفود تأتي الى المدينة تعلن اسلامها ولكن كتب السيرة جعلت لهذا العام هذا الاسم عام الوفود ]]
ومع مجيء هذه الوفود خاصة التي تسكن على اطراف بلاد الشام
حملت هذه القبائل اخبار للنبي صلى الله عليه وسلم ان
{{ الإمبراطورية الرومانية }} تحشد جيوشها لغزو الجزيرة
وكان ذلك في منتصف العام التاسع تقريبا
فوصلت الى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأخبار التي هي في غاية الخطورة، وهي أن الإمبراطورية الرومانية قد حشدت جيوشها من الروم والعرب الغساسنة الموالين لها لغزو الجزيرة العربية حتى يصلوا الى المدينة المنورة
وجاءت الأخبار الى أن هذه الجيوش قد وصلت الى منطقة {{ البلقاء }} وهي المنطقة الموجودة الآن في شمال غرب الأردن [[ ملاصقة للضفة الغربية الفلسطينية]]
وكان سبب حشد هذه الجيوش هو خوف {{الإمبراطورية الرومانية }} من التصاعد السريع لقوة الدولة الإسلامية والرغبة في كسر شوكة المسلمين قبل أن يستفحل خطرها وتهددها في عقر داره
وكذلك الرغبة في الإنتقام من الإنتصار الذي حققه المسلمون في {{ مؤتة }} قبل هذا التاريخ بعام واحد
ونزل الأمر الإلهي بقتال الروم
قال تعالى
{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً }}
ومعنى {{ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ }} يعني أقرب الكفار من دياركم، والروم في الشام هم أقرب الكفار الى المسلمين
نحن نتكلم عن السنة التاسعة من الهجرة وقد بلغ حبيبنا صلى الله عليه وسلم من العمر {{ ٦٢ عام }}
وهذه الغزوة {{ تبوك }} آخر غزوة للنبي صلى الله عليه وسلم
وكانت الروم تريد أن يسبروا غورا المسلمين ، وأن يغمزوا جانبهم كتغماز التين
[[ اي بلغتنا اليوم ، كيف تدس حبة التين باصابعك تضغط عليها هل نضجت اما انها غير ناضجة يسبروا يعني يدسوا نبض المسلمين ماذا ستكون ردة فعلهم ؟؟وهذه من بلاغة العرب فقد قال الحجاج يوما على المنبر ، أما وإني لا يقعقع لي بالشنان ولا يغمز جانبي كتغماز التين ]]
____________
اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم القرار السريع والحاسم بالخروج لقتال الروم في الشام
قبل أن يتحركوا هم في اتجاه المدينة
مع أن الجيش الذي سيظل في مكانه سيتمتع بميزة هامة، وهو أن الجيش الآخر سيصل اليه مرهق
لأن المسافة بين المدينة وبين الشام طويلة جدا، تزيد عن {{ الألف كم }} في صحراء قاحلة، وطرق وعرة، وحرارة شديدة جدا وكان الوقت في شهر اب {{ ٨ }}
ومع ذلك اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم القرار بالزحف في اتجاه الشام
و برغم علم النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذا التحرك سيفقده هذه الميزة النسبية
ومع علمه صلى الله عليه وسلم أن الجنود الرومان والغساسنة لا يتحملون التوغل في الصحراء هذه المسافة الطويلة وفي هذه الحرارة العالية
________
وكان السبب في ذلك
هو أن عدد كبير من القبائل بين المدينة وبين الشام قد دخلت في الإسلام
فلو بقي النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وترك هذه القبائل في مواجهة الجيوش الرومانية ف
هذا معناه التدمير الكامل لهذه القبائل
و النبي صلى الله عليه وسلم ليس مسؤلاً فقط عن أمن المدينة ولكنه مسؤلاً عن أمن الجزيرة كلها
وسبب آخر هو أن مجرد تحرك جيش المسلمين في الجزيرة العربية هو تدعيم لقوة وسلطان المسلمين في الجزيرة
__________
أمر النبي الصحابة بالتجهز للقتال، كما أرسل الى القبائل العربية التي دخلت في الإسلام، وبعث إلى مكة وقبائل العرب ليستنفرهم للقتال
ولأول مرة يعلن صلى الله عليه وسلم وجهة الجيش
وكان من عادته صلى الله عليه وسلم أن يخفي وجهة الجيش حتى يفاجأ أعدائه، ولكن في هذه الغزوة لم يخفي وجهة الجيش لعدة أسباب
________
١_ أن المسافة بعيدة جدا والطرق وعرة والحر شديد، فينبغي أن يستعد المسلمون لذلك بتجهيز المؤن وغيرها، ، لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يصحب كل رجل معه نعلان ، وكذلك تجهيز أنفسهم نفسيا لهذه الغزوة الشاقة
_______
٢_أن الجيش به عدد كبير من الأعراب الذين لم يتمكن الإيمان من قلوبهم، فكان لابد من الإعلان حتى لا تحدث معارضة من هذه الإعداد الكبيرة بعد الخروج
______
٣_ أن اخفاء الجيش في هذه الغزوة أمر صعب جدا نظرا لضخامة الجيش وبعد المسافة، فاذا حاول المسلمون اخفاء الجيش فغالبا لن ينجحوا
_________
تسارع الصحابة في الصدقة لتجهيز الجيش
وحث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الصدقات لتجهيز الجيش، فتسارع الصحابة في الصدقة، وكانت لأغنياء الصحابة نفقات عظيمة
كالعباس بن عبد المطلب، وطلحة بن عبيد الله، ومحمد بن مسلمة، وعاصم بن عدي وغيرهم الكثير
وتصدق {{ عبد الرحمن بن عوف}} بنصف ماله، وكانت حوالي {{ ٢٤ كيلو }} من الفضة
_______
وهنا لي وقفة للاسف الكثير من المسلمين يتصور أن الصحابة كانوا كلهم فقراء ، لا يجدون ما يأكلون
حتى وصفوا أن النبي صلى الله عليه وسلم من شدة فقره {{ مات ودرعه مرهونة ليهودي }} يؤسفني انه يوجد هذا في بعض كتب الحديث
النبي لم يمت ودرعه مرهونة هذا القول غير صحيح على الإطلاق
ولو كان في صحاح الحديث ، فكتب الحديث ليست معصومة فليس هنالك كتاب معصوم بعصمة الله إلا {{ القران }} كتاب الله الذي تكفل الله بحفظه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
ولكن لكل عالم هفوة ولكل جواد كبوة ، فإن هذا الحديث من سقطات بعض اهل العلم ان قالوا {{ مات النبي ودرعه مرهونة عند يهودي }}
لأن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حالة النزع
واخذ يجود بنفسه
[[فقد احتضر يوما كاملاً وشيء من اليوم الثاني ، والاحتضار هو النزع]]
فكان يغمى عليه ثم يفيق و كلما أغمي عليه وأفاق
يقول :_ يا عائشة ماذا صنعتِ بالدنانير الثلاثة الذهبية
الموجودة في بيت محمد ؟؟
تقول له :_ هي على حالها
يقول :_ اخرجيها فكيف يلقى محمدٌ وجه ربه وفي بيته ثلاثة دنانير ذهبية ؟؟
إذن عند النزع كان يملك{{ ثلاثة دنانير ذهبية }} فما الداعي لرهن الدرع
وإذا افترضنا أراد ان يرهن
ألا يرهن إلا عند المغضوب عليهم يهود ؟؟؟
ولو كان ذلك الدرع مرهون والنبي صلى الله عليه وسلم يملك ثلاثة دنانير ذهبية
لماذا لا يفك النبي صلى الله عليه وسلم رهنه ودينه
ألم يقل لنا صلى الله عليه وسلم ويعلم اصحابه ويعلمنا
فقال صلى الله عليه وسلم {{ مطل الغني ظلم }}
يعني تداين من واحد وصار معك تسده وتصير تأجل فيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الفعل {{ ظلم }}
النبي ينهى عن هذا الفعل
هل يعقل يا مسلم ان ينهي عنه ويتخلقه ؟؟
حاشاه صلى الله عليه وسلم ذلك
إذن لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فقيرا ولا الصحابة فقراء كما يظن البعض
_________
وقد تصدق {{ عمر بن الخطاب }} بنصف ماله كذلك، وكانت ثلاثة آلاف درهم
يقول عمر :_ أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي، فجئت بنصف مالي
وقلت:_ اليوم أسبق أبا بكر
فجاء عمر و وضع هذا المال بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:_ ما أبقيت لأهلك ؟
فقال عمر: _ مثله [[ اي نصف ماله ]]
ثم أتى أبو بكر، وتصدق بأربعة آلاف درهم
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:_ما أبقيت لأهلك ؟
فقال أبو بكر: _ أبقيت لهم الله ورسوله
فقال عمر: _ لا أسابقك الى شيء أبدا
[[وكانت هذه هي ثاني مرة يتصدق فيها أبو بكر بكل ماله ]]
وتصدق فقراء المسلمين بما يقدرون عليه، حتى أن بعضهم مثل {{ ابو عقيل }} تصدق ببعض التمر
وبعثت النساء بحليهن من خواتم وخلاخل حلق وغير ذلك يشاركن بتجهيز هذا الجيش
_________
أما أكبر من أنفق في هذا اليوم فهو {{عثمان بن عفان}}
وكان عثمان ذو مال كثير والسبب
[[ فلقد ورث من أبوه المال الكثير ، تذكرون جيش أبرهة أصحاب الفيل كانت أموالهم بعد أن هزمهم الله بالطير الابابيل غنيمة لأهل مكة ، فكان أبوه ممن جمع من هذا الجيش الغنائم الكثيرة ، فلما مات اورثها لابنه عثمان رضي الله عنه ]]
يقول عبد الرحمن بن حباب :_شهدت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة
فقام عثمان بن عفان فقال: _ يا رسول الله، عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله
[[ بأحلاسها وأقتابها يعني بكامل عدتها ]]
فنزل النبي صلى الله عليه وسلم درجة من على المنبر
ثم حض على الجيش
فقام عثمان بن عفان فقال: _ يا رسول الله، عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله
فنزل النبي صلى الله عليه وسلم درجة ثانية على المنبر
[[ وكان نزول النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر حركة عملية يقول بها حتى يشعر الصحابة أن تجهيز الجيش قد اقترب اكتماله حتى أنه صلى الله عليه وسلم على وشك ترك المنبر وتوقف حثه للصحابة على الصدقة ]]
ثم حض على الجيش
فقام عثمان بن عفان فقال: _ يا رسول الله, عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله حتى شنق أسقيتهم
[[ وعاء الشرب كان من الأدم اي الجلد فإذا ملئت بالماء لا بد لها من حبل خاص يربطها ، فكانوا بصنعون لها الرباط من الشنق المقوى حتى لاتنفلت فيضيع الماء يعني يقول عثمان علي تجهيز الجيش حتى رباط وعاء الماء ]]
فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر الدرجة الثالثة وهو يقول: _ ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم ، ماضر عثمان ما عمل بعد ليوم
___________
أنفق الصحابة رضوان الله عليهم الكثير من المال
ومع كل هذه النفقة فلم تكفِ الأموال لتجهيز كل من أراد الخروج للجهاد في هذا الجيش فلم يكن عند المسلمون الأموال لشراء أبعرة [[ أي مراكب]] تكفي كل المسلمين
فكانوا يأتون الى النبي صلى الله عليه وسلم من لايملكون المال للجهاد من فقراء المسلمين
يقولون :_ يارسول الله احملنا
فيطرق رأسه صلوات ربي وسلامه عليه
ويقول لهم :_ والذي نفسي بيده لا أجد ما احملكم عليه
وبعض هؤلاء عندما ردهم النبي صلى الله عليه وسلم بكى من شدة الحزن
ومن هؤلاء {{ علبة بن زيد }} الذي خرج من المسجد وهو يبكي، ثم ذهب الى بيته وأخذ يصلي طويلا في الليل
ثم رفع يده مناجيا الله تعالى
وهو يقول :_اللهم إنك أمرت بالجهاد ورغبت فيه، ثم لم تجعل عندي ما أحمل عليه، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها في مال أو جسد أو عرض
وقد سجل لهم القرآن العظيم هذا الحزن النبيل
وقد أطلق على هؤلاء {{البكائيين}} وقيل أن عددهم سبعة
[[ لم يطلق عليهم البكائين ، لانهم كانوا يبكون على خسارة فريقهم الاوربي بكرة القدم ، ولا يبكون على مسلسل تركي مات حبيبها ، كانوا يبكون لانهم لايجدون ما يحملهم على الجهاد في سبيل الله ]]
قال تعالى يصف حالهم {{ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ }}
يقول عثمان :_ فلما تولوا وأعينهم تفيض من الدمع ، رق النبي صلى الله عليه وسلم لهم ودمعت عيناه
فوثب العباس وقال :_ احمل منهم اثنين
وقام رجل اسمه {{ ياميز بن عمرو الضمري }} رضي الله عنه أصله يهودي من بني النضير وقد اسلم وحسن اسلامه
قال :_ وانا احمل اثنان
قال عثمان :_ فقلت للثلاثة الذين بقوا وانا أحملكم ، فحمل السبعة
ولما رأى عثمان ذلك أنطلق الى داره
[[ وحسب المسألة في عقله ، اليوم كنا جلوساً فجاء سبعة فاعتذر لهم النبي فتداركنا الموقف فلعله يأتي غيرهم ونحن لسنا جلوسا عنده فماذا يصنع النبي هل يبقى يعتذر ؟؟ ]]
فقال :_ فأتيت داري وحملت في كمي [[وكانوا يلبسون ثياب اكمامها واسعة ]]
وحملت في كمي {{ ألف دينار }} ذهبية وأتيت بها الى المسجد
يقول الصحابة :_ فجاء عثمان الى النبي وهو مازال في المسجد يحدث اصحابه
وقال عثمان :_ بأبي وامي انت يا رسول الله ، يأتيك الضعفاء من الناس ، فحتى لا تعتذر إليهم أضع هذه بين يديك
واخذ عثمان بكمه وهر الدنانير الذهبية في حجر النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يقول :_ أضع هذه بين يديك حتى تحمل منهم من شئت
[[ وظن الناس انه يحمل عشرين او ثلاثين من الدنانير الذهبية ]]
فمازال عثمان يهر ويهر من كمه حتى أصبح كوماً في حجر النبي
[[ وجرب اللي معه مصاري جيب الف دينار فراطة برايز بلغتنا اليوم أجمعهم بالدار وشوف كم حجمهم بيصير ، الف دينار ذهبية عملت كوم في حجر النبي ]]
قال عثمان :_ هذه حتى لا تعتذر لأحد يارسول الله
يقول الصحابة :_ فنظر النبي فيها ونظر في وجه عثمان
ثم اخذ يقلبها بيديه
[[وهذا الحديث اخرجه الامام احمد بن حنبل في مسنده وقال هو صحيح وعلى شرط الشيخان ]]
فنظر النبي فيها ونظر في وجه عثمان ،ثم اخذ يقلبها بيديه وهو يقول :_ما على عثمان ما صنع بعد اليوم ، لا يضر عثمان ما صنع بعد اليوم ، ليصنع عثمان ماشاء بعد اليوم
[[ يعني ما فعله كفارة لكل ذنوبه الماضية والآتية أيضا، وهذه بشارة بحسن الخاتمة ]]
وأخذ يدعو لعثمان ويقول :_اللهم ارض عن عثمان، فإني عنه راض
غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت، وما كان منك، وما هو كائن إلى يوم القيامة، ما يبالي ما عمل بعدها
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه
قال :_رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الليل إلى أن طلع الفجر رافعا يديه الكريمتين يدعو لعثمان بن عفان يقول: اللهم عثمان رضيت عنه فارض عنه
سؤال هل عثمان اشترى رضا النبي صلى الله عليه وسلم بالمال ؟؟
لا حاشاه ، ولكن لان عثمان لم ينظر للمادة ، ونظر لمرضاة الله ورسوله ، عز عليه ان يدمع الفقراء فيدمع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لدموعهم ، هل رأيتم صدق الأيمان
___________
كان هذا حال الصحابة من المؤمنين الصادقين وخذوا بالمقابل حال المنافقين
قام عبدالله بن سلول {{ رأس المنافقين }} فجمع الناس في فناء داره وكان هو كبير الخزرج
وكان يعرف بالنفاق ، فجمع الذين على شاكلته فبلغ عددهم حوالي {{ ٣٠٠ }} منافق
[[ ايام النبي وبين الصحابة في ٣٠٠ منافق
فلا تستغرب إذا رأيت انسان يصلي في الصف الاول ، وقد اكل مال أخته بالميراث ، يروح مال ابوي لزوجها الغريب ، هكذا لغة المنافق في اعتراضه على حكم الله ، ويعتبر المال لابوه ، وينسى أن هذا المال مال الله يضعه حيث يشاء وتلاقي اول واحد بالمسجد ]]
جمع ابن سلول رهطه من المنافقين وجلس يحدثهم
[[بلغتنا اليوم جلس يعطيهم تحليله السياسي لهذه المرحلة ]]
ماذا قال لهم ؟؟
قال :_ يغزو محمد بني الأصفر
[[ يقصد الروم ، و لماذا اسمهم بني الاصفر ؟؟اكثر من قول للعلماء في كتب السيرة
١_ لان اغلبهم لون بشرتهم وشعرهم اشقر قريب للصفار
٢_ لانهم يتعاملون بالذهب في كل شيء وعندهم ذهب كثير
٣_ لأنهم من سلالة { روم بن العيص بن إسحاق نبي الله عليه السلام } وكان يسمى الأصفر لصفرة به ]]
قال :_ يغزو محمد بني الأصفر مع جهد الحال والحرّ والبلد البعيد[[ أي ما لا طاقة له به ]] يحسب محمد أن قتال بني الأصفر معه اللعب ؟؟
والله لكأني أنظر إلى أصحابه مقرنين في الحبال ، ولا أرى محمد ينقلب الى المدينة ابدا
[[ وكان يقول ذلك الكلام ليحبط الناس حتى يتخلفوا في الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ]] إن لنخشى الروم ونحن في ديارنا أنذهب الى ديارهم ؟؟
__________
ولقد اورث {{ ابن سلول }} هذا المعتقد في المنافقين الى ايامنا هذه
فلسان حال المنافقين يقول {{ اللي ما يخافشِ من امريكا ما يخفشِ من ربنا }} هكذا يكون اسلوب المنافقين في الكلام تماما قلوبهم كقلب كبيرهم الذي ورثهم النفاق {{ابن سلول }}
لماذا تخافون من الغرب ؟؟
لو كنتم مع الله حقاً لما خفتم ، وما خشيتم إلا الله ، هل رايتم قدرة الله بمخلوق لا يرى بالعين المجردة فيروس صغير ، كيف أذلهم وقهرهم رغم سلاحهم وتطورهم ، كلهم في وضعية دفاع وخوف
كيف لو كانت هنالك قلوب في الامة مؤمنة صدقا وحقا ومتوكلة على الله حق توكله ، أقسم بعزة جلال الله لو وجدت هذه الفئة ، لو أردوا إزالة الجبال لأزالوها
ولكن للاسف امتنا اليوم {{ ضلع قاصر }}
اعينهم بصيرة وايديهم قصيرة ، وذلك لانهم اعتمدوا على غير الله ، ولو توكلوا على الله لكانوا خير أمة
اللهم إن نشكو اليك ما لا يخفى عليك
قال ابن سلول هذا وبثه في عقول اصحابه من المنافقين
وقد سطر القران اقوالهم بالتفصيل
في سورة {{ التوبة }} وتسمى ايضاً سورة {{الفاضحة }}
لانها فضحت المنافقين وسطرت قول كل واحد منهم ما يقول ولو اراد الصادقون من الصحابة ، ان ينقلوا بالكلام ما قاله المنافقين
لن ينقلوه بالدقة التي وضعها الله بالقران الكريم
فسميت سورة {{ التوبة}} وسنأتي على سبب هذه التسمية وسميت سورة {{ الفاضحة }}
وسميت ايضا سورة {{المبعثرة }} لانها بعثرتهم
وكذلك سمي ايضا الغزوة {{ غزوة تبوك }}
{{غزوة الفاضحة}} و {{ غزوة المبعثرة }}
__________
فأخذا المنافقون يطلبون الإذن من النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الخروج للقتال، ويتعللون بعلل واهية
من هؤلاء مثلا {{ الجد بن قيس }} مناف
وكان له ابن اسمه {{عبدالله }} مؤمن صادق من الصحابة
فجاء {{ الجد }} الى النبي صلى الله عليه وسلم والنبي في مسجده جالس بيت اصحابه
قال :_ تأذن لي يارسول الله هذه المرة ان اجلس في المدينة وان لا ارتحل ؟؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم:_ إنك موسر يا جد فتجهز ، تجهز في سبيل الله [[ أي لست فقير معك مال ليس لك عذر تجهز تجهز ]]
فقال الجد :_ يا رسول الله إني ذو ضبعة وقومي يعلمون ذلك [[ الضبعة هي شدة الشهوة اتجاه النساء وثوارنها لأتفه الاسباب ، هل رايتم تفاهته ؟؟
يقول ذلك للنبي في مسجده وبين اصحابه انا ذو ضبعة والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم تماما معنى ضبعة ]]
يا رسول الله إني ذو ضبعة وقومي يعلمون ذلك ،واخاف ان افتن بالنساء وأخشى إن رأيت نساء بني الأصفر ألا أصبر عنهن فأُفتتن .
يقول الصحابة :_ فتربد وجه النبي صلى الله عليه وسلم [[ اي بان عليه الغضب ]] ثم اعرض بوجهه الشريف عنه وهو مغضب
وقال له :_ قد أذنت لك فلا تخرج
فلما خرج {{ الجد }} من المسجد
قام ابنه عبدالله المؤمن الصادق وتبعه [[ بدكم اكثر من هيك ولد وابوه ، مؤمن ومنافق في بيت واحد ]]
فتبعه وهو يعلم ان أبوه منافق
ولكن قال له بكل أدب :_ يا ابتي لما تعتذر لرسول الله وقد اكد عليك وقال لك مرتين تجهز تجهز ؟؟
فكيف تخالف رسول الله وتعتذر له بما ليس فيك ؟؟
فقال له ابوه :_ يا بني أيحسب محمد
[[ لم يقل رسول الله هذا شعار المنافقين ]]
أيحسب محمد ان قتال بني الاصفر معه اللعب ، لكأني انظر الى اصحابه مجدلين بالحبال
[[ هل رأيتم نفس كلام معلمه ابن سلول ، المنافقين نفس اللغة الى زماننا هذا اللي مايخفش من امريكا ما يخفش من ربنا نفس الخطاب في كل زمان ]]
فقال ابنه مستغربا :_ ابتاه !!!!! هذا شعار المنافقين
[[يعني كلامك هذا كلام منافقين]]
فصرخ ابوه في وجهه وقال :_ اسكت يا ولد انا اعلم منك بالدوائر [[ انا بعرف اكثر منك كيف تدور الامور ]]
فقال له ابنه :_والله إن هذا لهو النفاق بعينه
فما كان من ابوه إلا خلع نعله ، وضرب به وجه ابنه
ومع ذلك بقي الولد متأدب بتأدب القران الكريم
قال تعالى {{ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }}
فقال ابنه وهو متأدب بالقران الكريم
قال :_ إني والله لا ارد عليك بشيء ولكني ارجو ان ينزل الله بك قران يتلى الى قيام الساعة
فأنزل الله تعالى فيه قوله
{{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ }}
[[ لا تفتني يعني لا تبتليني برؤية نساء بني الأصفر ]]
فلما نزلت الآية
قال له أبنه:_ ألم أقل لك؟
فقال له: _ اسكت يالكع، فوالله لأنت أشد عليّ من محمد
وفي رواية أن الجد بن قيس لما امتنع واعتذر
قال للنبي:_ ولكن أعينك بمالي، فأنزل الله تعالى {{قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم}}
__________
هكذا كان صلى الله عليه وسلم ، يأذن لهؤلاء المنافقين لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يريدهم في الجيش، لأنهم يثبطون الجيش
ولكن الله تعالى عاتب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
لأنه أعطى الإذن لهؤلاء فقال تعالى {{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ * لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ }}
هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا ؟؟
بدأ بالعفو قبل المعاتبة ، لكي لا يؤلم قلب حبيبه صلى الله عليه وسلم بالمعاتبة
فلو قال له :_ لم أذنت لهم ، عفا الله عنك ، لكانت ثقيلة على قلب حبيبه صلى الله عليه وسلم
بدأ بالعفو قبل المعاتبة
فالله تعالى يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ما كان ينبغي أن تأذن لهم، لإنك اذا لم تأذن لهم، واصروا على القعود فستعلم الصادق من الكاذب
________
ليس هذا فحسب كان المنافقون يحاولون تثبيط المسلمين عن النفقة فعندما يجدون أحد أغنياء المسلمين يتصدق بالأموال الكثيرة
يقولون :_ما فعل هذا الا رياء
وعندما يتصدق بعض الفقراء بالأموال القليلة
يقولون :_ان الله لغني عن هذه الصدقة
فعندما تصدق {{ عبدالله بن عوف }} بنصف ماله
قالوا :_ ما أعظم رياءه
وعندما تصدق احد الصحابة وكان فقير اسمه {{ عقيل }}تصدق ببعض التمرات
فقالوا :_ إن الله لغني عن صدقة هذا
فنزل قول الله تعالى في سورة التوبة {{ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }}
[[ يلمزون يعني يعيبون و {{الْمُطَّوِّعِينَ}} اصلها المتطوعين بالتاء ولكنها أدغمت التاء في الطاء ]]
__________
وكان المنافقون يتجمعون في بيت رجل يهودي اسمه {{سويلم}} ويثبطون الناس عن الخروج والغزو ويتعللون بشدة العدو، والحر الشديد، ويقولون أن الوقت هو وقت جنى الثمار
قال الله تعالى مخبرا عنهم
{{ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }} بشرهم بنار جهنم
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم {{طلحة بن عبيد الله}}في نفر من اصحابه، وأمره أن يحرق عليهم البيت
[[ وليس معنى هذا أنه أحرقهم ولكن أحرق البيت وفروا وارتدع المنافقون ]]
وهذا درس هام جدا من دروس السيرة وهو التعامل بحسم شديد مع من يريد أن يهدم أركان الدولة
________
تجهز جيش المسلمين وبلغ تعداد الجيش{{٣٠ ألف }} مقاتل
وعشرة آلاف فرس
وأطلق على هذا الجيش {{جيش العسرة}} لأن الخروج في هذا الجيش كان أمر {{عسير}} وشاق
والجزاء دائما على قدر المشقة، فمن يصوم في الصيف ليس كمن يصوم في الشتاء
والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، ليس كمن يقرأه بسهولة والذي أطلق عليه {{جيش العسرة}} هو القرآن العظيم
يقول تعالى {{ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ }}
__________
أسباب الصعوبة الشديدة في الخروج الى تبوك ، فكان الخروج في هذا الجيش هو أصعب مرة خرج فيها المسلمون لأسباب كثيرة
١- قوة العدو وشدته، وتفوقه في العدد والعدة فكان عددهم {{١٠٠ ألف }}
٢- بعد المسافة، أكثر من {{الف كم }}
٣- قلة المؤن من الطعام والشراب
٣- قلة الأبعرة [[ اي المراكب ]]
٤- أن الوقت الذي خرج فيه الجيش هو وقت جني الثمار، والمدينة بلد زراعي، وأغلب أهله يعملون بالزراعة
_________
خرج النبي على رأس الجيش، وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم كما قلنا في هذه الغزوة شديدة الصعوبة {{ ٦٢عام}} وكان خروج الجيش في يوم الخميس غرة رجب من السنة التاسعة،
واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة {{محمد بن مسلمة}}
وخلف النبي صلى الله عليه وسلم على أهله {{علي بن أبي طالب}}
وحتى هذا الموقف لم يتركه المنافقون
فقالوا أنه ترك عليا في المدينة لأنه استثقله
فلحق علي بالجيش وذكر ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم فقال له النبي :_ كذبوا، إنما خلفتك لما تركت ورائي ، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ،فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
___________
تناول القرآن لغزوة تبوك
ونزل القرآن العظيم يسجل هذه المواقف في سورة التوبة
اقرأ كلام الله تعالى بتفكر
يقول تعالى
{{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (82) فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85) وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ (86) رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ (87) لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89) وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (90) لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (91) وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}}
____
يتبع إن شاء الله ....
إذا قرأت فضع لايك لنتعرف هذه الوجوه الطيبة

_____ #الانوارالمحمدية ______
_____ صلى الله عليه وسلم ______



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2022, 07:20 PM   #237
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب " ٢٣٨ "

السيرة النبوية العطرة

(( تبوك ، وحال المنافقين ))
_______
قلنا أنه تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم ، رهط من المنافقين وهم في طريقهم لتبوك
ولكن بقي بين ظهر المسلمون عدد من المنافقين خرجوا معهم رغبة ورهبة
رغبة في الغنائم فهم على يقين بأن النبي صلى الله عليه وسلم سينتصر إن لقي حرباً
ورهبة من أن يفتضح أمر نفاقهم
ونختار نموذجين عن هؤلاء المنافقون
_________
{{ النموذج الاول }}
عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه لتبوك [[ الجيش كما قلنا تعداده ٣٠ ألف بخيلهم وأبلهم ، ويكاد الرجل من ضجيج الجيش لا يسمع من بجانبه ]]
فجلس النبي صلى الله عليه وسلم يستريح ، ثم أذن بالرحيل
فكان ثلاثة من المنافقين يجلسون في خيمة واحدة ومتاعهم مع بعض
فختموا جلستهم هذه قبل الرحيل ، بغيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
[[ يستغيبون النبي ويستهزئون ، بلغتنا اليوم ينكشو راسهم ينكتوا و على مين ؟؟ على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ]]
أما اسمائهم
١_ الوديعة بن ثابت
٢_ الجلاس بن عمرو
٣_مخشن بن حمير
الثلاثة كانوا في رحل واحد ، وكانوا يتكلمون مع بعضهم والنبي صلى الله عليه وسلم كان في آخر الجيش
_________
فقال وديعة بن ثابت :_ لقد صدق والله ابن سلول
أتحسبون أن جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضاً والله لكأني بكم غداً مقرنين في الحبال
[[ يقول هذا الكلام إرجافاً وترهيباً للمؤمنين ]]
فأخذ القوم يضحكون
فقال جلاس [[ و جلاس كان معه فتى قد ناهز الحلم يعني عمره ١٢ او ١٣ سنة و اسمه {{ عمير}} كان يتيم و تزوج الجلاس امه فأصبح {{ عمير}} ربيبه فكان متعلق به و لا يرتحل الى مكان إلا اصطحبه معه وكان عمير فتى مؤمن يحبه النبي كثيراً و يداعبه ]]
فكان عمير هذا جالساً معهم فقال الجلاس الذي هو كافله و زوج امه
قال مجيباً لوديعة :_ والله لئن صدق محمدٌ ، لنحن شر من الحمير
[[ يعني اذا بيطلع محمد صادق انه نبي مثل مابيقول فنحن اقل منزلة من الحمير ]]
فأجابه الفتى اليتيم {{ عمير }} الذي هو في كفالته
قال بلغة المؤمن الصادق الذي لا تاخذه في الله لومة لائم
مجيباً زوج امه وكافله
قال :_ أنت شر من الحمير وإن لرسول الله صادق
[[ فتدارك الثالث { مخشن بن حمير} الموقف حين اجاب هذا الفتى الصغير بهذه اللهجة ورأى أن هنالك عناية ربانية تجعل الصغير لا يخشى بقول كلمة الحق ]]
فقال مخشن بن حمير :_ والله لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منا مئة جلدة ، وإنا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه
[[ يعني لو هذا الولد وصل للنبي الذي قلناه ، احب إلي ان اجلد ولا ينزل فينا من الله قران يتلى ]]
وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو بآخر الجيش يقول لعمار بن ياسر
قال :_ قم يا عمار بن ياسر أدرك القوم ، فإنهم قد احترقوا
فقال الصحابة متعجبين :_ من يارسول الله ؟؟
فسماهم النبي صلى الله عليه وسلم بأسمائهم
قم يا عمار بن ياسر أدرك القوم ، فإنهم قد احترقوا
فسلهم عما قالوا ، فإن أنكروا فقل : بلى ، قلتم كذا وكذا
وقال فلان كذا
واجابه فلان بكذا
وقل لهم أنا محمد رسول الله
فانطلق إليهم عمار ، وهو يشق صفوف الناس حتى أدرك الثلاثة قبل أن يرتحلوا
فقال لهم عمار :_ قفوا مالحديث الذي دار بينكم تنتقصون فيه رسول الله ؟؟
فقالوا :_ ماقلنا شيئاً
وأقسم الجلاس والله ما قلنا شيء
فقال عمار :_ لا بل قلت يا فلان كذا وقلت يا فلان كذا
[[ واخبرهم بما قالوا بالتفصيل ]]
فقام {{وديعة بن ثابت }} يجري وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والنبي واقف على ناقته
فجعل يتعلق بناقة النبي صلى الله عليه وسلم يريد الاعتذار
فلم يلتفت النبي إليه ومضى في سيريه
فأمسك بحقاب الناقة واخذ يجري خلف النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يقول :_ يا رسول الله ، اسمعني ، اسمعني ، إنما كنا نخوض ونلعب
[[ عارفين شو معناها اليوم نكت التواصل الاجتماعي على الدين وشعائره في كل مناسبة في الصيام نخترع النكت في عيد الاضحى في الاحاديث النبوية في المحجبات المخمرات ننكش راسنا شوي نتسلى ليش التشدد يا اخي ، نكت سمجة تصدر من كثير من غثاء السيل وعلى من ؟؟ على الدين الحنيف ]]
__________
{{إنما كنا نخوض ونلعب }} فلم يقف له النبي ولم يستمع له
وإذا بالراحلة التي يركبها النبي صلى الله عليه وسلم تثقل وأخذت تمشي ببطئ ، ولم تعد تقوى على المشي
فوقف الناس وعلموا أنه يوحى الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وإذا بجبريل ينزل بثلاث آيات من سورة {{التوبة}}
اسمعوا يا اهل النكت ، ماذا انزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم في هؤلاء
افتح القران على سورة {{ التوبة }}واقرأ وتدبر
قال تعالى
{{ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ }}
هل رايتم ؟؟ كما قال مخشن بن حمير والله لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منا مئة جلدة ، وإنا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه

{{يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ }}
ارسلت صاحبك عمار بن ياسر يسألهم

{{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ}}
أي أجبهم يا رسول الله

{{ قل أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ }}
يا حبيبي يالله ما أجمل واعظم كلامك ، استثنى طائفة وخص العذاب بطائفة لأن منهم من سيتوب بعد نزول الايات ، سبحانك ما أعظمك
فبعد نزول الايات جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم {{ مخشن بن حمير }} وجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو خجل مطرقاً رأسه الى الارض مشرقاّ وقد تاب الى الله توبة صادقة
وهو يقول :_ بأبي وامي انت يا رسول الله ، والله ما قلت إلا خيراّ
[[ يعني صحيح كان هناك حديث بس انا اللي طلع مني خير ]]
ولقد رجوت ان اجلد مئة جلدة ، ولا أن ينزل بي قرآن يتلى الى قيام الساعة
فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، نظرة رضا وهو مبتسماً
وقال :_لقد انزل الله قرآن وانت ممن عفى عنك
فقال مخشن : _ يا رسول الله ، لعله قعد بي اسمي واسم أبي فأنا مخشن بن حمير [[ حمير يعني تصغير حمار ]] وإن لكل مسمى من اسمه نصيب
[[ يعني هالغلطة اللي وقعت فيها ناتجة من اسمي ]]
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مبتسما :_ لا عليك فأنت بعد اليوم {{ عبدالرحمن }} فتسمى عبد الرحمن فأستثني هذا من قائمة المنافقين
السيرة للتأسي ، التوبة الى الله تجب ما قبلها ، هل رأيتم رحمة الله ولطفه ، هل شعرتم بجمال الله عزوجل بقلوبكم {{ الله عزوجل لم يخلقنا ليعذبنا بل ليكرمنا ويرحمنا }}
من تاب ، تاب الله عليه
وسأل عبد الرحمن هذا الله تعالى أن يقتل شهيدا و لا يعلم الناس بمكانه ، فقتل يوم اليمامة ، فلم يجد له الناس أثر
فلقد صدق الله في توبته
_________
{{ النموذج الثاني }}
مضى النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه {{ لتبوك}} واستراح ليلاً ، وانطلقت الابل في الوادي
فلما كان وقت الرحيل افتقدوا ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجدوها
فلم يتحرك أحد من الجيش ، وأخذ الصحابة يبحثون عن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وهي ناقته {{ القصواء }}
وطال البحث عنها ولم يجدوها
وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالسٌ في خيمته ومعه صحابي جليل عقبيا بدريا
[[ عقبي اي ممن شهدوا بيعة العقبة قبل الهجرة ،وبدري ممن شهدوا بدر وكلا الوصفين كان علم في حسن القدوة بين الصحابة بعد وفاة النبي يقولون فلان عقبي او بدري اي من خيرة الصحابة ، فهذا الصحابي يجمع بين الوصفين ]]
وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالس في خيمته ومعه صحابي جليل عقبي بدري واسمه {{ عمارة بن حزم رضي الله عنه}}
أما في خيمة عمارة كان يجلس فيها أصحابه
[[ الذين كانوا مع عمارة يرحل معهم ويمشي معهم وينام معهم ، فكانوا يجلسون في خيمته ]]
وعمارة هذا كان جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم ، في خيمة النبي
فكان يجلس في خيمة عمارة رجل من اصحاب عمارة اصله يهودي من بني قينقاع ، ولكنه اسلم نفاقاً
اسمه زيد بن اللصيت [[ واللصيت معناها عند العرب تصغير لوصف اللص واحتقار ، يعني حتى لص مش نافع هامل اذا سرق ما بينجح ]]
فقال زيد بن اللصيت ، وهو في رحل عمارة
وعمارة كما قلنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال :_ يالا العجب أليس محمد يزعم أنه نبي ، ويخبركم عن خبر السماء ، ويخبرنا عن ما مضى وبما هو آتي
[[ يعني بيخبركم شو صار بالأمم الماضية وعلامات الساعة وشو بدو يصير يوم القيامة ]]
يالا العجب أليس محمد يزعم أنه نبي ، ويخبركم عن خبر السماء ، ويخبركم عن ما مضى وبما هو آتي ، وهو لا يدري أين ناقته ؟
[[هذا الحديث يجري في هذا الخيمة وخيمة النبي بعيدة عنها ]]
يقول عمارة :_ فما راعنا إلا والنبي صلى الله عليه وسلم يتغير وجهه و هو يقول [[ وعمارة عنده ]]
يقول :_ إن رجلاً منافقاً في خيمة واشار بأصبعه بعيداً يقول :_ هذا محمد يخبركم أنه نبي ، ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته
وإني والله لعبدالله ورسوله ، و ما أعلم إلا ما علمني الله
وها هو اخي جبريل قد حضر يعلمني اين الناقة ، وقد دلني الله عليها ، وهي في هذا الوادي ، في شعب كذا وكذا ، قد حبستها شجرة بزمامها ، فانطلقوا حتى تأتوني بها ، فذهبوا ، فجاءوا بها
فرجع عمارة بن حزم إلى رحله فقال لاصحابه :_ والله لعجب من شيء حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا [[ يخبرهم بفرح بنبؤة رسول الله ، فهو لا يدري من القائل هو أراد أن يخبرهم لتقوية الايمان عندهم ليزدادوا ايماناً مع ايمانهم قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا } لأن الايمان يضعف ويقوى ]]
فقال :_ والله لعجب من شيء حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا ونحن جلوس عند رسول الله ، اذا به يتغير وجهه ويشير بأصبعه ويقول إن منافقا في خيمة يقول كذا وكذا [[ تماما كما قال زيد بن اللصيت ]] واخبر اصحابه عن مكان الناقة فأنطلقوا فوجودها كما قال واحضروها
فقال رجل ممن كان في رحل عمارة
قال :_ والله ما قام من مجلسنا رجل واحد وإن {{ زيد }}
والله هو من قال هذه المقالة قبل أن تأتي
فوثب عمارة على زيد مغضبا يجأ في عنقه [[ أي مسكه من عنقه بيد واحدة ، كأنه يريد أن يخنقه ]]
وهو يقول :_ إلي عباد الله ، إن في رحلي لداهية وما أشعر [[يعني معي في خيمتي منافق وانا لا اعلم ]]
اخرج عدو الله من رحلي ، فلا تصحبني بعد اليوم ساعة واحدة ، لماذا ؟؟
لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول {{ المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل }}
وكما قيل
{{ من جالس جانس ، والصاحب ساحب ، والروح كالريح ، إن مرت على عطر طابت ، وتخبث إذا مرت على الجيف }}
قال :_ لا تصحبني ولا تجالسني بعد اليوم ساعة واخرجه من خيمته
_________
وتجهز النبي صلى الله عليه وسلم للرحيل ، وقبل أن ينطلق الجيش
أمر رجل من أصحابه صوته جهوري ان ينادي بالجيش [[حتى يسمع الجيش كله ،يقال انه عمه العباس ]]
قال :_ نادي بالجيش وقل لهم
ألا إن رسول الله يقول لكم إنكم مشرفون على تبوك غدا ان شاء الله تعالى ، وستصلون إليها عند الضحى فمن سبقنا إليها فلا يقرب ولا يمس احد ماءها حتى احضر

[[ لان تبوك سبب تسميتها هو عين الماء الذي فيها
فهي عين ماء ضعيفة { تبك الماء بكا } لذلك سميت تبوك نسبة لعين الماء التي فيها ، فهي تبك الماء بكا ، اي لا تكاد تسقي الراكب الواحد
يعني اذا شرب رجل انتظر الاخر ساعة بعده حتى يشرب فأراد النبي ان لايقرب احد الماء حتى يحضر ويبارك فيه ]]

طبعا هذا الحديث رواه {{ مالك ومسلم في صحيحه والإمام احمد في مسنده كلٌ في سنده الصحيح عن معاذ بن جبل }}
فلما وصلوا احاط الجيش بهذه العين ينتظروا النبي صلى الله عليه وسلم فلما وصل ترجل عن راحلته
ونظر الى البئر الى عينها
وقال :_ هل مس الماء منكم أحد ؟؟
فقال بعض الصحابة :_ أجل يارسول فلان وفلان [[ وكانوا من المنافقين ]]
وهذا الحديث كما قلت لكم رواه مالك ومسلم في صحيحه والامام احمد في مسنده عن معاذ بن جبل
قال معاذ :_ فسبهم النبي [[ على جلالة خلقه صلى الله عليه وسلم سبهم ، ولكنهم بيستهلوا المسبة ]]
قال :_ فسبهما النبي وقال لهما ماشاء الله له ان يقول [[ اي توبيخا وتأديبا ]]
ثم قال :_ لينزل منكم رجل يجمع لي ما أمكن من الماء
[[ وكانت العيون يجعلون حولها بئراً واسعاً وكبيراً حتى اذا نزلت الامطار تتجمع فيها ]]
فنزل رجل وأحضر له من ماءها
يقول معاذ :_ فغسل صلى الله عليه وسلم فيه يديه ، ثم غسل وجهه ، ثم مضمض فيه ، ثم ارجعه للوعاء ثم اعطاه للرجل
وقال له :_ خذ وأدر الماء في العين
فأخذ الرجل الوعاء وأداره في العين
يقول معاذ :_ ففارت الماء وعلت ولها أذيذ كأن الماء انفجر من الارض انفجاراً ، فما ادركنا الرجل حتى اخرجناه قبل ان يغرق ،حتى امتلأ الحوض وجلسنا على حفافه نغرف بأيدينا
فقال صلى الله عليه وسلم :_ اشهد ان لا اله الا الله وأني رسول الله
ثم نظر لمعاذ وقال :_ يا معاذ يوشك إن طالت بك حياة أن ترى ههنا ملىء جنانا وبساتين [[يشير الى ارض تبوك ]]
وتبوك لم تكن مدينة بل كانت ارض صحراء ذات رمال
والذين ذهبوا عمرة كيف ترون تبوك اليوم ؟؟
قد امتلئت جنان وبساتين
________
ونحن نقول :_ نشهد أن لا إله إلا الله ، ونشهد انك يا سيدي محمد رسول الله
وها هي تبوك قد قد ملئت جنان وبساتين ، وإن نبؤتك صادقة بما أخبرت به أصحابك وبما اخبرتنا به الى قيام الساعه
فما أخبركم به نبينا آتي ، وما وعدكم به حاصل
فلا تيأسوا ولا تقنطوا
وانا اعلم ان حال المسلمين اليوم لا يسر وقلوبنا تتفطر ألم
وحالنا لا يسر صديق ، ولكن الخير قد اقترب فصبراً يا أشباه {{ آل ياسر }} في هذا الزمن ، يامن قبضتم على دينكم كالقابض على الجمر
صبر جميل وطوبى لكم أيها الغرباء
ونبؤة رسول الله اقتربت كثيرا
اللهم اشهد بأننا نشهد أن رسولك صادقاً بما أخبرنا
اللهم عجل لنا بالفرج القريب
يتبع إن شاء الله .....
_____ #الأنوارالمحمدية ______
____
وصلى الله عليه وسلم _______




التعديل الأخير تم بواسطة الرهيب ; 01-24-2022 الساعة 07:37 PM.
الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-2022, 07:52 PM   #238
 
الصورة الرمزية أغليكـ
 

أغليكـ مستهل الاصل ورائعأغليكـ مستهل الاصل ورائعأغليكـ مستهل الاصل ورائعأغليكـ مستهل الاصل ورائعأغليكـ مستهل الاصل ورائعأغليكـ مستهل الاصل ورائعأغليكـ مستهل الاصل ورائع
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم




أغليكـ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-29-2022, 11:38 PM   #239
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب " ظ¢ظ£ظ© "
السيرة النبوية العطرة (( غزوة تبوك ، تحقق النصر ، وانسحاب الروم ))
____________________________
قبل غزوة تبوك وفي الطريق إليها توفى أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه {{ ذو البجادين }}
وهو من قبيلة {{ مزينة }}
هذا الصحابي عندما أسلم جرده أهله من كل أمواله، حتى جردوه من ثيابه، وكان يعلمون شدة حياءه، فأخذ بجاد [[ والبجاد هو كساء غليظ مخطط ]] فأخذ بجاد وشقه واتزر به وذهب الى المدينة المنورة
و وصل ودخل المسجد النبوي ، فصلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم
فبعد انتهاء النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة أخذ يتصفح وجوه اصحابه
فلما رآه قال له: _ من أنت يا فتى ؟؟
فقال: _ أنا عبد العزى
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:_بل أنت عبد الله
ثم قال له :_ انزل قريباً منا
[[وأطلق عليه الصحابة ، ذو البجادين ]]و صحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان كثير العبادة، وكثير قراءة القرآن
_______________________
فلما كانت غزوة تبوك
خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أصابته حمى ومات
يَقُولُ عبدالله بن مسعود
{{ قُمْتُ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَرَأَيْتُ شُعْلَةً مِنْ نَارٍ فِي نَاحِيَةِ الْعَسْكَرِ، فَاتَّبَعْتُهَا أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبو بكر وعمر ، وَإِذَا عبد الله ذو البجادين المزني قَدْ مَاتَ ، واذا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحفر، ثم قال: أَدْلِيَا لِي أَخَاكُمَا ، ثم وضعه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيده وقال: رَحِمَكَ اللَّهُ، إِنْ كُنْتَ لَأَوَّابًا تَلَّاءً لِلْقُرْآنِ .
يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - لَيْتَنِي كُنْتُ صَاحِبَ الْحُفْرَةِ . }}
وكان {{ ذو البجادين }} هذا الشاب الصغير أحد خمسة فقط نزل النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الى قبورهم
______________________________
وصل المسلمون أخيراً الى تبوك، ولكن كانت المفاجأة أن الجيوش الرومانية العملاقة التي تحكم وتسيطر على نصف العالم القديم تقريبا
قد فرت الى داخل بلادها عندما علمت بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم
كيف فرت جيوش الإمبراطورية الرومانية العملاقة ؟؟
وهي الدولة الأولى في العالم في ذلك الوقت، وبرغم تفوقهم الكبير على المسلمين في العدد والعدة والتاريخ والخبرات القتالية وتدريب الجنود ؟
إنه قوله تعالى
{{ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا }}
فحين علمت الرومان بقدوم {{ظ£ظ* ألف }} مسلم
وعلى رأسهم {{ محمد رسول }} الله صلى الله عليه وسلم
قارنت هذه الوضع بالمواجهة التي كانت في {{ مؤتة}} منذ عام واحد
وكيف كان التفوق لصالح المسلمون، وكيف كان عدد القتلى من الرومان أكثر من المسلمين، برغم أن عددهم كان
{{ظ£ آلاف}} مقاتل فقط
[[ يعني عُشْر العدد الموجود في تبوك، ولم يكن معهم النبي صلى الله عليه وسلم ]]
ولذلك كان قرار الرومان هو الإنسحاب المخزي أمام النبي صلى الله عليه وسلم
_____________________________
انسحبت الروم هذا الأنسحاب المخزي
ولم يعتدي النبي صلى الله عليه وسلم على القبائل العربية المقيمين في {{ تبوك }} التي كانت قد تحالفت مع الروم مثل {{ لخم وجذام }}
لم يهدم بيوتهم ، ولم يأسرهم ، ولم يقتل نساء واطفال وشيوخ ، ولم يهدم بنية تحتية
[[ ونحن نزعم اليوم أننا في عصر الحضارة ودعاة حقوق الإنسان وان الصحابة كانوا في زمن متخلف
ألا إن نعل صحابي واحد ، يصلح أن يكون اليوم تاجاً للعالم كله ]]
لم يعدوا النبي على احد ، وبقي النبي صلى الله عليه وسلم معسكرا {{ ظ¢ظ* }} يوماً كاملاً
مع أن عادة الجيوش المنتصرة في ذلك الوقت هي البقاء في أرض المعركة {{ ظ£ أيام }} فقط ليثبت أنه الجيش المنتصر
____________________________
وأخذ صلى الله عليه وسلم يبث العيون حتى لا يكون للعدو خطة
[[ يعني يكون انسحابهم خدعة ثم يهجموا على المسلمين فجأة ]]
فلما اطمئن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يوجد لهم تجمع ، وأنه قد داخلهم الرعب
قال صلى الله عليه وسلم {{ لقد نصرت بالرعب مسيرة شهر }}
[[يعني قبل ان اصل للعدو مسيرة شهر ، ويعلم العدو خروج النبي صلى الله عليه وسلم ، يقذف الله الرعب في قلوبهم منه قبل شهر ]]
_____________________________
ثم أراد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أن يوجه رسالة للروم وحلفائها من العرب
[[ فلقد كان العرب قديماً قبل الاسلام كحالهم تماماً مثل هذه الأيام دويلات وشراذم وأذناب للفرس والروم ]]
فكان من هذه الأذناب ملك يسمى ملك {{ دومة الجندل }}
[[دومة الجندل هي منطقة ضخمة في شمال الجزيرة تدين النصرانية وموالية للرومان قريبة من تبوك ]]
عليها ملك قد نصبه هرقل حاكماً
[[فالعرب في الجاهلية لا تستطيع ان تنصب نفسها فالذي يضع ويخلع هم الروم ]]
ذلك الملك اسمه {{ أكيدر بن عبدالملك الكندي }} وضعه هرقل ملك على دومة الجندل
[[ حتى إذا ما خالف هرقل ذيل اخر من العرب ، يسلط هذه الأذناب من العرب بعضها على بعض ويبقى الروم متفرجون، مثل بعض الدول العربية اليوم بيذبحوا ببعض ، والغرب قاعد يتفرج واخوة القردة والخنازير في قمة سعادتهم ]]
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يوجه لهم رسالة بأن يأدب لهم ذيل من أذيالهم
فأرسل له النبي صلى الله عليه وسلم سرية قوامها {{ ظ¤ظ¢ظ* }}
فارساً بقيادة {{ خالد بن الوليد }} الى دومة الجندل
وقال لخالد :_ اذهب لدومة الجندل وأتني بملكها اكيدر حياً لاتقتله
قال :_ فإن قاتلني يارسول الله وتحصن في حصنه ؟؟
فقال له الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ،الذي لا ينطق عن الهوى
قال :_ يا خالد إنك ستجده يصيد البقر‏ خارج حصنه فخذه على غرة
وانطلق خالد وبين عينيه نبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى اقترب من {{ دومة الجندل}} وأرتقب دخول الليل وكانت ليلة صائفة مقمرة
فجلس خالد ومعه رجال يرقبون الحصن
وكان {{ اكيدر }} مع زوجته على سطح ذلك الحصن يسمر ليلاً وحوله القينات [[ اي المغنيات و الراقصات بلغة عصرنا نسميهم فنانين نجوم كوكب الشرق والغرب ]]
فسمعت زوجته صوت البقر وقد جاء البقر الوحشي يحك قرونه في باب الحصن
[[ يا لا نبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكم نحن بحاجة إليها في أيامنا هذه ، كان اكيدر هذه الليلة لم يخرج للصيد وهو على سطح الحصن يسمر ، فساق الله له البقر الوحشي الى باب حصنه واخذت تحك بقرونها باب الحصن ]]
فأطلت زوجته
وقالت له متعجبة :_ أي اكيدر !!
هل رأيت مثل هذا ؟ !!
فنظر {{ أكيدر}} على الابقار من سطح الحصن
قال: - لا !! لطالما أعددت لها الخيل ، وهي الآن تأتي الى باب الحصن ؟!!
قالت: - فهل يترك هذا ؟
قال: - لا
فأمر بفرسه وخرج ومعه نفر من أصحابه، وخرج معه اخاه و ولي عهده واسمه {{ حسان }}
وفتح ابواب الحصن وخرج
وأخذ في مطاردة البقر، فأخذت البقر تجري الى الجهة التي فيها {{ خالد}} ومن معه فتبعها {{ اكيدر }}
فتلقته خيل {{خالد بن الوليد }}
ودار قتال محدود، انتهت بأسر {{ أكيدر}} وقتل اخيه حسان وفر من معه من رجاله الى الحصن واغلقوا الابواب
_______________________
وكان اخوه{{ حسان }} الذي قتل يرتدي ثيابا من الحرير مشغولة بالذهب [[ أي مخاطة بالذهب ]]
وفي عنقه صليب من ذهب[[ لانهم كانوا يدينون بالنصرانية ]]
فأمر خالد من معه أن يسلب القتيل ، فأخذوا سيفه وثيابه وصليبه الذهبي
ثم قال لأكيدر :_ فلتأمر رجالك ليفتحوا أبواب الحصن الآن
فقال اكيدر :_ يا خالد إذا رأى قومي ملكهم اسيراً مجدلاً في الحبال ، لن يفتحوا ابواب الحصن
ولن يطيعوه لأنه اصبح اسيراً ، فإن شئت أن تتم الأمور ولك علي ذمة الله [[ لانه نصراني يؤمن بالله]]
قال :_ ولك علي ذمة الله وعهده أن أصالحك مقابل حقن دماء قومي ، ولكن فك قيدي يا خالد حتى يسمع قومي قولي
قال له خالد :_ لك ذلك
ففك قيده وتقدم {{ اكيدر }} الى الحصن ونادى من على اسواره من الحراس
:_ انا اكيدر افتحوا لي باب الحصن
ففتحوا له باب الحصن
[[ رجل عاقل ، لأن فعلاً لو رأى قومه ملكهم مربوط بالحبال هل يطيعوه ؟؟ ]]
ففتحت ابواب الحصن دون أن تراق قطرة دم واحدة
فدخل {{خالد }} وصالح {{ اكيدر }} على شيء من سلاح ومال مقابل حقن للدماء
وعلى أن يسير معه الى النبي صلى الله عليه وسلم
[[ لان النبي قال لخالد احضره إلي ]]
وجاء به خالد بن الوليد الى النبي صلى الله عليه وسلم
وكان {{ خالد }} قد أمر بعض اصحابه أن ينطلقوا بما سلب من حسان من سلاح وثوبه الحرير المشغول بالذهب
ويسبقوه الى تبوك حيث النبي صلى الله عليه وسلم هناك
ليبشروا النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم خالد ومعه ملك دومة الجندل {{ اكيدر }}
فسبقوا خالد و وصلوا الى النبي صلى الله عليه وسلم و وضعوا بين يديه ما سلب عن {{ حسان }}
_________________________________
يقول الصحابة ومنهم {{ عمر بن الخطاب }} في رواية هذا الحديث [[والحديث متفق عليه ]]
قال :_فأخذنا نتلمس ذلك الثوب من الحرير الذي سلب عن حسان ونعجب منه لنعومته وكيف طرز بالذهب
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ اتعجبون من هذا ؟؟ وأشار بيده الى ذلك الثوب الحريري
قلنا :_ نعم يا رسول الله
قال :_ والذي نفسي بيده لمناديل {{ سعد بن معاذ }}في الجنة يمسح بها يديه ويلقيها أحسن من هذا وأعز
[[ قولوا لا اله إلا الله ، المناديل نسميها محارم اليوم ، المناديل التي يقدمها خدم الجنة ، يطوف عليهم ولدان مخلدون يقدمون مناديل لسعد يمسح بها يديه احسن من هذا واعز وكلنا اصبحنا نعلم من هو سعد بن معاذ هو سيد الأوس الذي استشهد في غزوة الأحزاب في السنة الخامسة من الهجرة
الذي اهتز لموته عرش الرحمن الذي له مواقف كثيرة أثلجت صدر النبي صلى الله عليه وسلم ]]
فجاء خالد ومعه اكيدر
وكان عليه لباس الملوك وثياب من حرير وفي عنقه صليب من ذهب ، فكان له هيبة الملوك
فلما دخل {{ اكيدر }} على رسول الله و وقع نظره على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
فأرتعدت فرائصه وخر {{ اكيدر }} ساجداً بين يدي رسول الله [[ كما يفعلون للاكاسرة والأقاصرة ]]
فأشار النبي صلى الله عليه وسلم بيديه
وهو يقول :_ لا ، لا ، لا تفعل
{{ إنما انا عبدالله ورسوله ، لا ينبغي السجود إلا لله }}
فجلس اكيدر يحدث النبي صلى الله عليه وسلم ، وصالحه على دفع الجزية، وكتب له النبي كتاباً وجعله ملكاً على قومه كما كان وخلى سبيله ولكن ولائه يكون لدولة الاسلام لا لدولة الروم
_______________________________
فلما سمع ملوك وامراء الشام بما حدث مع الملك {{ أكيدر }}
أتى ملوك وأمراء مدن الشام الذين يجاورون الجزيرة العربية، والموالين للإمبراطورية الرومانية لمصالحة النبي صلى الله عليه وسلم على الجزية، بعد أن أدركوا أن أسيادهم القدماء قد ولت أيامهم
وكان من الذين جاءوا {{ يحنَّة بن رؤبة }}
وهو صاحب مدينة {{ آيلة }} العقبة الآن من جهة فلسطين يحتلها اليوم اخوة القردة والخنازير
وكذلك جاء أهل {{ جرباء }}
وأهل {{ أذرح }}
وهكذا أحكم النبي صلى الله عليه وسلم سيطرته على كامل شمال الجزيرة العربية
وأصبحت حدود الدولة الإسلامية ملامسة لحدود الإمبراطورية الرومانية
وفقدت الإمبراطورية الرومانية حلفائها في شمال الجزيرة العربية
كما سقطت هيبة الدولة الرومانية سقوطا مدوياً ، ومهد هذا للفتوحات الإسلامية في بلاد الشام التي تمت بعد ذلك في عهد {{ عمر بن الخطاب }}
صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
___________________________
ورجع النبي صلى الله عليه وسلم من {{ تبوك }} في {{ رمضان}} من السنة التاسع
وعند طريق العودة لنا أيضا مواقف
فكما قلنا الطريق من تبوك للمدينة ، ارض صحراء وحرارة الشمس شديدة
فأصابهم العطش والتعب والهوان [[ فلا طعام ولا ماء رمال الصحراء تعسف بهم ]]
واخذ المنافقون يستغلون هذه الظروف
[[ ويجب ان نفرق عندما نتكلم عن الكافرون والمنافقون نقول يستغلون أما نحن المسلمون نغتنم لا نستغل ، فأرجو ان تفرقوا بين هاتين الصفتين ]]
فقال المنافقون وهم يسخرون من هذا الجيش وهذا الخروج ويسخرون من كبار الصحابة {{ كعثمان وعبدالرحمن بن عوف}} الذين انفقوا اموالهم لهذه الغزوة
يقولون :_ أنفقتم اموالكم ، فلا أنتم قاتلتم ، ولا أنتم غنمتم فعلى اي شيء أنفقتم ؟؟
:_ يا عثمان ماذا جنيت مما انفقت ؟؟
:_ يا عبد الرحمن بن عوف ، لو كنت عملت بالمال الذي أنفقته كم كنت ربحت ؟؟
[[ وهكذا ، من هذه الأقوال فإذا زجرهم الصحابة يقولون ندردش نخوض ونلعب ]]
فأذاقهم الله عطشاّ شديداً
__________________________
وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكشف النقاب عن المنافق
بغيت ثلاثة امور
ظ،_ رجاء أن يحسن إسلامه فيحقق الله في النبي صلى الله عليه وسلم من قوله {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }}

ظ¢_ من أجل ان لا يؤذي اقاربهم من الصحابة من ذوي الايمان

ظ£_ حتى لا يخرجوا من صفوف المسلمين علانية وينضموا الى العدو فيكثر عدد اعدائنا
____________________________________
فهيأ الله السبب للنبي صلى الله عليه وسلم لعله يعظهم فيزدادوا ايماناً
فأشتد بهم العطش في أرض صحراء لا ماء بها فاشتكى الصحابة لرسول الله العطش
فقال :_ هل معكم شيء من ماء ؟؟
فجمعوا له مقدار قدر [[ وعاء صغير ]]
فقال لهم :_ احضروا لي وعاء من أوعيتكم التي تسقوا بها دوابكم
[[ وكانوا يحملون للخيل والابل في السفر اوعية من أدم اي من جلد تكون مثل ما نسميه اليوم طشت ولكن كبير من كبرها يستطيع ان يقف حولها ظ،ظ*ظ* او ظ¢ظ*ظ*رجل ]]
فأخذوا يفرشوا وعاء من الجلد ، ثم تحلقوا حوله
يقول الصحابة
[[طبعا الحديث في الصحاح الستة ]]
:_ لقد أحاط بذلك الإناء اكثر من مئتي رجل ، لا يزاحم رجل منهم الآخر
فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الإناء الصغير الذي فيه الماء
[[ والمنافقون ينظرون من أين سيأتينا بالماء ؟؟ لم يدعوا الآن فتأتي سحابة تمطر ،ولا هنالك عين لتتفجر منها المياه ]]
قالوا :_ فوضع يده صلى الله عليه وسلم اليمنى في ذلك الوعاء الصغير فما ستر الماء جلدة يده
ثم قرأ ماشاء الله له ان يقرأ
ثم دعا بما فتح الله عليه من دعاء ثم نفث بين أصابعه
قالوا :_ ففارت اربعة عيون من الماء بين اصابعه
[[ كم اصبع بايدك ؟ خمسة بين كل اصبعين عين ، احسبهم بيطلعوا اربعة ]]
قالوا :_ ففارت اربعة عيون من الماء تنبع من بين أصابعه وتسكب في ذلك الوعاء الكبير
ثم قال :_ استقوا واملؤا اسقيتكم ، فأخذنا نملأ بضع نهار حتى استقينا وسقينا دوابنا وملأنا أوعيتنا ، والماء يفور من بين اصابعه صلى الله عليه وسلم ونحن ننظر
ثم قال :_ هل بقي لكم من حاجة من ماء ؟؟
قلنا :_ اللهم لا قد أكتفينا يا رسول الله
فقال :_ اشهد أن لا إله إلا الله وأني عبدالله ورسوله ، ثم قبض يده فتوقف نبض الماء
[[ ونحن ايضا يا رسول الله نشهد أن لا إله إلا الله وانك عبدالله ورسوله وحبيبه وخير خلقه ]]
فقال الصادقون من الصحابة لبعض من لمسوا منهم النفاق
ويلكم ألم يكفيكم هذا ؟؟
فماذا أجابوهم ؟؟
قالوا :_ بلغنا عن أهل الكتاب أن موسى قد ضرب الحجر بعصاه فأنبثقت منه أثنتا عشرة عيناً [[ مش أربعة ظ،ظ¢ يعني قد محمد اربع مرات ]]
ولكن السفهاء لم يفرقوا أن نبع الماء من الحجر [[ طبعا نحن نقر انها معجزة لسيدنا موسى عليه السلام ]]
ولكن انظر للفارق من الطبيعي ان ينبع الماء من الحجر قال تعالى {{ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ }}
ومن الطبيعي ان ينبع الماء من الأرض
ومن الطبيعي أن ينزل الماء من السماء
ولكن ليس من الطبيعي أن ينبع من يد بشر ويبقى بحدود ظ¤ ساعات ماء يتدفق من يد آدمي
معجزة ، ولكنها فاقة المعجزات
فماذا قال المنافقون ؟؟
قالوا :_ يكفي أن صاحبكم أذن [[ ماذا تعنون بأذن ؟؟ قالوا سمع شائعات ، ثم قاد جيش في الصيف في الصحراء ولم يجد جيشاً لو كان نبي حقاً ما خرج ]]
هنا بلغ السيل الزبى [[في لغتنا اليوم وصلت حدها المسألة
يعني ما عاد هنالك مجال للسكوت عن هؤلاء المنافقون ]]
___________________________
فتدخل الله عزوجل مباشرة
وانزل {{ ظ§ظ* آية }} من سورة التوبة في ذلك الموضع
آيات منها اخبار عن ما وقع ، ومنها آيات عن ما سيقع
بداية الآيات من ظ£ظ¨ لسورة التوبة الى آية ظ،ظ¢ظ*
[[ بالله عليكم إن أردت ان تعرف الحقيقة افتح المصحف واقرأ سورة التوبة ، وستجد أن ما أنزله الله في المنافقين في ذلك الزمن ينطبق على أمتنا اليوم تماماً ]]
بدأت الايات بقوله تعالى
{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ }}
[[ خاطب المؤمنين من بداية الانطلاقة من المدينة الى تبوك ]]
{{أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ
إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }}
[[ انزلت في حق من تثاقل بالخروج مع النبي يوم جيش العسرة ، والقران ماضٍ الى يوم القيامة فهو خطاب لكل للمتخاذلين في كل زمن عن نصرة المؤمنين والذين لا يريدون ان يواجهوا اعداء الأمة ، هذا كلام الله من يعترض ، فليرد على الله ]]

{{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ }}
[[ يذكرهم بيوم الهجرة نصره الله بالعنكبوت والحمام ولله جنود السموات والارض ، ومايعلم جنود ربك إلا هو ، ونحن نرى في يومنا هذا قدرة الله على خلقه بفايروس لا يرى بالعين هز قلوب البشرية واقتصادها كله ، إنه الله جل في علاه ]]
{{إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }}
[[اللهم اعد علينا ذلك ، فأجعل كلمتك العليا وكلمة المؤمنين معها ، واجعل كلمة الذين كفروا السفلى وأذنابهم معهم يارب العالمين ]]
{{انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }}

ثم يصفهم الله عزوجل

{{لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }}

ثم انظروا الآن كيف يخاطب الله نبيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم ، يقدم له العفو قبل العتاب ، والعتاب رقيق جداً

{{عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ}}
[[ الذين بقوا بالمدينة استأذنوك فأذنت لهم ]]
{{ عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ
لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ
إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ }}
الذي يوافق على ضياع المسجد الاقصى وقلبه يخاف من الغرب واسلحتهم هذا هو وصفهم من الله عزوجل

{{وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ
لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}}
_____________________
لو أردت أن اكمل الايات احتاج الى جزء كامل ، و الآيات تكشف صفات المنافقين وتأتي سياق الآيات
ومنهم ، ومنهم ،ومنهم
ويسطر الله مقولة كل واحد منهم ، ولو قرأنا الايات بتدبر كالذي قال الله عنهم {{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }}
لرأيت آيات سورة التوبة التي تصف المنافقون مطابقة تماماً
ظ©ظ©ظھ من امتنا اليوم ، قادةً وشعوباً

ماذا حدث بعد ذلك من أحداث ؟؟
يتبع إن شاء الله .....

_______________ #الأنوار_المحمدية _______________
_____________ صلى الله عليه وسلم ________________



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-29-2022, 11:39 PM   #240
افتراضي رد: سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

#هذا_الحبيب " ظ¢ظ¤ظ* "

السيرة النبوية العطرة

(( العودة من تبوك ومحاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم ))
__________________________
قلنا أن الله عزوجل أنزل آيات من سورة التوبة تفضح المنافقون ، فأحس المنافقون أنه سيكشف النقاب عنهم ولم يبقى إلا أن يذكرهم بأسماءهم واسماء آباءهم
وكان هنالك {{ ظ،ظ¢ }} منافقو علموا أن للنبي موقف و شأن مع المنافقين بعد نزول هذه الآيات
فأتمروا ليلاً [[ أتمروا مأخوذ من مؤامرة يعني عملوا مؤتمر مصغر تحت رعاية أبليس يوسوس لهم كي يدبروا أمورهم ]]
واتفقوا على أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم غيلة [[ اي غدراً ]]
وكان صلى الله عليه وسلم من سنته إذا كان متجهاً الى غزوة ، يسير في طليعة الجيش في المقدمة
أما إذا كان راجعاً من غزوة يسير في آخر الجيش
ويقول :_ خلوا ظهري للملائكة وسيروا بين يدي [[ لا يعني أنه يمشي وحده آخر الجيش لا ، يكون حوله بعض أصحابه لكن لا يسمح لأحد أن يسير خلفه ]]
فقالوا :_ نقتله غيلة فإنه يسير في آخر الجيش وعند الظلام
[[ وكان النبي صلى الله عليه وسلم لطبيعة الحر يحب السير ليلا وأن يستريح نهارا ]]
قالوا :_نقتله غيلة فإنه يسير في آخر الجيش وعند الظلام ، ثم نختلط بين الناس في الظلام فلا يعلم أحد من قتله ومن أغتاله
____________________________
واطلع الله نبيه على مؤامرتهم
وكان يبعد عن المدينة مسيرة يوم وليلتين [[ لأن الليلة تسبق اليوم يعني هذه الليلة المقبلة ثم يوم غد والليلة التي سيدخل
فيها المدينة ]]
فلما أطلع الله نبيه على مؤامرتهم ، أراد أن يكشفهم حتى لا يلام فيهم
فلما أنطلق للسير ليلاً ، أقبل على وادٍ متسع يسير فيه الجيش
وكان على يمين هذا الوادي طريق ضيق يقال له العقبة
[[ مش العقبة اللي في جنوب الأردن اللي على البحر ، الطريق
الذي فيه صعود حاد ثم ينحدر يقال له عقبة ]]
فأمر {{ حذيفة بن اليمان}} رضي الله عنه وكان يقود ناقة النبي صلى الله عليه وسلم
أمره أن ينادي في الجيش
:_إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تسلكوا الوادي ، وإنه آخذٌ في العقبة [[ اي سيصعد العقبة ]] وحده فلا يتبعه أحد ، فإن الوادي أيسر لكم وأسهل
__________________________
فهمس المنافقون بعضهم لبعضٍ وقالوا :_ هذه فرصتنا
[[ يعني لن يخالفه احد من أصحابه ، سيسلكون الوادي ، وسيسلك النبي العقبة وحده ، ومعه حذيفة يقود ناقته ]]
قالوا :_ هذه فرصتنا نتبعه ثم نزحمه في الطريق فنلقيه عن ناقته في الوادي فيتردا ، ثم نختلط بين الناس فلا يعلم كيف مات فيقولوا عثرت به ناقته
والنبي صلى الله عليه وسلم قد أطلعه الله بكل هذا عن طريق الوحي
فسلك النبي صلى الله عليه وسلم العقبة ، وكان معه اثنان من أصحابه فقط
{{ حذيفة بن اليمان }} يقود ناقة النبي صلى الله عليه وسلم
و {{ عمار بن ياسر }} كان خلف ناقة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها عقبة حادة ، فكان يلتقط بعض المتاع إذا سقط
فلما كان الليل وكان النبي صلى الله عليه وسلم في وسط العقبة
تلثم المنافقون حتى يتخفوا تماماً ، والوقت ليل وفي أول شهر
[[ لأن النبي خرج من المدينة الى تبوك ظ¥ رجب ، والآن يعود لمدينته في ظ¥ رمضان استغرقت هذه الغزوة شهرين من ظ¥ رجب الى ظ¥ رمضان شهرين ، إذن الشهر في بدايته ليس هنالك قمر ، فالليل ظلام دامس ]] تلثم المنافقون وتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة
فلما كانوا على قرب منهم أحس بهم صلى الله عليه وسلم ، وكان من عادته لا يلتفت
[[ اي لا يلتفت كما يفعل الناس برأسه ، فكان إذا أراد ان يلتفت صلى الله عليه وسلم الى الوراء ، وقف واستدار استدارة كاملة بجسده ، والآن هو على الناقة لا يمكنه الاستدارة ]]
فقال:_ من القوم يا حذيفة ؟؟
لقد قلت لا يتبعني احد
فلما علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد احس بهم ، اسرعوا بالسير وراء النبي ، فجفلت الناقة التي يركبها النبي صلى الله عليه وسلم ، واهتز بعض متاع النبي صلى الله عليه وسلم ، فسقط متاع النبي صلى الله عليه وسلم [[ كالسوط وآلة الوضوء وبعض ما يحتاجه في الركوبة ]]
سقط بعض متاعه ولكن الله ثبته على راحلته ، فلم يؤذى
فترك خطام الناقة حذيفة وأخذ محجناً يضرب وجوه رواحلهم وهويقول :_ دونكم دونكم يا اعداء الله ورسوله
واخذ عمار بن ياسر ايضا يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم
فخاف المنافقون وانهزموا وانحدروا سريعاً الى الوادي واختلطوا في الناس
فقال النبي صلى الله عليه سلم :_ اعرفتهم يا حذيفة ؟؟
قال:_ لا والذي بعثك بالحق ولكني عرفت بعض رواحلهم
[[ فالعرب عندهم فراسة في معرفة الرواحل يقولون ناقة شهباء يقولون ناقة حمراء حمر النعم يقولون ناقة دهماء وهكذا ]]
قال :_ عرفت بعض رواحلهم
قال :_اتعلم ماذا كانوا يريدون ؟؟
قال :_ لا والذي بعثك بالحق
قال :_ عزموا على ان يلقوا رسول الله من على راحلته حتى يقتل ثم يختلطون بين الناس فيقولون عثرت به ناقته
ومضى النبي صلى الله عليه وسلم وسار حتى اتم العقبة ثم انحدر الى الوادي
وكان قد انتهى الليل وقارب الفجر
فامر أن يعرس الناس [[ ومعنى يعرس اي أن يستريحوا ويناموا ]]
حتى كان الفجر فصلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر في أرض برحة [[ أي واسعة ]]
ثم أستقبل الناس بوجهه ثم أمر حذيفة أن ينادي :_ من منكم
تبع النبي في العقبة ؟؟ فلم يتكلم احد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن في اصحابي [[ أي ليس من اصحابه ولكنهم بين اصحابه ]]
إن في اصحابي اثنا عشرة منافقاً قد تبعوا محمد رسول الله في هذه الليلة الى العقبة وعزموا أن يلقوه عن ناقته ثم يزعموا أنه قد عثرت به ناقته ، ولكن هموا بما لم ينالوا
لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
[[ وهذا مثال المستحيل سم الخياط هو ثقب الأبرة ، هل يستطيع احد ان يدخل الجمل البعير في ثقب الأبرة ، وقيل الجمل هو حبل السفينة الغليظ الضخم اي مستحيل ان يدخلوا الجنة ]]
منهم ثمانية [[ اي ظ¨ منافقين من ظ،ظ¢ ]] اللهم أرميهم بالدبيلة
قالوا :_وما الدبيلة يا رسول الله ؟؟
قال :_سراج من نار يظهر بين اكتافهم حتى ينجم من صدورهم [[ المرض المعروف بلغة عصرنا حزام الناري قد يصيب الانسان في وسطه او بين كتفيه ]]
_____________________
فوثب أسيد بن حضير [[ وهو من سادة الانصار وعقبي ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم يوم العقبة وكان احد النقباء ]]
فقال أسيد :_ بأبي وامي انت يا رسول الله ، اطلعنا عليهم ما دام الله قد أطلعك ، فلتقم كل عشيرة الى صاحبها فتضرب عنقه فلا يطالب به أحد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_لا يا اسيد
قال:_ فداك ابي وامي أطلعنا عليهم ، فوالذي بعثك بالحق لا تقوم من مقامك حتى تكون رؤوسهم بين يديك
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_إني أكره أن يقول الناس إن محمدا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله تعالى بهم أقبل عليهم يقتلهم
فقال: يا رسول الله هؤلاء ليسوا بأصحابك
فقال رسول الله : _ أليس يظهرون الشهادة [[ ارايتم اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ، المتشددون الذين يحلون دماء من لا يصلي ويصنفوه بالكافر ، بدعوة الجهاد في سبيل الله ]]
______________________
ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان
فقال :_ يا حذيفة سأطلعك على اسماءهم واسماء آباءهم ولكن اكتم عليهم ذلك
حتى تنصح من يلي امركم بعدي [[ وهذه نبوءة لحذيفة بأنه سيطول عمره ]]
حتى تنصح من يلي امركم بعدي ، بأن لا يركن إليهم ولا يوكل إليهم أمرا
فذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة
________________________
وكما قلنا في الجزء السابق
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكشف النقاب عن المنافق
بغيت ثلاثة امور
ظ،_ رجاء أن يحسن إسلامه فيحقق الله في النبي صلى الله عليه وسلم من قوله {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }}

ظ¢_ من أجل ان لا يؤذي اقاربهم من الصحابة من ذوي الايمان

ظ£_ حتى لا يخرجوا من صفوف المسلمين علانية وينضموا الى العدو فيكثر عدد اعدائنا
ولكن جاء الأذن من الله عزوجل ، ان يكشف النقاب عن كل واحد منهم إذا ما مات منافق
قال تعالى {{ وَلَا تُصَلِّ عَلَىظ° أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىظ° قَبْرِهِ غ– إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ }}
فكان صلى الله عليه وسلم ، إذا مات منافق لا يصلي عليه صلى الله عليه وسلم ، فإذا قربت جنازته في المسجد للصلاة عليه واخبروا النبي عن اسمه
قال النبي صلى الله عليه وسلم :_صلوا على صاحبكم ، و يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد ولا يصلي عليه
فإذا رأى الصحابة ذلك علموا أن هذا الميت كان منافقا ومات على نفاقه
فبعد أن يموت فلما يعد لنا اي مطمع في الاسباب الثلاثة التي ذكرناها
ظ،_ مات فلا نرجو حسن اسلامه ، مات على نفاقه
ظ¢_ بعد الموت ماذا سيضر اهله واقاربه مات على النفاق مثله كمثل من مات مشركا من قبل
ظ£_ مات فلن يكثر الاعداء
_______________________
انطلق صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان على مقربة من المدينة [[ اي سيدخلها غدا ]] وكان من سنته صلى الله عليه وسلم لا يدخلها ليلا ابدا
يتبع إن شاء الله .....
________________ #الأنوار_المحمدية ______________
_____________ وصلى الله عليه وسلم _______________



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماذا تعرف عن غسل وكفن ودفن الحبيب محمد صل الله عليه وسلم الرهيب السيرة النبوية 7 06-15-2015 11:47 AM
شجرة نسب سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ابورزان السيرة النبوية 17 01-21-2011 10:40 AM
الحبيب صلى الله عليه وسلم قبل البعثه ـكـشـ مـلـكـ السيرة النبوية 6 01-02-2011 08:13 AM
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم اهلاوي مووت السيرة النبوية 1 06-06-2009 03:01 PM
سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حدي نظر السيرة النبوية 4 09-19-2008 05:10 PM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 12:11 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75