التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
تهنئة …للإستاذ الدكتور " محمد حامد البحيري" بمناسبة تعيينه وكيلاً للشؤون الإدارية في جامعة الملك خالد
بقلم : علي بن قحمان القرني
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ❖ فضفضة حافظ ..💜☁️ (آخر رد :الرهيب)       :: تهنئة …للإستاذ الدكتور " محمد حامد البحيري" بمناسبة تعيينه وكيلاً للشؤون الإدارية في جامعة الملك خالد (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: ✍ خواطر جميله (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: اجرى الأستاذ " محمد احمد محمد بركات الـ سعيد " عملية جراحية بمستشفى الباحة (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: تهنئة تخرج " إياد مبارك احمد جمعان " من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تخصص ( طب طوارئ) (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: حكم ذهبية مميزة لن تمل من قراءتها* (آخر رد :الرهيب)       :: كن مع الله يكن معك (آخر رد :الرهيب)       :: 【لا تكـن إمَّعـة】 (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " مهدي بن بلغيث ال سعيد القرني" والصلاة عليه عصر اليوم في مسجد العباس بالطائف (آخر رد :الرهيب)       :: دورة اصحاب السبت الاشتراك بها مجانا (آخر رد :الرهيب)      



قصص الانبياء و سيرة الصحابة والتابعين قسم يختص بسير الانبياء والصحابة والتابعين والرجال العلماء على مدى التاريخ الاسلامي

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏لا تقلق و ربك الله، ولا تحزن وأمرك بِيد الله، ولا تيأس والأمل كله في الله."    

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 10-28-2023, 02:51 PM   #9
افتراضي رد: 🪴 الخليفه الثاني : عمر بن الخطاب رضي الله عنه🪴

🌏 سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم🌏

🪴الخليفة الثالث : عثمان بن عفان رضي الله عنه 🪴

الحلقة 7

هجرة عثمان بن عفان رضي الله عنه آلى الحبشة

الهجرة الأولى آلى الحبشة

لما جاءت رسالة الإسلام وقف مشركوا قريش في وجهها وحاربوها، وكانت المواجهة في بداية أمرها محدودة، إلا أنها سرعان ما بدأت تشتد وتتفاقم يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر، حتى ضيَّقت قريش الخناق على المسلمين واضطهدتهم وعذبتهم وأرهقتهم، فضاقت عليهم مكة بما رحبت، وصارت الحياة في ظل هذه المواجهة جحيماً لا يطاق، فأخذ المسلمون يبحثون عن مكان آمن يلجؤون إليه، ويتخلصون به من عذاب المشركين واضطهادهم.
في ظل تلك الظروف التي يعاني منها المسلمون، نزلت سورة الكهف، تلك السورة التي أخبرت بقصة الفتية الذين فروا بدينهم من ظلم مَلكِهِم، وأووا إلى كهف يحتمون به مما يراد بهم، كان في هذه القصة إرشاد للمؤمنين إلى الطريق الذي ينبغي عليهم أن يسلكوه وهو للخروج مما هم فيه. لقد عرضت قصة أصحاب الكهف نموذجاً للإيمان في النفوس المخلصة، كيف تطمئن به، وتؤثره على زينة الحياة الدنيا ومتاعها، وكيف أن الله تعالى يرعى هذه النفوس المؤمنة ويقيها الفتنة، ويشملها برحمته ورعايته { وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا} (الكهف:16).

لقد وضَّحت هذه القصة للمؤمنين طريق الحق والباطل، وبيَّنت أنه لا سبيل للالتقاء بينهما بحال من الأحوال، وإنما هي المفاصلة والفرار بالدين والعقيدة، وانطلاقاً من هذه الرؤية القرآنية أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين المستضعفين بالهجرة إلى الحبشة، وقد وصفت أم المؤمنين أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحدث فقالت: ( لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء، والفتنة في دينهم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في منعة من قومه وعمه، لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول الله عليه وسلم إن بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم عنده أحد، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه، فخرجنا إليها جماعات - حتى اجتمعنا بها ، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمِنَّا على ديننا ولم نخش منه ظلماً ) رواه البيهقي بسند حسن .

قال الله تعالى { والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون } ( النحل:41) قال قتادة – رحمه الله - " المراد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ظلمهم المشركون بمكة وأخرجوهم حتى لحق طائفة منهم بالحبشة، ثم بوأهم الله تعالى دار الهجرة، وجعل لهم أنصاراً من المؤمنين " .

وكان من أسباب هجرة المسلمين آلى الحبشة أيضا هو نشر الدعوة خارج مكة المكرمة، وتكوين قاعدة تحمي العقيدة سبباً رئيساً آخر لتلك الهجرة.

وهكذا هاجر أول فوج من الصحابة إلى الحبشة ، وكان هذا الفوج مكوناً من اثني عشر رجلاً و أربع نسوة، كان في مقدمتهم عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد كانت هجرتهم في رجب من السنة الخامسة من البعثة ٠
وكان رحيلهم تسللاً تحت جنح الظلام حتى لا تشعر بهم قريش، فخرجوا إلى البحر عن طريق جدة، فوجدوا سفينتين تجاريتين أبحرتا بهم إلى الحبشة، ولما علمت قريش بخبرهم خرجت في إثرهم، وما وصلت إلى الشاطئ إلا وكانوا قد غادروه في طريقهم إلى الحبشة، حيث وجدوا الأمن والأمان، ولقوا الحفاوة والإكرام من ملكها النجاشي الذي كان لا يظلم عنده أحد، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
وكان ممن هاجر مع عثمان وزوجته رقية ،الزبير بن العوام ،ومصعب بن عمير وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن مظعون وعبدالله بن مسعود وجعفر بن أبي طالب وزوجته أسماء بنت عميس وأبو حذيفة بن عتبة وزوجته سهلة بنت سهيل وأبو سلمة بن عبدالأسد وزوجته أم سلمة بنت أبي أمية ،وعامر بن ربيعة العنزي وزوجته ليلى بنت أبي جثمة ،وأبو سبرة ب أبي رهم ،وحاطب بن عمرو ،وسهيل بن بيضاء رضي الله عنهم أجمعين

ومكثوا في الحبشة شهرين هما شعبان ورمضان من السنة 5 من البعثة ،ثم عادوا إلى مكة ٠

ومما يستفاد من أحداث الهجرة إلى الحبشة :

1- الصبر على الشدّة والبلاء في سبيل الله فلقد لاقى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة المكرمة، من الشدّة والأذى ما يصعب على غيرهم احتمالُه.

2- ثبات المؤمنين على عقيدتهم ودينهم الحنيف، دون الخضوع لضغوط الأعداء.

3- شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ورحمته بهم، حيث أشار عليهم بالهجرة إلى الحبشة.
وهكذا هيأ الله لعباده المؤمنين المستضعفين المأوى والحماية من أذى قريش وأمَّنهم على دينهم وأنفسهم ، وكان في هذه الهجرة خير للمسلمين، إذ استطاعوا -فضلاً عن حفظ دينهم وأنفسهم - أن ينشروا دعوتهم، ويكسبوا أرضاً جديدة تكون منطلقاً لتلك الدعوة، ومن كان مع الله كان الله معه..

تابعونا



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2023, 02:52 PM   #10
افتراضي رد: 🪴 الخليفه الثاني : عمر بن الخطاب رضي الله عنه🪴

🌏 سيرة الخلفاء الراشدين رضي اللّه عنهم🌏

🪴الخليفة الثالث : عثمان بن عفان رضي الله عنه🪴


الحلقة 8

عثمان بن عفان رضي الله عنه يهاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة

ذكرنا في الحلقة السابقة أن المهاجرين مكثوا في الحبشة شهري شعبان ورمضان ولما سمع مَن خرج في المرة الأولى بإسلام قريش، بعد أن قرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم فعاد أغلبهم، وكان عثمان وزوجته رقية ممن عادوا آلى مكة لكنهم وجدوا قريشًا أكثر شراسة وهيجانًا مما كانت عليه، أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة الثانية آلى الحبشة فعاد عثمان بن عفان رضي الله عنه مع من عاد آلى الحبشة مرة ثانية
فقد ثبت في صحيح البخاري، أنّ عثمان بن عفان قال: (هاجَرْتَ الهِجْرَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ).

وتبعهم كثيرون بعد أن اطمأنوا إلى أنهم سيأمنون على دينهم وعيشهم في الحبشة، وتتابع عدد المهاجرين حتى وصل إلى ثلاثة وثمانين رجلًا وأربع وعشرين امرأة، وقد أحسن النجاشي جوارهم، فمكثوا آمنين على دِينهم وأنفسهم.

وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا فيها خير جار النجاشي، أمِنَّا على ديننا، وعبدنا الله تعالى لا نؤذى ولا نسمع شيئًا نكرهه، فلما بلغ ذلك قريشًا ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين منهم جَلْدين وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة، وكان من أعجب ما يأتيه منها الأدم، فجمعوا له أدمًا - الجلود - كثيرًا، ولم يتركوا من بطارقته بطريقًا إلا أهدَوْا له هدية، ثم بعثوا بذلك عبدالله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص، فأمروهما بأمرهم، وقالوا لهما: ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلما النجاشي فيهم، ثم قدِّما إلى النجاشي هدايا، ثم اسألاه أن يسلمهم إليكما قبل أن يكلمهم، قالت: فخرجا حتى قدما على النجاشي، ونحن عنده بخير دار عند خير جار، فلم يبقَ من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي، وقالا لكل بطريق منهم: إنه قد ضوى - لجأ - إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينكم، وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى الملك فيهم أشرافُ قومهم ليردهم إليهم، فإذا كلمنا الملك فيهم فأشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا، ولا يكلمهم؛ فإن قومهم أعلى بهم عينًا وأعلم بما عابوا عليهم، فقالوا لهما: نعم، ثم إنهما قدما هداياهما إلى الملك، فقبلها منهما، ثم كلماه، فقالا له: أيها الملك، إنه قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك، وجاؤوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعَثَنا فيهم أشرافُ قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم، فهم أعلى بهم عينًا وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه، قالت: ولم يكن أبغض إلى عبدالله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم، قالت: فقالت بطارقته حوله: صدقا أيها الملك، قومهم أعلى بهم عينًا، وأعلم بما عابوا عليهم، فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم، قالت: فغضب النجاشي ثم قال: الله، إذًا لا أسلمهم إليهما، ولا يكاد قوم جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم، فإذا كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما، وأحسنت جوارهم ما جاوروني، قالت: ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم، فلما جاءهم رسوله اجتمعوا، ثم قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذ جئتموه؟ قالوا: نقول والله ما علمنا، وما أمرنا به نبينا، كائنًا في ذلك ما هو كائن، فلما جاؤوا - وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله - سألهم فقال لهم: ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا ديني ولا في دين أحد من هذا الملل؟ فكان الذي تكلم جعفر بن أبي طالب، فقال: أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية؛ نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، قالت: فعدَّد أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاءنا به من الله، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئًا، وحرَّمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك، فقال النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قال: نعم، فقال النجاشي: فاقرأه علي، فقرأ عليه ماتيسر من سورة (مريم)، قالت: فبكى والله النجاشي حتى اخضلت لحيته، وبكى أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا؛ فلا والله لا أسلمهم إليكما.

قالت: فلما خرجوا من عنده، قال عمرو: والله لآتينه غدًا عنهم بما أستأصل خضراءَهم، فقال عبدالله - وكان أتقى الرجلين فينا -: لا تفعل، فإن لهم أرحامًا وإن كانوا قد خالفونا، والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى ابن مريم عبد، قالت: ثم غدا عليه من الغد، فقال: أيها الملك، إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولًا عظيمًا، فأرسِلْ إليهم فسلهم عما يقولون فيه، فأرسل إليهم ليسألهم عنه، قالت: ولم ينزل بنا مثلها قط، فاجتمع القوم، ثم قال بعضهم لبعض: ماذا تقولون في عيسى ابن مريم إذا سألكم عنه؟ قالوا: نقول والله ما قال الله وما جاءنا به نبينا، كائنًا في ذلك ما هو كائن، فلما دخلوا عليه، قال لهم: ماذا تقولون في عيسى ابن مريم؟ قال جعفر: نقول فيه الذي جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم، هو عبدُ الله ورسوله ورُوحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فضرب النجاشي بيده إلى الأرض فأخذ منها عودًا، ثم قال: والله ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود، قالت: فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال، فقال: وإن نخرتم والله، فقال للمسلمين: اذهبوا فأنتم شيوم - آمنون - بأرضي، من سبكم غرم، قالها ثلاثًا، ما أحب أن لي دبرًا - جبلًا - من ذهب، ثم التفت إلى عمرو وعبدالله، وقال: ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لي بها، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد عليَّ ملكي فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس فيَّ فأطيعهم فيه، فخرجا من عنده مقبوحين مردودًا عليهما ما جاءا به، قالت: وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار.

ثم قالت: وإنا لعلى ذلك إذ نزل به رجل من الحبشة ينازعه في ملكه، فوالله ما علمنا حزنًا قط كان أشد من حزن حزناه عند ذلك، تخوفًا أن يظهر ذلك الرجل على النجاشي، فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف منه، وسار النجاشي إليه وبينهما عرض النيل، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن رجل يأتينا بالخبر؟ فقال الزبير بن العوام: أنا، فقالوا: فأنت - وكان أحدث القوم سنًّا - فنفخوا له قِربة فجعلها في صدره ثم سبَح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم، ثم انطلق حتى حضرهم، قالت: فدعونا الله تعالى للنجاشي بالظهور على عدوه والتمكين له في بلاده، قالت: فوالله إنا لعلى ذلك متوقعون لما هو كائن إذ طلع الزبير وهو يسعى فلمع بثوبه وهو يقول: أبشِروا فقد ظفر النجاشي وأهلك الله عدوه.

، ولمّا هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وبلغ ذلك المهاجرين بالحبشة، رأوا ضرورة اللّحاق به إلى الأرض المباركة، وبقي عدد منهم ينتظرون أمر الرجوع، فكان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- مع من قدم إلى المدينة المنورة، وكان ذلك قبل غزوة بدر.

وأما بقية المهاجرين فأرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- في أمرهم إلى النجاشي ، فحملهم النجاشي على سفينتين، ورجعوا إلى المدينة المنورة يوم غزوة خيبر، ففرح النبي بهم فرحاً شديداً، وأمر أن يكون لهم سهم من غنيمة خيبر.

ولمهاجري الحبشة فضل كبير؛ فقد هاجروا من أرضهم مُكرهين، وأقاموا بأرضٍ غير أرضهم، ولما التقوا بأهليهم كان ذلك على غير أرضهم أيضاً، فكان الحنين يبلغ منهم مبلغاً كبيراً.

ولقد جرى بينهم وبين السابقين بالهجرة إلى المدينة تنافس، أيّ الفريقين أحقّ بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فتنازعوا، وكان مهاجروا المدينة يقولون بأحقيتهم به؛ لسبقهم إلى الهجرة مع النبي، فاشتكت ذلك أسماء بنت عُميْس -رضي الله عنها- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ليسَ بأَحَقَّ بي مِنكُمْ، وله ولِأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ واحِدَةٌ، ولَكُمْ أنتُم -أهْلَ السَّفِينَةِ- هِجْرَتَانِ). "أخرجه البخاري

تابعونا



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2023, 02:52 PM   #11
افتراضي رد: 🪴 الخليفه الثاني : عمر بن الخطاب رضي الله عنه🪴

🌏 سيرة الخلفاء الراشدين رضي اللّه عنهم🌏

🪴 الخليفة الثالث : عثمان بن عفان رضي الله عنه🪴

الحلقة 9

عثمان بن عفان رضي الله عنه في ميادين الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم


إن الرافد القوي الذي أثر في شخصية عثمان بن عفان رضي الله عنه وصقل مواهبه وفجر طاقته، وهذب نفسه هو مصاحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتتلمذه على يديه في مدرسة النبوة، ذلك أن عثمان رضي الله عنه لازم الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة بعد إسلامه كما لازمه في المدينة بعد هجرته؛ فقد نظم عثمان نفسه، وحرص على التلمذة في حلقات مدرسة النبوة في فروع شتى من المعارف والعلوم على يدي معلم البشرية وهاديها الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه؛ فحرص على تعلم القرآن الكريم والسنة المطهرة من سيد الخلق أجمعين. وهذا عثمان يحدثنا عن ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: "إن الله عز وجل بعث محمدًا بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمن، فهاجرت الهجرتين الأوليين، ونلت صهر رسول الله، ورأيت هديه"

لقد حصل لعثمان رضي الله عنه وللصحابة ببركة صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتربيتهم على يديه أحوال إيمانية عالية، ولقد تتلمذ عثمان رضي الله عنه على يدي رسول الله، فتعلم منه القرآن الكريم والسنة النبوية، وأحكام التلاوة وتزكية النفوس، قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64]. وحرص على التبحر في الهدي النبوي الكريم خلال ملازمته رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته وسِلْمه، وقد أمدته تلك المعايشة بخبرة ودربة ودراية بشئون الحرب ومعرفة بطبائع النفوس وغرائزها، وفي السطور التالية سنبين بإذن الله تعالى بعضًا من مواقفه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في العهد المدني.

أولاً: عثمان رضي الله عنه في ميادين الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان عثمان رضي الله عنه من أعمدة الدولة الإسلامية، فلم يبخل بمشورة أو مال أو رأي، وشهد المشاهد كلها إلا غزوة بدر.

1- عثمان وغزوة بدر

لما خرج المسلمون لغزوة بدر كانت زوجة عثمان السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم مريضة بمرض الحصبة ولزمت الفراش، في الوقت الذي دعا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج لملاقاة القافلة، وسارع عثمان رضي الله عنه للخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا انه تلقى أمرًا بالبقاء إلى جانب رقية رضي الله عنها لتمريضها، وامتثل لهذا الأمر بنفس راضية وبقي إلى جوار زوجته الصابرة الطاهرة رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ اشتد بها المرض، وطاف بها شبح الموت، كانت رقية رضي الله عنها تجود بأنفاسها وهي تتلهف لرؤية أبيها الذي خرج إلى بدر، ورؤية أختها زينب في مكة، وجعل عثمان رضي الله عنه يرنو إليها من خلال دموعه، والحزن يعتصر قلبه. ودعت نبض الحياة وهي تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولحقت بالرفيق الأعلى، ولم ترَ أباها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان ببدر مع أصحابه الكرام، يعلون كلمة الله، فلم يشهد دفنها صلى الله عليه وسلم، وجهزت رقية ثم حمل جثمانها الطاهر على الأعناق، وقد سار خلفه زوجها وهو حزين، حتى إذا بلغت الجنازة البقيع، دفنت رقية هناك، وقد انهمرت دموع المشيعين، وسوى التراب على قبر رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيما هم عائدون إذ بزيد بن حارثة قد أقبل على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر بسلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل المشركين وأسر أبطالهم، وتلقى المسلمون في المدينة هذه الأنباء بوجوه مستبشرة بنصر الله لعباده المؤمنين، وكان من بين المستبشرين وجه عثمان الذي لم يستطع أن يخفي آلامه لفقده رقية رضي الله عنها. وبعد عودة الرسول صلى الله عليه وسلم علم بوفاة رقية رضي الله عنها فخرج إلى البقيع ووقف على قبر ابنته يدعو لها بالغفران.

لم يكن عثمان بن عفان رضي الله عنه ممن تخلفوا عن بدر لتقاعس منه أو هروب ينشده، كما يزعم أصحاب الأهواء ممن طعن عليه بتغيبه عن بدر، فهو لم يقصد مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الفضل الذي حازه أهل بدر في شهود بدر طاعة الرسول ومتابعته، وعثمان رضي الله عنه خرج فيمن خرج مع رسول الله فردَّه صلى الله عليه وسلم للقيام على ابنته، فكان في أجَلِّ فرض لطاعته لرسول الله وتخليفه، وقد ضرب له بسهمه وأجره فشاركهم في الغنيمة والفضل والأجر لطاعته الله ورسوله وانقياده لهما. فعن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: جاء رجل من مصر حج البيت فقال: يا ابن عمر إني سائلك عن شيء فحدثني أنشدك الله بحرمة هذا البيت، هل تعلم أن عثمان تغيب عن بدر فلم يشهدها؟ فقال: نعم، ولكن أما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله فمرضت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لك أجر رجل شهد بدرا وسهمه".

وعن أبي وائل، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: أما يوم بدر فقد تخلفت على بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لي فيها بسهم. وقال زائدة في حديثه: ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بسهم فقد شهد. وقد عُد عثمان رضي الله عنه من أصحاب بدر بالاتفاق ٠

تابعونا



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2023, 02:53 PM   #12
افتراضي رد: 🪴 الخليفه الثاني : عمر بن الخطاب رضي الله عنه🪴

🌏سيرة الخلفاء الراشدين رضي اللّه عنهم🌏

🪴 الخليفة الثالث : عثمان بن عفان رضي الله عنه🪴

الحلقة 10

2- عثمان وغزوة أحد
في غزوة أحد منح الله عز وجل النصر للمسلمين في أول المعركة، وأخذت سيوف المسلمين تعمل عملها في رقاب المشركين، وكانت الهزيمة لا شك فيها، وقتل أصحاب لواء المشركين واحدا واحدا، ولم يقدر أحد أن يدنو من اللواء، وانهزم المشركون، وولولت نسوة الكفار بعد أن كن يغنين بحماس ويضربن بالدفوف، فألقين بالدفوف وانصرفن مذعورات ولكن مال ميزان المعركة فجأة، وكان سبب ذلك أن الرماة الذين أوكل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم مكانا على سفح الجبل لا يغادرونه مهما كانت نتيجة المعركة قد تخلوا عن أماكنهم، ونزلوا إلى الساحة يطلبون الغنائم لما نظروا المسلمين يجمعونها،وبقي القليل منهم وانتهز خالد بن الوليد قائد سلاح الفرسان القرشي فرصة خلو الجبل من الرماة، وقلة من به منهم فكرَّ بالخيل ومعه عكرمة بن أبي جهل، فقتلوا بقية الرماة ومعهم أميرهم عبد الله بن جبير رضي الله عنه الذي ثبت هو وطائفة قليلة معه، وفي غفلة المسلمين، وأثناء انشغالهم بالغنائم أطبق خالد ومن معه عليهم، فأعملوا فيهم القتل، فاضطرب أمر المسلمين اضطرابا شديدا، وانهزمت طائفة من المسلمين إلى قرب المدينة منهم عثمان بن عفان ولم يرجعوا حتى انفض القتال، وفرقة صاروا حيارى لما سمعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل، وفرقة ثبتت مع النبي صلى الله عليه وسلم، أما الفرقة التي انهزمت وفرت فلقد أنزل الله فيها قرآنا يتلى إلى يوم القيامة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 155]، غير أن أصحاب الأهواء لا يرون إلا ما تهوى أنفسهم، فلم يروا من المتراجعين إلا عثمان رضي الله عنه، فكانوا يتهمونه دون سائر المتراجعين من الصحابة، وهل يبقى وحده؟ ولو فعل لخاطر بنفسه، وبعد أن عفا الله عن المتراجعين فالحكم واضح جليّ، لا لبس فيه ولا غموض، فلا مؤاخذة بعد ذلك على عثمان بن عفان رضي الله عنه، فيكفي أن الله عفا عنه بنص القرآن الكريم، وحياته الجهادية بمجموعها تشهد له على شجاعته

3- في غزوة غطفان (ذي إمر)
ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين وخرج في أربعمائة رجل ومعهم بعض الجياد، واستخلف على المدينة عثمان بن عفان رضي الله عنه فأصابوا رجلا منهم (بذي القُصَّة) يقال له جبار من بني ثعلبة، فأدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره من خبرهم، وقال: لن يلاقوك، لما سمعوا بمسيرك هربوا في رؤوس الجبال وأنا سائر معك، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلم، وضمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلال ولم يلاقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا، ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم يلق كيدا، وكانت غيبته إحدى عشر ليلة

4- في غزوة ذات الرقاع
بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعًا من غطفان من ثعلبة وأنمار يريدون غزو المدينة، فخرج في أربعمائة من أصحابه حتى قدم صرارًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استخلف على المدينة قبل خروجه عثمان بن عفان، لقي المسلمون جمعا غفيرا من غطفان، وتقارب الناس، ولم يكن بينهم حرب، وقد خاف الناس بعضهم بعضا، حتى صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة الخوف ثم انصرف بالناس، وقد غاب عن المدينة خمسة عشر يوما

تابعونا



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2023, 02:53 PM   #13
Cool رد: 🪴 الخليفه الثاني : عمر بن الخطاب رضي الله عنه🪴

🌏سيرة الخلفاء الراشدين رضي اللّه عنهم🌏

🪴 الخليفة الثالث : عثمان بن عفان رضي الله عنه🪴

الحلقة 11


5- في بيعة الرضوان
عندما نزل رسول الله الحديبية رأى من الضرورة إرسال مبعوث خاص من جانبه إلى قريش يبلغهم فيها نواياه السلمية بعدم الرغبة في القتال، وحرصه على احترام المقدسات، ومن ثم أداء مناسك العمرة، والعودة إلى المدينة، فوقع الاختيار على أن يكون مبعوث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قريش (خراش بن أمية الخزاعي) وحمله على جمل يقال له (الثعلب)، فلما دخل مكة عقرت به قريش، وأرادوا قتل خراش فمنعهم الأحابيش، فعاد خراش بن أمية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بما صنعت قريش، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل سفيرا آخر بتبليغ قريش رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقع الاختيار في بداية الأمر على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فاعتذر لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذهاب إليهم، وأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث عثمان مكانه، وعرض عمر رضي الله عنه رأيه هذا معززًا بالحجة الواضحة، وهي ضرورة توافر الحماية لمن يخالط هؤلاء الأعداء، وحيث إن هذا الأمر لم يكن متحققا بالنسبة لعمر رضي الله عنه، فقد أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بعثمان رضي الله عنه؛ لأن له قبيلة تحميه من أذى المشركين حتى يبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أخاف قريشا على نفسي، قد عرفت عداوتي لها، وليس بها من بني عدي من يمنعني، وإن أحببت يا رسول الله دخلت عليهم, فلم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، قال عمر: ولكن أدلك يا رسول الله على رجل أعز بمكة مني، وأكثر عشيرة وأمنع، عثمان بن عفان، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه فقال: "اذهب إلى قريش فخبرهم أنَّا لم نأتِ لقتال أحد، وإنما جئنا زوارًا لهذا البيت، معظمين لحرمته، معنا الهدي، ننحره وننصرف".

فخرج عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى أتى بلدح (مكان قريب من مكة) فوجد قريشا هناك، فقالوا: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم، يدعوكم إلى الله وإلى الإسلام، تدخلون في دين الله كافة، فإن الله مظهر دينه ومعز نبيه، وأخرى تكفون ويَلِي هذا منه غيركم، فإن ظفروا بمحمد فذلك ما أردتم، وإن ظفر محمد كنتم بالخيار أن تدخلوا فيما دخل فيه الناس أو تقاتلوا وأنتم وافرون جامون، إن الحرب قد نهكتكم، وأذهبت بالأماثل منكم، فجعل عثمان يكلمهم فيأتيهم بما لا يريدون، ويقولون: قد سمعنا ما تقول ولا كان هذا أبدا، ولا دخلها علينا عنوة، فارجع إلى صاحبك فأخبره أنه لا يصل إلينا، فقام إليه أبان بن سعيد بن العاص فرحب به وأجاره وقال: لا تقصر عن حاجتك، ثم نزل عن فرس كان عليه، فحمل عثمان على السرج وردفه وراءه، فدخل عثمان مكة فأتى أشرافهم رجلا رجلا؛ أبا سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وغيرهما من لقي ببلدح، ومنهم من لقي بمكة، فجعلوا يردون عليه: إن محمدا لا يدخلها علينا أبدا.

وعرض المشركون على عثمان رضي الله عنه أن يطوف بالبيت فأبى، وقام عثمان بتبليغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المستضعفين بمكة وبشرهم بقرب الفرج والمخرج، وأخذ منهم رسالة شفهية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فيها: اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم منا السلام، إن الذي أنزله بالحديبية لقادر على أن يدخله بطن مكة.

وتسربت شائعة إلى المسلمين مفادها أن عثمان قُتل، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى مبايعته على قتال المشركين ومناجزتهم، فاستجاب الصحابة وبايعوه على الموت سوى الجد بن قيس وذلك لنفاقه. وفي رواية أن البيعة كانت على الصبر, وفي رواية على عدم الفرار، ولا تعارض في ذلك؛ لأن المبايعة على الموت تعني الصبر وعدم الفرار. وكان أول من بايعه على ذلك أبا سنان عبد الله بن وهب الأسدي، فخرج الناس بعده يبايعون على بيعته, وبايعه سلمة بن الأكوع ثلاث مرات؛ في أول الناس، وأوسطهم، وآخرهم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: "هذه يد عثمان"، فضرب بها على يده. وكان عدد الصحابة الذين أخذ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم المبايعة تحت الشجرة ألف وأربعمائة صحابي. وقد تحدث القرآن الكريم عن أهل بيعة الرضوان، وورد فضلهم في نصوص كثيرة من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، منها: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:

وفي الحديبية ذكر الطبري اختصاص عثمان بعدة أمور، منها: اختصاصه بإقامة يد النبي الكريمة مقام يد عثمان لما بايع الصحابة وعثمان غائب، واختصاصه بتبليغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مَنْ بمكة أسيرا من المسلمين، وذكر شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بموافقته في ترك الطواف لما أرسله في تلك الرسالة، فعن إياس بن سلمة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع لعثمان إحدى يديه على الأخرى، فقال الناس: هنيئا لأبي عبد الله الطواف بالبيت آمنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو مكث كذا ما طاف حتى أطوف".

وقد اتهم عثمان ظلما بأنه لم يبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان وكان متغيبا عنها، فهذه من الاتهامات التي ألصقت بعثمان في أحضان فتنة أريد بها تقويض أركان الخلافة خاصة. وعن أنس قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفان بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة فبايعه الناس، فقال: إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله، فضرب بإحدى يديه على الأرض، فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرا من أيديهم لأنفسهم

تابعونا



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2023, 02:53 PM   #14
افتراضي رد: 🪴 الخليفه الثاني : عمر بن الخطاب رضي الله عنه🪴

🌏سيرة الخلفاء الراشدين رضي اللّه عنهم🌏

🪴 الخليفة الثالث : عثمان بن عفان رضي الله عنه🪴

الحلقة. 12


6_في فتح مكة سنة 8 للهجرة

شفاعة عثمان بن عفان رضي الله عنه عن عبدالله بن سعد بن أبي سرح عند النبي صلى الله عليه وسلم



-- عبد الله بن سعد بن أبي السرح بن الحارث العامري القرشي أسلم قبل صلح الحديبية وهاجر وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ارتد مشركاً، فلما كان عام الفتح أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله، فغيبه عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم أتى به النبي صلى الله عليه وسلم

روى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ ، اخْتَبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَجَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ . فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا ، كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى . فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : ( أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ ، فَيَقْتُلُهُ ؟ فَقَالُوا : مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ ، أَلا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ ؟ قَالَ : إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ ) رواه أبو داود (4359) بإسناد صحيح ، وصححه ابن تيمية في " الصارم المسلول " (2/219) ، وابن الملقن في " البدر المنير " (7/450) ، وابن حجر في " التلخيص الحبير " (3/1136) ، والألباني في " السلسلة الصحيحة " (4/ 301) .
فإن كان هذا الحديث هو المقصود ، فليس فيه دلالة على عدم قتل المرتد ، فقد استحق عبد الله بن سعد بن أبي سرح القتل من جهتين :
الأولى : من جهة أنه ارتد عن الإسلام ، وحار إلى الكفر بعد الهداية .
والقتل لهذا السبب حق لله تعالى ، يسقط بتوبة المرتد ورجوعه إلى الإسلام .

الثانية : أنه كان يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويفتري عليه الكذب بقوله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبدل في القرآن بحسب ما يملي عليه ابن أبي سرح . كما روى ذلك ابن إسحاق في " السير والمغازي " عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم : إنما أمر بابن أبي سرح لأنه كان قد أسلم ، فكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي ، فرجع مشركا ، ولحق بمكة ، فكان يقول لهم : إني لأصرفه كيف شئت ، إنه ليأمرني أن أكتب له الشيء فأقول له : أو كذا أو كذا . فيقول : نعم . وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( عليم حليم ) فيقول له : أو أكتب : ( عزيز حكيم ) فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلاهما سواء "
نقلا عن " الصارم المسلول " (ص/111) .

وقال ابن إسحاق أيضا :
" حدثني بعض علمائنا أن ابن أبي سرح رجع إلى قريش ، فقال : والله لو أشاء لقلت كما يقول محمد ، وجئت بمثل ما يأتي به ، إنه ليقول الشيء وأصرفه إلى شيء ، فيقول : أصبت . ففيه أنزل الله تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ) فلذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله .
وعن ابن أبي نجيح قال : إنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه كان أسلم ، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي ، فارتد مشركا راجعا إلى قريش ، فقال : والله إني لأصرفه حيث أريد ، إنه ليملي علي فأقول : أو كذا أو كذا . فيقول : نعم . وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يملي عليه فيقول : ( عزيز حكيم ) أو ( حكيم حليم ) فكان يكتبها على أحد الحرفين فيقول : كل صواب
نقلا عن كتاب " الصارم المسلول " (ص/112) .
والقتل لهذا السبب حق للنبي عليه الصلاة والسلام ، يسقط بعفوه وصفحه .

فغاية ما وقع في هذه الحادثة :
أن السبب الأول سقط بتوبة عبد الله بن أبي سرح ، ورجوعه إلى الإسلام ، بل وحسُن إسلامه عقب ذلك ، والتائب من الردة لا يقام عليه الحد ، في أصح قولَيْ العلماء .
وأما السبب الثاني فقد سقط بموجب عفو النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد شفاعة عثمان بن عفان رضي الله عنه .

والدليل على توبة ابن أبي سرح أمور :
أولا :
خطاب عثمان بن عفان رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرواية بقوله : ( بايع عبد الله ) ، وعلى أي شيء تكون المبايعة إلا على الإسلام والحق والخير !!
ثانيا :
روايات أخرى صريحة بذكر التوبة ، منها ما جاء في " المغازي " (2/ 855) للواقدي قوله : " وخرج هاربا من المدينة إلى مكة مرتدا ، فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح ، فلما كان يومئذ جاء ابن أبي سرح إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وكان أخاه من الرضاعة ، فقال : يا أخي ، إني والله اخترتك فاحتبِسني هاهنا ، واذهب إلى محمد فكلِّمه في ، فإن محمدا إن رآني ضرب الذي فيه عيناي ، إن جرمي أعظم الجرم ، وقد جئت تائبا "
ثالثا :
أقوال العلماء الذين ترجموا لعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، كلهم أجمعوا على أنه أسلم في ذلك اليوم ، وحسن إسلامه بعد ذلك .
حتى روى البغوي في معجم الصحابة " بإسناده إلى يزيد بن أبي حبيب قال : لما حضرت عبد الله بن سعد بن أبي سرح الوفاة ، وهو بالرملة ،وقيل بعسقلان وكان خرج إليها فارا من الفتنة ، فجعل يقول لهم من الليل : أصبحتم ؟ فيقولون : لا . فلما كان عند الصبح قال : إني لأجد برد الصبح ، فانظروا . ثم قال : اللهم اجعل خاتمة عملي صلاة الصبح ، فتوضأ ثم صلى ، فقرأ في أول ركعة بأم القرآن والعاديات ، وفي الآخرة بأم القرآن وسورة ، فسلم عن يمينه ، وذهب يسلم عن يساره فقبض الله عز وجل روحه .

وقال ابن عبد البر رحمه الله :
" أسلم عبد الله بن سعد بن أبي السرح أيام الفتح ، فحسن إسلامه ، فلم يظهر منه شيء ينكر عليه بعد ذلك " من كتاب " الاستيعاب في معرفة الأصحاب " ص(3/ 918) .

وقال النووي رحمه الله :
" ثم أسلم ذلك اليوم عبد الله بن سعد بن أبى سرح ، وحَسن إسلامه ، ولم يظهر منه بعده ما يُنكر ، وهو أحد العقلاء والكرماء من قريش ، ثم ولاه عثمان مصر سنة خمس وعشرين ، ففتح الله على يديه إفريقية ، وكان فتحًا عظيمًا بلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف مثقالٍ ذهبًا ، وشهد معه هذا الفتح عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن الزبير ، وكان عبد الله بن سعد هذا فارس بني عامر بن لؤى ، وغزا بعدَ إفريقية الأساودَ من أرض النوبة ، سنة إحدى وثلاثين ، وغزا غزوة الصواري في البحر إلى الروم .
وحين قُتل عثمان بن عفان اعتزل عبد الله بن سعد بن أبي سرح الفتنة ، فأقام بعسقلان ، وقيل : بالرملة ، وكان دعا بأن يختم عمره بالصلاة ، فسلَّم من صلاة الصبح التسليمة الأولى ، ثم همَّ بالتسليمة الثانية عن يساره ، فتوفى سنة ست وثلاثين " من الهجرة ( من كتاب تهذيب الأسماء واللغات) " (1/ 270) .

وقد كان أحد السببين كافيا لقتل عبد الله بن أبي سرح :
فلو ارتد ولم يَفْتَرِ على النبي صلى الله عليه وسلم كان ذلك موجبا للقتل ، ولكن التوبة تدرء هذا الحدّ .
ولو سبّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وافترى عليه : كان أيضا ذلك موجبا للقتل ، ولا يسقط الحد في هذه الحالة إلا بعفو خاص من صاحب الحق عليه الصلاة والسلام . فلما عفا سقط عنه الحد ، أي حد إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم والافتراء عليه وعلى الوحي ، وليس حد رجوعه عن الإسلام إلى عبادة الأوثان ، فهذا تَكفِي لإسقاطه التوبةُ .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" عبد الله بن سعد بن أبي سرح : كان قد ارتد وافترى على النبي صلى الله عليه وسلم أنه يلقنه الوحي ، ويكتب له ما يريد ، فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه ، ونذر رجل من المسلمين ليقتلنه ، ثم حبسه عثمان أياما حتى اطمأن أهل مكة ، ثم جاء تائبا ليبايع النبي عليه الصلاة والسلام ويؤمنه ، فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا رجاء أن يقوم إليه الناذر أو غيره فيقتله ويوفي بنذره .
ففي هذا دلالة على أن المفتري على النبي صلى الله عليه وسلم ، الطاعن عليه : قد كان له أن يقتله ، وأن دمه مباح ، وإن جاء تائبا من كفره وفريته ؛ لأن قتله لو كان حراما لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ما قال ، ولا قال للرجل : هلا وفيت بنذرك بقتله .
ولا خلاف بين المسلمين علمناه أن الكافر إذا جاء تائبا مريدا للإسلام ، مظهرا لذلك ، لم يجز قتله لذلك . ولا فرق في ذلك بين الأصلي والمرتد...
بل لو جاء الكافر طالبا لأن يعرض عليه الإسلام ، ويقرأ عليه القرآن ، لوجب أمانه لذلك . قال الله تعالى : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ) ، وقال تعالى في المشركين : ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ) .
وعبد الله بن سعد إنما جاء تائبا ملتزما لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، بل جاء بعد أن أسلم .
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم بين أنه كان مريدا لقتله ، وقال للقوم : ( هلا قام بعضكم إليه ليقتله ) و ( هلا وفيت بنذرك في قتله ) ، فعلم أنه قد كان جائزا له أن يقتل من يفتري عليه ، ويؤذيه من الكفار ، وإن جاء مظهرا للإسلام والتوبة بعد القدرة عليه .
وفي ذلك دلالة ظاهرة على أن الافتراء عليه وأذاه : يُجَوِّز له قتل فاعله ، وإن أظهر الإسلام والتوبة " (من كتاب الصارم المسلول) " ص(408-409) .

وقال – أيضا - رحمه الله :
" عبد الله بن سعد بن أبي سرح لما طعن عليه ، وافترى افتراء عابه به ، بعد أن أسلم : أهدر دمه ، وامتنع عن مبايعته ، وقد تقدم تقرير الدلالة منه على أن الساب يقتل وإن أسلم ، وذكرنا أنه كان قد جاءه مسلما تائبا ، قد أسلم قبل أن يجيء إليه ، كما رويناه عن غير واحد . أو قد جاء يريد الإسلام ، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد جاء يريد الإسلام ، ثم كف عنه انتظار أن يقوم إليه رجل فيقتله .
وهذا نص في أن مثل هذا المرتد الطاعن : لا يجب قبول توبته ، بل يجوز قتله وإن جاء تائبا ، وقد قررنا هذا فيما مضى وهنا من وجوه أخرى ؛ أن الذي عصمَ دمَه : عفوُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ، لا مجردُ إسلامه ، وأن بالإسلام والتوبة : انمحى الإثمُ ، وبعفو رسول الله صلى الله عليه وسلم : احتقن الدمُ ، والعفو بطل بموته صلى الله عليه وسلم ، وليس للأمة أن يعفوا عن حقه . وامتناعه من بيعته حتى يقوم إليه بعض القوم فيقتله : نص في جواز قتله ، وإن جاء تائبا " ( من كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول " (ص/340) .

والخلاصة : أنه لم يسقط في هذا الحديث حد الردة عن الإسلام إلى الكفر ، وإنما سقط حد الافتراء على النبي عليه الصلاة والسلام ، وفرق بين الأمرين .

تابعونا



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2023, 02:54 PM   #15
افتراضي رد: 🪴 الخليفه الثاني : عمر بن الخطاب رضي الله عنه🪴

🌏سيرة الخلفاء الراشدين رضي اللّه عنهم🌏

🪴الخليفة الثالث : عثمان بن عفان رضي الله عنه🪴

الحلقة. 13


7-- في غزوة تبوك ،،عثمان بن عفان رضي الله عنه يجَهَّز جيش العُسرة

في شهر رجب من سنة تِسع قبل حَجَّة الوداع كانت غزوة تبوك، التي سميت بذلك نسبة إلى عين ماء يقال لها تبوك، وللغزوة اسم آخر معروفة ومشهورة به وهو: غزوة العُسْرة
. وسبب تسميتها بغزوة العُسرة فهو نسبةً إلى ما كان به المسلمون في وقتها، فقد افتقر المسلمون إلى ما يكفيهم من الدواب التي يركبون عليها فكان لكل عشرةٍ من الصحابة دابة واحدة يتناوبون عليها، إضافةً إلى قلّة الطعام، فلكلِّ اثنين من الصحابة تمرة واحدة يتقاسمونها، ثمّ إنّ النّاس كانوا في جَدْب وقَحط من شدّة الحرّ، الذيّ أدّى انعدام المياه

وقد ورد اسم العسرة ـ في القرآن الكريم حينما تحدث عن هذه الغزوة في سورة التوبة، قال الله تعالى: {لَقَد تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}(التوبة: 117)، وقد روى البخاري بسنده إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (أرسلني أصحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله الحُملان لهم إذ هم معه في جيش العُسْرة، وهي غزوة تبوك)، وعنون البخاري لهذه الغزوة بقوله: (باب غزوة تبوك وهي غزوة العسرة).
وهي آخِرُ غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أهمِّها، وكانت مليئة بالأحداث، فيها أخبار الموسرين الذين أنفقوا، والفقراء الذين عجزوا، وفيها أنباء المنافقين الذين فُضِحوا، وحكاية الثلاثة الذين خلفوا، فضلاً عن أخبار المسير والحصار والمشقة التي كانت فيها، والأحداث التي صاحبتها".

الحث على تجهيز الجيش:

لما كانت هذه الغزوة في زمان عُسْرَةٍ من الناس، وجدْبٍ في البلاد، حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على البذل والإنفاق فيها فقال: (من جهز جيش العسرة فله الجنة)
وقد استجاب الصحابة رضوان الله عليهم لنداء النبي صلى الله عليه وسلم، وتسابقوا كعادتهم في البذل، وضربوا أروع الأمثلة في العطاء
ومن الصحابة الذين ساهموا في تجهيز جيش العسرة :
عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-؛ تصدّق بمئتي أوقية، ولم يبقَ من أمواله شيئاً لأهله، فجاء عمر بن الخطّاب إلى رسول الله يخبره أنّ عبد الرحمن لم يُبقِ شيئاً من أمواله لأهل بيته، فدعا رسول الله عبد الرحمن وسأله إن ترك لأهله شيئاً، فأجابه: نعم، تركت أكثر وأطيب مما أنفقته، فسأله رسول الله: كم؟ فقال: ما وعد الله ورسوله من الرزق والخير.
و عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنفق مئة أوقية.
وعاصم الأنصاري -رضي الله عنه- تصدّق بتسعين وَسَقاً من التمر.
.وجاء أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بأربعةِ آلاف درهم، وفي ذلك يروي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: (جِئْتُ بنصفِ مالي، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: ما أبقيتَ لأَهْلِكَ؟، قلتُ: مثلَهُ، قالَ: وأتى أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ بِكُلِّ ما عندَهُ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: ما أبقَيتَ لأَهْلِكَ؟ قالَ: أبقَيتُ لَهُمُ اللَّهَ ورسولَهُ).
أما عثمان بن عفان فقد أنفق الكثير في هذه الغزوة
يقول ابن شهاب الزهري: «قدم عثمان لجيش العسرة في غزوة تبوك تسعمائة وأربعين بعيراً، وستين فرساً أتم بها الألف، وجاء عثمان إلى رسول الله في جيش العسرة بعشرة آلاف دينار صبها بين يديه، فجعل الرسول يقلبها بيده ويقول: «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم» و رددها مرتين»..

وذلك استجابة لنداء النبي صلى الله عليه وسلم

قال ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري: "باب مناقب عثمان بن عفان عن أبي عمرو القرشي رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم:، : (من جهز جيش العسرة فله الجنة) فجهزه عثمان".

لمَّا سارع الصحابة رضوان الله عليهم بصدقاتهم ونفقاتهم لتجهيز جيش العسرة، ورأى فقراء المسلمين ما بذل إخوانهم، اشتاقوا ـ رغم فقرهم ـ إلى أن يبذلوا وينفقوا، ولم يتعللوا ويعتذروا بفقرهم، بل شاركوا الأغنياء بما يستطيعون، حتى أن أبا عقيل رضي الله عنه جاء بنصف صاع من تمر، مشاركاً به في هذه الغزوة، وملبياً لنداء النبي صلى الله عليه وسلم في تجهيز جيش العسرة، قال ابن حجر: "عن أبي مسعود قال: لما أُمِرْنا بالصدقة (في تبوك) كنا نتحامل (يحمل بعضنا لبعض)، فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه".. حتى الذي بلغ منهم الفقر غايته ولا يملك شيئاً يتصدق به ـ وهو عُلبة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه ـ يقول: (اللهم إنه ليس عندي ما أتصدق به، اللهم إني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها من مال أو جسد أو عِرْض، ثم أصبح مع الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين المتصدق بعرضه البارحة؟ فقام عُلبة رضي الله عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبشر فوالذي نفسي بيده لقد كُتبت في الزكاة المتقبلة) رواه البيهقي وصححه الألباني، وقال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" في حديثه عن علبة بن زيد رضي الله عنه: "عُلبة بن زَيْدٍ الأنصاريّ الحارثيّ أبو مُحمد، لَهُ صُحْبَة، الْمُتَصَدِّقُ بِعِرْضه على الناس".

سارع الصحابة رضوان الله عليهم في تجهيز جيش العسرة، حتى النساء جاءت بما قدرن عليه من صدقات وحليّ، ووضعنه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، طمعاً في موعوده بقوله: (من جهز جيش العسرة فله الجنة)، وكل هذا استجابة لنداء ربهم في قوله سبحانه: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}(التوبة:41)، قال السعدي: "أي: ابذلوا جهدكم في ذلك، واستفرغوا وسعكم في المال والنفس، وفي هذا دليل على أنه - كما يجب الجهاد في النفس - يجب الجهاد في المال، حيث اقتضت الحاجة ودعت لذلك".
ومع ما فعله الصحابة ـ الأغنياء منهم والفقراء ـ من الصور العظيمة في البذل والعطاء في غزوة تبوك (العسرة)، إلا أن المنافقين كعادتهم مع المؤمنين ـ من الاستهزاء والتثبيط ـ، أخذوا يسخرون ويلمزون الصحابة في صدقاتهم ونفقاتهم، ويتضاحكون ويقولون: إن الله لغني عن صاع هذا، وما يفعل صاع تمر في قتال الروم، وفي ذلك نزل قول الله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(التوبة:79)، قال ابن كثير: "وهذا أيضا من مخازي المنافقين، فكانوا ـ قبَّحَهُم الله ـ لا يَدَعُون شيئاً من أمور الإسلام والمسلمين يرون لهم مقالاً إلا قالوا وطعنوا بغياً وعدوانا، فلما حثَّ الله ورسوله على الصدقة، بادر المسلمون إلى ذلك، وبذلوا من أموالهم كل على حسب حاله، منهم المكثر، ومنهم المقل، فيلمزون المُكْثِر منهم، بأن قصده بنفقته الرياء والسمعة، وقالوا للمقل الفقير: إن الله غني عن صدقة هذا،".

في قصة غزوة تبوك أو العُسْرة وتفاعل الصحابة رضوان الله عليهم مع نداء النبي صلى الله دلالة على حرصهم على البذل والعطاء، ومسارعتهم إلى الصدقة والإنفاق في سبيل الله، كما أن في هذه الغزوة المباركة برهان على أن الإيمان بالله تعالى يفوق كل قوة وزاد، فرغم قلة المال والسلاح، والطعام والشراب، وبُعْد المسافة وشدة الحر إلا أن الصحابة رضوان الله عليهم استطاعوا الوصول إلى تبوك، وحاصروا عدوهم المُقيم على أرضه والمدجج بالأسلحة، وقد انتهت هذه الغزوة بانتصار المسلمين، بلا صدام أو قتال، لأن جيش الروم تشتت وتبدد في البلاد خوفاً من مواجهة المسلمين، مما كان له الأثر الكبير في حدوث تغيرات عسكرية في المنطقة، والتمهيد لفتح الشام، وإسقاط هيبة الدولة العظمى (الروم) في ذلك الوقت.

تابعونا



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2023, 02:54 PM   #16
افتراضي رد: 🪴 الخليفه الثاني : عمر بن الخطاب رضي الله عنه🪴

🌏سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم🌏

🪴 الخليفة الثالث : عثمان بن عفان رضي الله عنه🪴

الحلقة 14

عثمان بن عفان الرجل الغني المبشر بالجنة

كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يعمل في التجارة وكان من أكبر تجار المسلمين وكانت تجارته في المواد الغذائية من بر وقمح وشعير وزبيب وإقط وتمر وغيرها فكان يشتري ويبيع فنمت تجارته ، فكان تاجراً في البر وفي البحر (التجارة البرية والتجارة البحرية).

وقد اشتهر عثمان رضي الله عنه، بأنه كان من أغنى أغنياء المسلمين في صدر الرسالة المحمدية، إذ قُدرت ثروته بنحو 30 مليون درهم، و150 ألف دينار ، و1000 بعير، و25 ألف رأس ماشية ، وصدقات بـ200 ألف دينار، غير الأصول من بيوت ومزارع وغيرها،

أعطاه الله تجارة واسعة وأموال طائلة ،أستخدم هذه الأموال في سبيل الله وابتغاء مرضاته ،فصار رضي الله عنه سباقا لكل خير ،فكان ينفق ولا يخشى الفقر ،وهمه الأكبر هو أرضاء الله عز وجل ولا شيء سواه ،كانت تجارته في تزايد مستمر ، وكان الله عز وجل يبارك له في أرباحها بسب ماكان يتعامل به مع الناس من الصدق والأمانة في البيع والشراء ، ولما كان ينفقه من أموال في سبيل الله .

وبالتأكيد كثير من الناس يتمنى لو يصل إلى ما وصل إليه سيدنا عثمان رضي الله عنه، والحقيقة أنه لو استمع أي تاجر لنصيحة ،عثمان وسار على دربه لصار بالفعل مليونيرًا في أسرع وقت.. إذ أن عثمان رضي الله عنه حينما سُئل عن سر غناه قال: ((كنت أعالج، وأنمي، ولا أزدري ربحا، ولا أشتري شيخا، وأجعل الرأس رأسين))
فما معنى هذا الكلام؟،

.. إذ يفسر العلماء،كلام عثمان هذا بأن معنى: (كنت أعالج)، أي أنه كان يستمر في تجارته حتى مع الإخفاقات ، ذلك أن المصائب في التجارة واردة ، فإن جاءت مصيبة (يعالج ويستمر) ، ولا ينقطع عن العمل على المشروع الذي بين يديه، حتى يكتب الله له النجاح والمكسب، وأنه يقف على تجارته بنفسه ويعالج المشكلات التي تواجه تجارته ولايعتمد على من يعملون معه في هذا الأمر ،لانهم مهما كانوا عماله جيدين لن يكونوا بمستوى حرصه على ماله ،وهي فرصه للتاجر أيضا حتى يعرف أذواق زبائنه ويستطيع تقديم الأفضل لهم

وقوله (أنمي)،ويقصد أعادة الأستثمار أي أنه عندما يحصل على الربح ، يستهلك القليل ويستثمر الباقي،وهكذا حتى تزيد تجارته

وقوله (لا أزدري ربحا)، والمعنى أنه حتى لو كان السوق ضعيفًا والشراء ضعيف، فإنه يحرص على تدوير البضاعة وتصريفها ، حتى لو بربح قليل ، لأن تدويرها أنفع من تكدسها انتظارًا للربح الأعلى.

وقوله (لا أشتري شيخا)، أي أنه لا يستثمر في أي بضاعة انتهى وقتها ، وانتهى رواجها من السوق كما أنه لم يكن يستثمر في شيئ قديم متهالك ( شبهه بالشيخ ) .. لأنه لا مستقبل له ؛ بل يركز على الأشياء التي لها مستقبل طويل المدىٰ،والناس يرغبون لها دائما

وقوله (وأجعل الرأس رأسين)، أي أنه عندما يستثمر في بضاعة ما، بدلا أن يشتري شيئًا واحدًا بثمن كبير ، فإنه يشتري شيئين بثمن معتدل ، لينوع المخاطر ، حتى آذا خسر في الشيء الأول ،يمكن أن يكسب في الشيء الثاني.

يقدم عثمان بن عفان رضي الله عنه نصائح ذهبية عاليه جدا لكل تاجر يريد أن يسير على دربه ، وهي فرصة لا تعوض لمن يريد الغنى الحقيقي ،والتوفيق من الله تعالى .

تابعونا



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
🪴 بردُ الطمأنينة 🪴 الرهيب المواضيع الاسلامية 0 03-03-2023 10:29 PM
_كل الكهوف مظلمه الا كهف مصحفنا فإنه نور بين الجمعتين💚🪴.'_* الرهيب المواضيع الاسلامية 0 01-20-2023 11:49 AM
🪴• تشجيع الأطفال على النجاح الرهيب العلوم الطبيعية 0 09-18-2022 10:02 AM
"🪴كلمة صادِقة كفيلة بإنهاء الخلاف الرهيب المواضيع العامة 0 07-18-2022 02:01 PM
في عهد الخليفه : عمر بن الخطاب الغريق الشعر الفصيح 2 02-06-2013 10:39 AM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 09:45 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75