التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
تهنئة …للإستاذ الدكتور " محمد حامد البحيري" بمناسبة تعيينه وكيلاً للشؤون الإدارية في جامعة الملك خالد
بقلم : علي بن قحمان القرني
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ❖ فضفضة حافظ ..💜☁️ (آخر رد :الرهيب)       :: تهنئة …للإستاذ الدكتور " محمد حامد البحيري" بمناسبة تعيينه وكيلاً للشؤون الإدارية في جامعة الملك خالد (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: ✍ خواطر جميله (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: اجرى الأستاذ " محمد احمد محمد بركات الـ سعيد " عملية جراحية بمستشفى الباحة (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: تهنئة تخرج " إياد مبارك احمد جمعان " من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تخصص ( طب طوارئ) (آخر رد :علي بن قحمان القرني)       :: حكم ذهبية مميزة لن تمل من قراءتها* (آخر رد :الرهيب)       :: كن مع الله يكن معك (آخر رد :الرهيب)       :: 【لا تكـن إمَّعـة】 (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " مهدي بن بلغيث ال سعيد القرني" والصلاة عليه عصر اليوم في مسجد العباس بالطائف (آخر رد :الرهيب)       :: دورة اصحاب السبت الاشتراك بها مجانا (آخر رد :الرهيب)      



قصص الانبياء و سيرة الصحابة والتابعين قسم يختص بسير الانبياء والصحابة والتابعين والرجال العلماء على مدى التاريخ الاسلامي

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏لا تقلق و ربك الله، ولا تحزن وأمرك بِيد الله، ولا تيأس والأمل كله في الله."    

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 07-22-2023, 11:31 AM   #17
افتراضي رد: 🌍 *سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم* 🌏

🌏سيرة الخلفاء الراشدين رضي اللّه عنهم🌏

🪴 الخليفة الأول : أبو بكر الصديق رضي الله عنه🪴

الحلقة. 17

الهجرة ( الجزء الرابع )

لم تجد قريش محمداً في البيت ، فجن جنونها
وصرخ فرعون هذه الأمة أبو جهل ، واستنجد بقريش، فأخذت تبحث عنه في كل أرجاء مكة
وأخذوا يستخدمون الناس الذين يعرفون الأثر ( خبراء آثار الأقدام )
وينتهي الأثر عند جبل ثور
اندهشوا لماذا جبل ثور ؟؟
المهاجر من مكة للمدينة ، يجب أن يسلك جهة الشمال لأن المدينة تقع شمال مكة، هذا طريق المدينة
ولكن جبل ثور يقع غرب مكة ، ويبعد مشياً على الأقدام ساعة ونصف
لما اتبعوا الأثر ووصلوا إلى جبل ثور ، وانتهى الأثر استغربت قريش ووقفت مذهولة وحارت ساعة من الزمن
قالوا : من أراد من أهل مكة الذهاب ليثرب ، يسلك طريق الغرب
(وكان هذا تمويهاً من رسول الله .. ومع ذلك فالأثر أخذهم إلى هناك ، فهم لا يكذبون أنفسهم فقد كانوا يعرفون الأثر على الرمال جيدا
انتهى الأثر هناك ..
قالوا لخبير الأثر .: أين اتجه ؟
قال : ليس إلا إلى الجبل ، لم يأخذ يميناً ولا شمالاً
فالأثر من دار محمد إلى دار أبي بكر أثر واحد
ومن دار أبي بكر إلى هنا أثر رجلين اثنين
فاشتعل أبو جهل من الغضب
واتجه إلى دار أبي بكر لأن بيت أبي بكر أسهل من أن يصعدوا الجبل
وقرع الباب بشدة
تقول أسماء بنت أبي بكر : ففتحت له وإذا أبو جهل يقف بالباب مغضباً
قال : يا بنت أبي بكر، أين ذهب أبوك
قلت : والله لا أدري
فلم يملك نفسه من شدة الغضب
قالت : فرفع يده وكان سفيهاً ولطمني على وجهي حتى سقط قرطي )
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم بقي مع أبي بكر ثلاثة ايام في الغار
وأسماء بنت الصديق رضي الله عنها وأرضاها عندما علمت بمكانهما كانت هي التي كانت تحمل لهم الطعام كل يوم
قبل أن يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجراً للمدينة من غار ثور
جهّزت الماء والغذاء لرسول الله وأبي بكر
فلم تجد ما تربط به الوعاءين
فقامت بشقّ نطاقها إلى نصفين ( النطاق هو قطعة قماش على شكل حزام ، كانت عندما تلبس المرأة الثوب في قريش ، كان ثوب المرأة فضفاضاً ، نسميه روب ، فتربطه بقطعة قماش على خصرها ، كي تعرف أن تمشي لأنه إذا نزل على الأرض تتعثر بمشيها)
فقامت بشقّ نطاقها إلى نصفين
حتى تضع الغذاء ، وتربط بالآخر قربة الماء
وذهبت إلى غار ثور بلا نطاق
فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم ، تسير بلا نطاق وتتعثر
بشرها النبي صلى الله عليه وسلم وقال : (يا اسماء والذي نفسي بيده ، لقد أبدلك الله نطاقين في الجنة )
وهذه بشارة لأسماء بالجنة رضي الله عنها

رجعت قريش وقررت صعود جبل ثور

وقال : أبو جهل اصعدوا الجبل،
وصعود الجبل مهمة صعبة
فأخذوا يصعدون الجبل بسيوفهم وعصيهم،
وكانوا جمعاً كبيراً من قريش وعلى رأسهم
أبو جهل وأمية بن خلف
صعدوا في النهار و الشمس ساطعة ، وكان الجو حاراً
حتى وقفوا بباب الغار
صعدوا بغضب وجنون، وقد أعلنوا جائزة لمن يرد محمداً
( ١٠٠ من حمر النعم)(مائة ناقه)
والشباب وصلوا لباب الغار
والنبى صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الغار ..
وصلت قريش إلى باب الغار حتى كان أبو بكر يسمع كلامهم يقول أبو بكر للنبي : بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا
فقال له صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما
وينزل الله هذا الحدث في القرآن الكريم
{{ إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجنودٍ لَّمْ تَرَوْهَا }}

لأن قريشاً وصلت لباب الغار ، ولأن الصديق يوقن بأنهم لو نظروا وتمعنوا داخل الغار لرأوهم
ولكن ابا بكر لا يدري ماذا حدث خارج الغار؟

رسول الله وأبو بكر دخلوا في الليل إلى الغار، وماذا حدث في الليل،

فقد أرسل الله تعالى جنداً من جنوده، أرسل عنكبوتاً ينسج بيتاً على فتحة الغار
يقول تعالى {{ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ }}
نسجت العنكبوت على باب الغار بيتها، وامتلأ بالغبار والشوائب فوراً
هكذا أَمَر الله
أمر عنكبوتاً كبيراً أن يأتي وينسج بيته ،ويمتلأ نسيجه بالغبار والشوائب
لكي يظنوا أن النسيج قديم (قصة العنكبوت حسنها ابن كثير وابن حجر وضعفها آخرون كالألبانى - والامر في المغازى فيه سعة)
فسمع أبو بكر حديث المشركين
يقولون لبعضهم البعض : وصلنا ،لماذا لا نفتش الغار وندخل فيه لنرى ؟
الغار ليس كبيراً، بالكاد يتسع لثلاثة أو أربعة أشخاص ولكن مدخله ضيق
قال بعض شبابهم : ندخل الغار ونفتشه ؟؟
فقال أبو جهل : تريدوا أن تدخلوا الغار !!
قالوا : نعم .. و لم صعدنا إذاً ؟ !!
قال لهم أبو جهل: ألا تروا ما بباب الغار، إن عليه نسيج عنكبوت من قبل أن يولد محمد يعني انه قديم جدا
أحذركم أن تدخلوا إلى الغار، ولا تقتربوا منه فيكون فيه ما يؤذيكم
ارجعوا وابحثوا في غير هذا المكان
{{فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها }}
أنزل سكينته عليه، كان مطمئناً [ليس خائفاً، يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ٠
وأيده بجنود لم تروها أنتم
لأنكم رأيتم العنكبوت حشرة ، وما عندكم علم أنها جند من جنود الله
وحارب الله بها عقلكم وتفكيركم
وأبعدكم الله عن نبيه ، بأضعف المخلوقات هو العنكبوت هذا المخلوق الضعيف
وقيل الجنود هم الملائكة الذين شتتوا انتباه قريش عن النبي صلى الله عليه وسلم وجعلوهم لايرونه هو وصاحبه في الغار



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-24-2023, 10:21 PM   #18
افتراضي رد: 🌍 *سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم* 🌏

🌎سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم 🌎

🪴الخليفة الأول: أبو بكر الصديق رضي الله عنه 🪴

الحلقة 19

الهجرة (الجزء السادس)

مضى صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر في الهجرة ، حتى إذا كان في القديد
كانت هنالك خيمة لامرأة خزاعية ، يصفها أصحاب الحديث مشهورة بكنيتها أم معبد .. واسمها عاتكة
يقول أصحاب الحديث في وصفها :

كانت أم معبد امرأة برزة جلدة (معنى برزة أي تبرز للناس في الطريق ، وتستقبل الرجال لأنها امرأة عفيفة شريفة مسنة ، جلدة أي قوية لا يستطيع أحد أن يدوس طرفها )
تختبئ بفناء خيمتها
( أي تجلس في ساحة خيمتها، والاختباء هو أن تضع قطعة قماش على ظهرها وكتفها وتجمع عليه رجليها ، هذا اسمه اختباء ، أي تلف نفسها في بطانية )
وكانت تطعم وتسقي ، وتستضيف المسافرين وهي لا تعرفهم .. امرأة معروفة

وكان أبو بكر صاحب القوافل والتجارة يعرفها
فقال أبو بكر : بأبي وأمي يا رسول الله
هناك خيمة أم معبد ، لعلنا نجد عندها شيئاً نشتريه
فاتجهوا إلى خيمتها
فسلم عليها النبي صلى الله عليه وسلم
وقال : يا أم معبد هل عندك من طعام أو تمر نشتريه ؟ فقالت : والله لو كان عندنا شيء ما أعوزناكم ( أي للشراء ) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أم معبد هل عندك من لبن ؟
قالت : لا والله
فنظر إلى طرف الخيمة فوجد شاة
قال : ما هذه الشاة يا أم معبد ؟
قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم (يعني ضعيفة لا تستطيع أن تمشي و لا تقدر أن تلحق الأغنام لترعى معهم )
قال : هل بها من لبن ؟
قالت : هي أجهد من ذلك
قال : أتأذنين لي في حلبها ؟
قالت: والله ما ضربها من فحل قط
( أي لم تحمل ولم تلد حتى تحلب في يوم من الأيام)
قال : أتأذنين لي أن أحلبها يا أم معبد ؟
قالت : فشأنك إن رأيت منها حلباً فاحلبها
فدعا النبي بالشاة ( أي قال قربوها فقربها أبو بكر )
يقول أبو بكر :فمسح صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة ظهرها وساقيها
وسمى الله
وقال : اللهم بارك لنا في شاتنا ، فاجترت
( أي أصبحت تحرك فمها كأنها تأكل العشب )
فاجترت وتفاجت
( ومعنى تفاجت أى باعدت بين رجليها لامتلاء ضرعها باللبن) فمسحه صلى الله عليه وسلم وغسله بشيء من ماء
ثم قال : إليّ يا أم معبد بوعاء
قال فأحضرت له وعاء يربض الرهط
( أي وعاء كبيرا يتسع حليباً حتى يشبع الرهط فلا يستطيعون أن يقوموا، والرهط عدد ١٠ وما فوق من الرجال، يعني هذا الوعاء يكفي ليشرب منه عشرة رجال وأكثر )
أحضرت له وعاء يربض الرهط فرفع ساقها صلى الله عليه وسلم كي يحلبها
فحلب فيها ( ثجاً حتى علتهُ الثّمالة )

( الثج أي ينزل الحليب بقوة ويضرب الوعاء بصوت، فكان الحليب ينزل بقوة ، وله رغوة بيضاء علته الثمالة أي تعلوه الرغوة البيضاء التي تدل على دسم الحليب )
حتى ملئ الوعاء، فسقى أم معبد
فقالت : اشربوا أنتم
قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : لا اشربي أنت أولاً
فشربت حتى رويت
ثم سقى أبا بكر الصديق والدليل وابن فهيرة حتى شربوا جميعاً فأخذ الوعاء وشرب ، صلى الله عليه وسلم
وقال ( ساقي القوم آخرهم شرباً )
ثم عاد إلى العنزة وحلبها مرة ثانية
عللاً بعد نهل
( أي زيادة، لا أحد يحتاج إلى شرب )
ثم ترك الوعاء عندها، وارتحل
فجلست أم معبد تقلب يديها ، تكلم نفسها
وتقول : أتحلب الحائل ؟!
والله إنه لأمر عجيب ، أتحلب الحائل ؟!!
( معها حق ،يعني عنزة حائل لا حاملة ولا ولدانه، وعمرها لم يقرب منها فحل ولا ولدت يعني عنز بكر .. كيف تحلب ؟ أتحلب الحائل أي رجل هذا ؟
تقول أم معبد : فجاء أبو معبد زوجها يسوق أعنُزاً عِجافاً يتساوكنّ هِزالاً ، مُخهنّ قليل
( يعني هزيلات ضعاف، لا يوجد مخ في عظامهم
يعني رأس الغنمة يذهب لجهة وجسمها يذهب لجهة
دايخة من الجوع

(( وصف أم معبد ، لرسول الله صلى الله عليه وسلم ))
_____________________
فلما رأى أبو معبد اللبن في البيت
قال : من أين هذا اللبن يا أم معبد وليس لكم في البيت حالب ولا حلوب ؟ !!!
قالت : أما والله لقد مر بنا رجل مبارك، ها هو قد حلب الحائل
انظر إلى الشاة، فنظر إلى الشاة فإذا ضرعها ما زال ممتلئاً بعد كل هذا الحلب
وقف أبو معبد مصدوماً
قال : يا أم معبد، حلب الحائل ؟!
صِفيه لي يا أم معبد.( أعطني أوصافه )
لم يصف الرسولَ صلى الله عليه وسلم أحدٌ كما وصفته هي،
تريد أن تصف لزوجها هذا الرجل المبارك ، ولنبق مع أم معبد كأنها جالسة معنا ، وهي تصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

قالت : رأيت رجلاً
ظاهر الوضاءة .. أبلج الوجه .. حسن الخلق .. لم تعبه نِحلة ولم تزره صعلة .. وسيم .. قسيم .. في عينيه دعج وفي أشفاره وطف .. وفي صوته صهل .. وفي عنقه سطع
كأن عنقه إبريق فضة
.. وفي لحيته كثاثة .. أزج .. إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء .. أجمل الناس وأبهاها من بعيد وأحسنه وأجمله من قريب .. حلو المنطق .. فصلا .. لا نزر ولا هذر .. كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن .. ربعة .. لا تشنوه من طول .. ولا تقتحمه عين من قصر .. غصن بين غصنين .. فهو أنضر الثلاثة منظراً .. وأحسنهم قدراً .. له رفقاء يحفون به .. إن قال سمعوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره .. محفود .. محشود .. لا عابس ولا مفند
صلى الله عليه وسلم
نشرح وصف أم معبد
رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة
( رأيت رجلاً حسن الثياب والنظافة )
أبلج الوجه
(وجهه مشرق ، له بهجة، عندما تنظر إليه تراه مشرق الوجه )
حسن الخلق لم تعبه نحلة
( من النحول ، يعني ليس نحيلاً ، وليس له كرش يعيبه ، معتدل الجسم صلى الله عليه وسلم )
ولم تُزرِه صعلة
( رأسه ليس فيه أي عيب، ليس بالصغير ولا الضخم )
وسيم قسيم
(حسن الوجه جميل مضيء .. قسيم يعني رجل مقسم الوجه يعني جميل كله، فكل موضع من جسمه أخذ قسماً من الجمال )
في عينيه دعج
( عيونه صلى الله عليه وسلم فيهم شدة سواد سواد العين وشدة بياض بياضها )
وفي أشفاره وطف
( الرموش طويلة وثقيلة ، رموش عيونه صلى الله عليه وسلم طويلة، ولها وطف يعني من طولها لها انعطاف في أطرافها )
في صوته صهل
( البحة يعني صوته ليس حاداً ، صوته فيه قوة وصلابة فيه البحة الرجولية )
وفي عنقه سطع كأن عنقه إبريق فضة
(رقبته فيها ارتفاع وطول، ساطعة بيضاء منيرة ما عليها سواد أو شوائب أو سواد بسبب الاتساخ ، كأن عنقه من الفضة من شدة نقائه وصفائه )
وفي لحيته كثاثة
(لحيته ليست طويلة ولا قصيرة ولكنها كثيفة )
أزج
( أي حاجباه غزيرا الشعر، طال طرفاهما، رقيقان مع تقوس بديع فيهما )

إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء
(إذا سكت سكوته له وقار .. وإن تكلم سماه وعلاه البهاء )

أجمل الناس وأبهاها من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب
( يعني عندما تراه من بعيد تراه جميلاً وحسناً وكلما اقترب منك يزداد جمالاً )
حلو المنطق فصلاً لا هذر ولا نزر(يعني لا يحكي بسرعة وتدخل كلماته ببعضها ، بل كلامه مفصل بين الكلمة والكلمة ، وهو قليل الكلام .. يعني كلامه قليل هذا لا يعني أنه لا يعرف أن يتكلم يحكي وهو أيضاً لا يكثر الكلام )
كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن
( فصيح اللسان متزن بكلامه )
ربعة
( يعني ليس بطويل زيادة ولا قصير )
لا تشنوه من طول ولا تقتحمه عين من قصر
(يعني الذي يراه لا يستصغره بعينه لطول زائد أو قصر زائد )
كأنه غصن شجرة بين غصنين
(شبهت النبي صلى الله عليه وسلم بغصن جميل بين غصنين قصدها أبو بكر وعامر بن فهيرة، أجمل واحد بين الثلاثة وأكثرهم قدراً )
له رفقاء يحفون به .. إن قال سمعوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره
( يعني تسابقوا لطاعته )
محشود
(يعني عندما يتكلم يقفون أمامه ويتأهبون لأمره )
محفود
( يعني أصحابه يخدمونه بكل حب وإخلاص )
لا عابس ولا مفند
( يعني حواجبه غير معقودة وليس عليها كشرة )
صلى الله عليه وسلم
قال البيهقي في الدلائل وغيره من أهل السند
كثرت غنم أم معبد ،حتى أحضرت بعضاً منها إلى المدينة فمر أبو بكر رضي الله عنه فرآها
فعرفه ابنها لأم معبد قال : يا أمي هذا الرجل الذي كان مع حالب الحائل [[ هكذا أصبح اسمه عندهم حالب الحائل]] فقامت إليه
قالت: يا عبدالله مَن الرجل الذي كان معك ؟
قال لها : ألا تعلمين ؟
قالت : لا إلا أنه حلب الحائل
فقال لها : هذا رسول الله محمد بن عبدالله
قالت : أدخلني عليه فداه أبي وأمي
قال : فأدخلتها
فاستقبلها صلى الله عليه وسلم أحسن استقبال
وأطعمها صلى الله عليه وسلم وأكرمها وأعطاها
فأعلنت إسلامها رضي الله عنها وأرضاها

تقول أم معبد : بقيت الشاة عندنا نحلبها في الصباح والمساء فوالله الذي لا إله إلا هو، ما في أرض الله شيء يأكل ولا شاة تحلب ( يعني في الصيف والشتاء، على مدار السنة، يحلبونها في الصباح والمساء )

......... يتبع إن شاء الله تعالى...........



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-26-2023, 05:31 AM   #19
افتراضي رد: 🌍 *سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم* 🌏

🌍 سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم 🌍

🪴 الخليفة الأول: أبو بكر الصديق رضي الله عنه🪴

الحلقة 20

الهجرة ( الجزء السابع)

وصل صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق عند قدومهم المدينة إلى بئر اسمه
( بئر عذق )
هذا البئر على أطراف المدينة، يقع في مزرعة المستظل ، يبعد عنها حوالي ( ١٠كم)
استراح صلى الله عليه وسلم في ذلك المكان، وشرب من ماء البئر فكان أول ماء يشربه في المدينة من ذلك البئر
صلى الله عليه وسلم
فلما جلس يستريح،
قدر الله عزو جل
أن يمر رجال من تجار قريش كانوا قادمين من الشام راجعين إلى مكة
والقادم من الشام يمر أولاً بالمدينة ، ثم يكمل مسيره لمكة،
والنبي صلى الله عليه وسلم قادم من مكة إلى المدينة ، فالتجار من قريش مرّوا بالمدينة وخرجوا منها
فاستراحوا عند أول ماء بعد المدينة،
وكان ذلك مع وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى (بئر عذق )
فالتقوا هناك
وكان مع هؤلاء الرجال
الصحابي الجليل ( الزبير بن العوام رضي الله عنه )
وكان مسلماً وخارجاً في تجارة لقريش
فلما التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلم أنه مهاجر نشر بضاعته،
وأخرج ما فيها من ثياب،
وكسا النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر الصديق ثياباً بيضاء جديدة،
حتى يدخلا بها المدينة
واستأذن النبيَ أن يتم تجارته إلى مكة، ثم يعود مهاجراً إلى المدينة،
فكانت كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستقبله أصحابه وهو بثياب حسنة ، فاغتسل صلى الله عليه وسلم عند ذلك الماء، ولبس الثياب البيضاء الجديدة.
وأما أهل المدينة فقد بلغهم خروج النبي صلى الله عليه وسلم،
وأنه في طريقه إليهم،
وقدروا مسافة الطريق
قالوا : سبعة أيام إلى ثمانية.
وبلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من مكة لهلال ربيع الأول،
وما كان في حسابهم ذهابه إلى الغار ثلاثة أيام في لياليها ، ولم يكن في حسابهم أنه سلك طريقاً لا تسلكه القوافل،
فلما حسبوا الأيام بسبعة أو ثمانية،
يقول أصحابه والحديث مشهور :
عندما توقعنا وصوله صلى الله عليه وسلم كنا نخرج كل يوم بعد صلاة الفجر إلى طرق المدينة،
ونرقب وصول رسول الله حتى تغلبنا الشمس على الظلال (أي تصبح حرارة الشمس عالية ولا يوجد شيء يستظلون به ..أي يضربهم حر الشمس )
فندخل بيوتنا ( لا يعرفون سبب تأخر وصوله )
وهكذا كل يوم ، مضت أربعة أو خمسة أيام ، وهم على هذه الحال
وفي ذات يوم ( أي الذي وصل فيه النبي صلى الله عليه وسلم )
وفي ذات يوم خرجنا كعادتنا حتى غلبتنا الشمس فدخلنا بيوتنا،
فما أن دخلنا بيوتنا حتى سمعنا صارخاً يصرخ، (وهو يهودي كان على سطح حصن لهم)
واليهود عندهم علم كما يعلم أهل المدينة أنهم يترقبون وصول النبي صلى الله عليه وسلم)
قال: وإذا بصارخ يصرخ يا بني قيلة : هذا جدكم الذي تنتظرون قد أقبل (الجد يعني الحظ)
هذا حظكم قد أقبل
يقول الصحابة: فأخذنا سلاحنا نستقبل النبي صلى الله عليه وسلم (يعني من باب الاعتزاز وقوة الترحيب بالنبي)
خرج بعض الرجال من الأوس والخزرج ، لاستقبال الرسول صلى الله عليه وسلم،
لم يدخل المدينة بعد
قالوا : أخذنا سلاحنا، وأخذنا نبصر الطريق، وإذا به صلى الله عليه وسلم مع صحبه الثلاث يخفيهم السراب مرة ويظهرهم مرة أخرى مبيضين مقبلين
( ما معنى مبيضين : المسافر في العادة لا تكون ثيابه نظيفة إما أن تكون اتسخت بحكم السفر أو عليها غبار على الأقل .. قالوا: وإذا بهم مبيضين أي بثياب بيضاء نقية )
يقول أصحابه رضي الله عنهم:
أكثرنا لا يعرف النبي صلى الله عليه وسلم،
لا يعرفه منا إلا من بايعه في مكة، وقد دخلت يثرب كلها في الإسلام، ونحن لا نعرف النبي ولم يسبق لنا أن رأيناه، وكان هو وأبو بكر في سن واحدة متقاربة (النبي صلى الله عليه وسلم يتقدم على أبا بكر فى العمر سنتين وأربعة أشهر )
فلما اقتربوا وقف النبي صلى الله عليه وسلم، وأراد أن يستقبلهم، فجلس تحت ظل شجرة
يقول أصحابه: فأقبلنا فرأينا رجلين مبيضين قريبين فى العمر من بعضهم البعض، ومعهم خادم ودليل يدلهم على الطريق
قالوا: فأيقنّا أن هذا هو النبي وهذا صاحبه .. ولكن أيهما النبي لا ندري، فقام إلينا رجل منهم يستقبلنا، فظننا أنه رسول الله، فأخذنا نحييه، وما عرفنا أنه أبو بكر إلا عندما رجع إلى النبي وهو جالس لا يتكلم صلى الله عليه وسلم
فأخذ أبو بكر يظلل النبي بثوبه حتى لا تضربه الشمس،
قالوا فعرفنا أنه رسول الله
فسلموا على رسول الله واستقبلوه
ثم مضى بهم صلى الله عليه وسلم ذات اليمين حتى وصلوا إلى بساتين قباء
( لم يدخل المدينة المنورة ، مباشرة )
وكانت قباء في ذلك الوقت قرية منفصلة عن المدينة المنورة،
تبعد عن المدينة حوالي ( ٥ كم )
لماذا لم يدخل المدينة المنورة مباشرة
واتجه نحو قباء
كأن النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن أهل المدينة في الدخول على مدينتهم، خاصة أن أهل المدينة لم يكن كلهم مسلمون، بل كان هناك مشركون وكان هناك يهود
ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم بدخوله المدينة ستكون هناك مرحلة جديدة من تاريخهم
وستتغير حياتهم
فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يترك لهم فرصة لمراجعة أنفسهم ، وحتى يتأكدوا أنهم قادرون على تحمل تبعات هذه المرحلة الجديدة،
وهي مرحلة في غاية الصعوبة ، لأنهم سيقفون أمام قريش ، وهي من أقوى القبائل العربية..
وصل صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى بساتين قباء
فنزل على بني ( عمرو بن عوف ) وهم سكان قباء
وكان شيخهم وزعيمهم
( كلثوم بن الهدم ) وكان مازال مشركاً، ولكنه استقبل النبي معهم.
فلما نزل صلى الله عليه وسلم في قباء ، اختار أن يكون ضيفاً على شيخهم كلثوم بن الهدم مع أنه مشرك،
وعرضوا عليه أن ينزل على غيره فرفض إلا أن ينزل على شيخ القوم، فنزل عنده ضيفاً
وكان في النهار يجلس صلى الله عليه وسلم في مكان يجتمع فيه بأصحابه
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم
أن يبنى مسجد، وعمل فيه بيده، وهو المعروف الآن بمسجد قباء ، قال تعالى :
( لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ )
وهو مسجد قباء

وصل صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر إلى قباء يوم الاثنين
( ١٢ ربيع الأول ) وهذا التاريخ هو نفسه يوم مولده
فكان في هذا اليوم قد أتم من عمره الكريم ( ٥٣ عاما ) فأقام في قباء بقيّة يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس
هذه الأيام الثلاثة لم يشغلها صلى الله عليه وسلم إلا بالعمل ببناء المسجد حتى أسس مسجد قباء .. في اليوم الرابع صباح يوم ( الجمعة )
وخرج ليكمل سفره إلى المدينة المنورة ({تبعد قباء عن المسجد النبوي ٥ كم تقريباً )
خرج صباح يوم الجمعة ليصل المدينة المنورة ، وأرسل إلى أهل المدينة من يخبرهم بقدومه فخرج إليه في الطريق رجال من بني النجار عددهم {{ ٥٠٠ }} رجل حاملين سلاحهم، وهم أخوال جده عبد المطلب
فأحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم
وقالوا : يا رسول الله نحن أهل العدد والحلقة ( أي نحن أصحاب العدد الكثير وأصحاب السلاح )
ادخل مدينتك آمناً مطمئناً مطاعاً،
فمشى الناس من حوله ، يحفونه بين ماشٍ وراكب، لا يحصي عددهم أحد
فلما كان بين قباء والمدينة
حضر وقت الظهر ، ولم يكن صلى قبل هذه الجمعة صلاة جمعة بأصحابه ، لم تفرض صلاة الجمعة بعد
فلم تشرع صلاة الجمعة قبل هذا اليوم ، صار وقت صلاة الظهر فنزل وصلى بهم الجمعة وعلمهم الجمعة بالطريق
[[ والآن موجود مسجد بين قباء والمسجد النبوي اسمه مسجد الجمعة، هناك صلى رسول الله أول جمعة بأصحابه]] نزل في ذلك المكان صلى الله عليه وسلم
فقام يخطبهم فاتكأ على رحل ناقته القصواء
وخطب بهم صل الله عليه و سلم
فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله
ثم قال : أما بعد أيها الناس قدموا لأنفسكم تعلمون،
والله لا يعصين أحدكم،
ثم يدعن غنمه ليس لها راع،
ثم ليقولن له ربه ليس له ترجمان ، ولا حاجب يحجبه دونه ألم يأتك رسولي فبلغك، وآتيتك مالاً وأفضت عليك، فما قدمت لنفسك ؟ فينظر يميناً وشمالاً فلا يرى شيئاً
ثم ينظر قُدامه
فلا يرى إلا جهنم ، فمن استطاع أن يقي وجهه النار ولو بشق تمرة فليفعل (نصف تمرة )
ومن لم يجد فبكلمة طيبة، فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه كانت خطبته صلى الله عليه وسلم في أول جمعة يخطبها في أصحابه رضي الله عنهم أجمعين

ثم توجه إلى المدينة، وكل أهل المدينة من شباب ورجال ونساء وأطفال وشيوخ ينتظرون قدومه صلى الله عليه وسلم وهم فى اشيتاق لرؤيته صلى الله عليه وسلم ..

......... يتبع إن شاء الله تعالى........



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-29-2023, 06:34 AM   #20
افتراضي رد: 🌍 *سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم* 🌏

🌏 سيرة الحلفاء الراشدين رضي الله عنهم 🌏

🪴 الخليفة الأول: أبو بكر الصديق رضي الله عنه🪴

الحلقة 22

شهد ابو بكر الصديق مع النبي ﷺ كل الغزوات وهذه قائمه بأسماء الغزوات والسرايا والتي شارك فيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه:

غزوة بدر سنة (2هـ):
غزوة أحد سنة (3هـ):
غزوة بني النضير سنة (4هـ).
غزوة بني المصطلق سنة (5هـ).
غزوة الخندق سنة (5هـ).
غزوة بني قريظة سنة (5هـ).
صلح الحديبية سنة (6هـ).
غزوة خيبر سنة (7هـ).
عمرة القضاء سنة(7هـ).
فتح مكة سنة (8هـ).
غزوة حنين سنة (8هـ).
غزوة تبوك سنة (8هـ): وكان يحمل لواء الرسول ﷺ.

السرايا التي كان قادها الصديق رضى الله عنه
سرية نجد: وكان الأمير على المسلمين فيها.
غزوة بني فزارة: وكان الأمير على المسلمين فيها.
سرية ذات السلاسل سنة (8هـ).
أرسله النبي ﷺ أميراً على الحج سنة (9هـ).
شهد حجة الوداع مع النبي ﷺ سنة (10هـ).

ولايتسع المجال لشرح كل الغزوات ،وسوف نأخذ بعض الغزوات بأختصار :

🌴في غزوة بدر:

في غزوة بدر سنة (2هـ): كانت له فيها مواقف عظيمة، شارك ابنه عبد الرحمن في صف المشركين، فلما أسلم قال لأبيه: (لقد أهدفت لي (أي ظهرت أمامي) يوم بدر، فملت عنك ولم أقتلك)، فقال له أبو بكر: (لو أهدفت لي لم أمِل عنك) أى ما تركتك حتى أقاتلك .
وعن علي رضي الله عنه أنه قال : أيها الناس ! أخبروني من أشجع الناس؟ قالوا : أنت يا أمير المؤمنين ! قال : أما إني ما بارازت أحدًا إلا انتصفت منه، ولكن أخبروني بأشجع الناس. قالوا : لا نعلم، فمن ؟ قال : أبو بكر رضي الله عنه إنه لما كان يوم بدر جعلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشًا , فقلنا : من يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يهوي إليه أحد من المشركين ؟ فوالله ! ما دنا منه أحد إلا أبو بكر شاهرًا بالسيف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يهوي إليه أحد إلا أهوى إليه؛ فهذا أشجع الناس .

🌴في غزوة أحد:

* قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - وثبت أبو بكر - رضي الله عنه - ثبوت الجبال يوم أحد حول رسول الله صلى الله عليه وسلم يدافع عنه .
.ففي غزوة أحد والتي حدثت في السنة (3هـ): لما شاع أن الرسولَ ﷺ قد قُتل، شقَّ أبو بكر الصفوف، وكان أولَ من وصل إلى الرسول ﷺ. وفي غزوة تبوك ساعة العسرة كانت راية المسلمين بيد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ويوم حنين أعجب المسلمون بكثرتهم فلم تغنهم شيئًا، وولوا مدبرين بعد أن كمن لهم أعداء الله في شعاب الوادي، وكان أول من ثبت حول رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وأرضاه ( كتاب زاد المعاد ) .

🌴في غزوة خيبر،

ضرب رسول الله حصارًا على خيبر واستعد لقتالهم، فكان أول قائد يرسله إلى بعض حصون خيبر هو أبو بكر فقاتل ثم رجع ، ولم يكن فتح ، وقد جَهِد ، ثم بعث عمر فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح، ثم قال: «لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله»، فكان علي بن أبي طالب، وأشار بعض أصحاب النبي بقطع النخيل حتى يثخن في اليهود ورضي النبي بذلك، فأسرع المسلمون في قطعه، فذهب الصديق إلى النبي وأشار عليه بعدم قطع النخيل لما في ذلك من الخسارة للمسلمين سواء، فتحت خيبر عنوة أو صلحاً، فقبل النبي مشورة الصديق، ونادى بالمسلمين بالكف عن قطع النخيل فرفعوا أيديهم.

🌴في سرية ذات السلاسل:

قال رافع بن عمرو الطائي: بعث رسول الله عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل، وبعث معه في ذلك الجيش أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- وسَرَاة أصحابه، فانطلقوا حتى نزلوا جبل طَيّ، فقال عمرو: انظروا إلى رجل دليل بالطريق، فقالوا: ما نعلمه إلا رافع بن عمرو، فإنه كان ربيلا في الجاهلية، قال رافع: فلما قضينا غزاتنا وانتهيت إلى المكان الذي كنا خرجنا منه، توسمت أبا بكر، وكانت له عباءة فدكية (من بلدة تسمى فدك)، فإذا ركب خَلَّها عليه بخلال (لبسها فوق كتفيه)، وإذا نزل بسطها (جعلها فراشا تحته)، فأتيته فقلت: يا صاحب الخلال، إني توسمتك من بين أصحابك، فائتني بشيء إذا حفظته كنت مثلكم ولا تطول عليَّ فأنسى،
قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وتقيم الصلوات الخمس، وتؤتي زكاة مالك إن كان لك مال، وتحج البيت، وتصوم رمضان: هل حفظت؟ قلت: نعم، قال: وأخرى، لا يؤمَّرنَّ على اثنين، قلت: وهل تكون الإمرة إلا فيكم أهل المدر؟

فقال: يوشك أن تفشو حتى تبلغك ومن هو دونك، إن الله -عز وجل- لما بعث نبيه دخل الناس في الإسلام، فمنهم من دخل لله فهداه الله، ومنهم من أكرهه السيف، فكلهم عُوَّاذ الله وجيران الله وخَفَارةُ الله، إن الرجل إذا كان أميرًا فتظالم الناس بينهم فلم يأخذ لبعضهم من بعض انتقم الله منه، إن الرجل منكم لتؤخذ شاة جاره فيظل ناتئ عضلته غضباً لجاره، والله من وراء جاره.

ففي هذه النصيحة دروس وعبر لأبناء المسلمين يقدمها الصحابي الجليل أبو بكر الصديق الذي تربى على الإسلام وعلى يد رسول الله ، من أهمها:

1- ألمحافظة على العبادات: الصلاة لأنها عماد الدين، والزكاة والصوم والحج.

2- عدم طلب الإمارة «ولا تكونن أميرًا» تماماً كما أوصى رسول الله أبا ذر الغفاري: «وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها». ولذلك فإن أبا بكر الفاهم الواعي لكلام حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم جاء في رواية: وأنه من يك أميرًا فإنه أطول الناس حساباً، وأغلظهم عذاباً، ومن لا يكن أميرًا فإنه من أيسر الناس حسابًا، وأهونهم عذاباً، فهذا فهم الصديق لمقام الإمارة.

3-إن الله حرم الظلم على نفسه، ونهى عباده أن يتظالموا -أن يظلم بعضهم بعضاً- لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، كما نهى عن ظلم المؤمنين: «من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب». وهم جيران الله، وهم عواذ الله، والله أحق أن يغضب لجيرانه.

4- على عهد الصدر الأول كان أمراء الأمة خيارها، وجاء وقت فُشُوّ أمرها «الإمارة» وكثرت حتى نالها من ليس لها بأهل. إن هذه الإمارة ليسيرة، وقد أوشكت أن تفشو حتى ينالها من ليس لها بأهل.

5-وفي غزوة ذات السلاسل ظهر موقف متميز للصديق في احترام الأمراء، مما يثبت أن أبا بكر كان صاحب نفس تنطوي على قوة هائلة، وقدرة متميزة في بناء الرجال، وتقديرهم واحترامهم، فعن عبد الله بن بريدة قال: بعث رسول الله عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل وفيهم أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا يوقدوا نارا، فغضب عمر وهمَّ أن يأتيه، فنهاه أبو بكر، وأخبره أن الرسول لم يستعمله عليك إلا لعلمه بالحرب، فهدأ عنه عمر .
وقد كانت العلة فى عدم إيقاد النار كي لا يعلم العدو بمجيئهم .

......... يتبع إن شاء الله تعالى...........



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-29-2023, 06:36 AM   #21
افتراضي رد: 🌍 *سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم* 🌏

🌏 سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم🌏

🪴 الخليفة الأول: أبو بكر الصديق رضي الله عنه🪴


الحلقة. 21

الهجرة ( الجزء الثامن والأخير)

عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، ولا أحد يستطيع أن يصف ذلك الاستقبال الكبير والحب الذي لقي به أهل المدينة من الأنصار هذا الضيف الكريم
الذي وفد إليهم بأمر الله ، وأكرمهم الله سبحانه وتعالى به فكانوا أنصار الدعوة ، ولقبوا بالأنصار
الكل كان فى اشتياق كبير لرسول الله صلى الله عليه وسلم
( المهاجرون والأنصار )
يستقبلون رسول الله صلى الله عليه وسلم
عند دخوله المدينة بعد عناء( ١٣ عاماً في مكة )
كم تحمل صلى الله عليه وسلم في مكة ، والحصار ، والطائف ، وأذى قريش ، واستهزاءهم ، حتى صار اسمه ساحر مكة ، كم أوذي صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى الله

نتصور أنفسنا مكان المهاجرين بعد عناء (١٣ عاماً ) وهم ينتظرون هذه اللحظة
نتصور أنفسنا مكان الأنصار (أهل المدينة
لم يروا رسول الله في حياتهم ،)
الرجال ، والشباب ، والنساء ، والفتيات ، والأولاد ، والكبار في شوق لهذا النبي الكريم
سمعوا عن طفولته ، عن غار حراء ، عن دار الأرقم ، سمعوا عن رحلته بالإسراء والمعراج ، عرفوا أنه أحب الخلق إلى الله
تصوروا أنه الآن قادم إلينا نحن
ونريد أن نستقبله ونراه، كيف سيكون حالنا في الطرقات والشوارع ؟ !!!!
تخيلوا شوق أطفالكم ، عندما يسمعون أن رسول الله قادم اليوم ونريد أن نستقبله ؟
ستعرفون كيف استقبل أهل المدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم
وكانت المدينة {{ ١٣ محلة
(أي ما نسميه في أيامنا (بالحي يعني ١٣ حياً ) كل حي في المدينة فيه عشيرة من الأنصار،
كلهم خرجوا وضجت طرقات المدينة كلها بالناس، رجالاً وشباباً وأطفالاً وشيوخاً وأسياداً، كلهم خرجوا من بيوتهم مشتاقين لرؤية وجهه صلى الله عليه وسلم
ولقد تهيأت المدينة لهذا اللقاء قبل قدومه صلى الله عليه وسلم،
لم يبق بيت من بيوت أهل المدينة من رجال ونساء ، إلا وفيه من قد أسلم ، ولكنهم لم يروه
فلما سمعوا أنه خرج من قباء ، متجهاً إليهم
عاشت المدينة أفراحها العظيمة
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبوابها ،يوشك أن يدخلها
خرجت المدينة برجالها ، ونسائها ، وولدانها ، وجواريها لاستقبال النبي صلى الله عليه وسلم
هم يتلهفون للنظر إليه
وأحاط به أخواله من بني النجار، ورجال آخرون من المهاجرين والأنصار بناقته القصواء
وبأيديهم سيوفهم تحميه من كل من تسول له نفسه أن يصيبه بأذى
وأبو بكر خلفه على الناقة
خرجت المدينة كلها عن بكرة أبيها
فلما أطل عليهم
ورأوه من بعيد صاح الغلمان ، والأطفال والخدم
صاحوا بأعلى صوتهم
الله أكبر .. الله أكبر
جاء رسول الله
الله أكبر
هذا محمد رسول الله قد أطل علينا
الله أكبر هذا محمد رسول الله
حتى أن العوائق فوق البيوت يتراءينه يقلن أين هو
العجائز يجلسن على سطح الدار ، ينتظرن رسول الله يسألن أين هو أين هو ؟؟
فلما أقبل صلى الله عليه وسلم وأطلّ عليهم
يقول أنس رضي الله عنه عن المدينة ( أضاء منها كل شيء ) من نور وجهه صلى الله عليه وسلم
يقول البراء (ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء كفرحهم برسول الله )
وضجّت المدينة كلها ، وأخذ النساء والصبيان ينشدون أبيات شعر
طلع البدر علينا .. من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا .. ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا .. جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة .. مرحباً يا خير داع
وقيل أن هذا النشيد كان بعد عودته عليه الصلاة والسلام من غزوة تبوك
والرسول صلى الله عليه وسلم على ناقته بين تلك الحشود والصحابة ( ٥٠٠ رجل )حوله يحيطون به إحاطة السوار بالمعصم
حاملين سلاحهم تعظيماً وإجلالاً
( لحبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم )
والناس من حوله
وقد قدّم أهل المدينة صبيانهم وبناتهم ، وجعلوهم في مقدمة المستقبلين
فلفت نظر النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى بنات صغيرات فرحات وهن يردّدن هذه الأهازيج
فرحات بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم
وبدأ السرور في وجهه وهو يرى هذه القلوب المؤمنة والوجوه المشرقة المستبشرة تستقبله حتى كأن وجهه القمر
أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يمشي بين الجموع
وكانت عشائر الأوس والخزرج
تقف على أبواب البيوت على جانبي الطريق
تنتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتستقبله فرحة مستبشرة
وكان رئيس كل عشيرة، ورب كل بيت يطمع أن يقبل ضيافته
فجاء رجال العشائر إليه
يأخذون زمام الناقة
ويقولون : يا رسول الله انزل فينا نحن أهل الحلقة ، نحن أهل العز
وكلهم يريدون أن يكون النبي ضيفهم ، والرسول صلى الله عليه وسلم
يقول لهم : دعوها فإنها مرسلة ، خلّوا سبيلها فإنها مأمورة ويرخي زمام الناقة لا يمسكه ، دعوها إنها مأمورة ( أي أن الله يأمرها أين تبرك ،حيث يريد هو ، أن يكون منزلي لا أنا الذي أختار )
وسبب ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم
يعلم الحساسية التي بين الأوس والخزرج
فمن مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم
ومن أجل تأليف قلوبهم
(فلو اختار عائلة أو قبيلة على قبيلة وبينهم حروب ودماء لكانوا قالوا اختار الرسول هذه القبيلة علينا، ويبقى في نفوسهم شيء)
ولكن من يعترض على اختيار الله للناقة
ترك زمامها ولم يأخذ به أبداً ،فمازال على ظهرها صلى الله عليه وسلم وقد أردف معه على الناقة أبا بكر من قباء إلى المدينة
ليعلم الناس كلهم مكانة( أبي بكر رضي الله عنه ) عند رسول الله، من أجل ذلك أردفه معه على ناقته القصواء
وما زال على ظهرها حتى تجاوزت هذه الطريق كلها،
فما زالت تمشي حتى أتت إلى موقع مسجده المعروف الآن،
كيف كان موضع الأرض قبل بناء المسجد
كان مربداً لتمر لغلامين يتيمين من بني النجار (مربد التمر هي الأرض السهلة، عندما يقطف التمر عن الشجر يوضع فى هذه الأرض لغرض التجفيف، حتى لا يكون التمر رطباً، لهذا يسمى عند العرب مربداً، يربد التمر فيه أي يجفف)
مربد للتمر وإلى جانبه أرض فيها مقبرة قديمة
وحول الأرض قليل من البيوت (لأن هذا المكان مربد للتمر وبجانبه مقبرة فليس حوله بيوت كثيرة )
وإذا بالناقة تمشي إلى هذا الموقع ، ثم وقفت ونظرت برأسها يميناً وشمالاً
ثم بركت في موقع منبره الموجود في مسجده الآن
يقول الصحابة رضي الله عنهم
اتخذ صلى الله عليه وسلم منبره على( مبرك الناقة )
بركت في موضع منبره
وبقي النبي جالساً على ظهرها ، وكأنه أو هيئته كأنه يوحى إليه
فبقي جالساً ينتظر
ثم قامت الناقة فطافت جولة ، وهي حدود المسجد الذي بناه الرسول والصحابة
(وكأنها ترسم لهم مخطط المسجد )
ثم رجعت إلى موقعها الأول فبركت فيه
فلما بركت هذه المرة
يقول الصحابة : فتحلحلت ( أي هزت جسدها وتمكنت من الجلسة )
فتحلحلت ثم أرزمت ( أي أخرجت صوتها )
ثم مدت عنقها إلى الأرض وأرزمت واستراحت ولم تعد تتحرك
فعلم النبي أن المنزل ها هنا
فقال : ها هنا المنزل إن شاء الله
(وعجب الصحابة ها هنا، المنزل أرض صحراء جانبها مقبرة، أين سينزل الرسول )
ثم وقف وقال : أي دور أهلنا أقرب إلى هذا المكان؟؟!
قال أبو أيوب الأنصاري أنا يا رسول الله
فهذا الباب الذي أمامك هو باب داري
فقال له صلى الله عليه وسلم : احمل متاعنا إليه
فنزل صلى الله عليه وسلم في دار أبي أيوب
فقال له بعض الناس: تنزل عندنا يا رسول الله ،فإن بيوتنا أوسع
قال لهم : المرء مع رحله
فجاء أسعد بن زرارة أحد النقباء الاثني عشر وسيد الأنصار في ذلك الوقت
قال : يا رسول الله فاز بها أبو أيوب ، فهل تأذن لي أن تكون ناقتك في ضيافتي
(سبحان الله ما أجمل أخلاقهم ومعرفتهم بقدر رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أنت ستنزل في دار أبي أيوب وأنا أستأذنك أن أستضيف الناقة عندي لأقوم برعايتها وخدمتها) فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم
وقال له: لك ذلك، فأخذ ناقته القصواء ، وجعلها ضيفاً في داره يخدمها، وإذا احتاج النبي إليها يحضرها له
( أسعد بن زرارة سيد قومه ، ويعتبره شرفاً بين قومه، أن ناقة النبي في داره )
فنزل النبي في دار أبي أيوب
وتصوروا معي هذا المشهد
دار أبي أيوب تتكون من غرفتين عبارة عن طابقين
فأراد أبو أيوب أن ينزل النبي في الطابق الثاني
فرفض النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن ينزل في الطابق الأسفل
وقال له : لك بيتك ، فهذا أسهل وأرفق علينا ، وعلى من يأتينا ضيفاً من الناس
فنزل النبي في الطابق الأسفل
وكان أبو أيوب كل يوم يلح على الرسول
يقول : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، نخاف من مشينا أن يتساقط عليك شيء من تراب، أو في الليل أن نتحرك فنزعجك اصعد للطابق الثاني
فيقول له النبي : لا ، لك بيتك يا أبا أيوب
حتى جاءت ليلة باردة فانكسر الحب من يد زوجته (أي جرة الماء الفخارة)
فأسرع أبو أيوب وزوجته يجففون الماء في البطانية التي يتغطون بها عند نومهم
فأخذوا يجففون الماء بسرعة ، لأن
السقف عبارة عن قصب وعليه طين، فلو شرب السقف الماء لنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم
فجففوا الماء بالغطاء
وناموا تلك الليلة بلا غطاء يرجفان من البرد
وسبحان من أخبر نبيه عن حال أبي أيوب تلك الليلة
فلما كان الصباح
قال : كيف كانت ليلتكم يا أبا أيوب
فقال له : وقع من أمرنا كذا وكذا
فقال له صلى الله عليه وسلم : نصعد نحن إلى الأعلى
وتنزلون أنتم إلى الأسفل
لأنه وجد بها مشقة عليهم
وهو صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله (بالمؤمنين رؤوف رحيم )
يقول أبو أيوب: كنا نرسل للنبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة عشاءه، فإذا رد علينا القصعة [[يعني الصحن الذي أكل منه ]]
تلمسنا مواضع أصابعه فنأكل من مكانها تبركاً
قال أبو أيوب : وفي يوم من الأيام رد علينا القصعة، وإذا ليس لأصابعه فيها أثر ( أي لم يأكل من الصحن ولا لقمة ) يقول أبو أيوب : ففزعت وقلت للنبي بأبي وأمي رددت إلينا قصعتك وليس ليدك أثر
( فإنا كنا نلتمس أثر أصابعك أنا وزوجتي فنأكل منه تبركاً )
لِمَ لم تأكل عشاءك يا رسول الله ؟؟
فقال له صلى الله عليه وسلم: أحسب أن فيها من هذه الشجرة ( كانوا قد وضعوا له الثوم في الطعام )
وأنا رجل أناجي ( أي أناجي الله عزوجل )
أما أنتم فكلوا منها
يقول أبو أيوب : فلم نعد نضع له الثوم في طعامه صلى الله عليه وسلم
كم يوم أمضى النبي في دار أبي أيوب في حديث البخاري {{سبعة أشهر حتى تم بناء المسجد وحجرات أزواجه صلى الله عليه وسلم

......... يتبع إن شاء الله تعالى...........



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-2023, 09:35 PM   #22
افتراضي رد: 🌍 *سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم* 🌏

🌍سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم🌍

🪴 الخليفة الأول : أبو بكر الصديق رضي الله عنه🪴


الحلقة 24

اشتهر الصحابة - رضي الله عنهم - بالورع والزهد، وتحري الحلال في المطعم والملبس والمأكل
ومن أخبار أبي بكر الصديق في ذلك ما روته ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان لـ أبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوماً بشيء، فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: تدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته ، فلقيني فأعطاني بذلك هذا الذي أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه) رواه البخاري

وفي رواية أنه لم يستطع إخراج تلك اللقمة فقال له من حوله: إنها لا تخرج إلا بالماء، فشرب فخرجت، فقيل له: رحمك الله، كلٌّ هذا من أجل هذه اللقمة، فقال: لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها، سمعت رسول الله يقول: \"كل جسم نبت من حرام فالنار أولى به \".

فهذا مثال على ورع أبي بكر - رضي الله عنه - حيث كان يتحرى الحلال في مطعمه ومشربه، ويجتنب الشبهات، وهذه الخصلة تدل على بلوغه درجات عُليا في التقوى، ولا يخفى أهمية طيب المطعم والمشرب والملبس في الدين، وعلاقة ذلك بإجابة الدعاء، كما في الحديث الذي يرويه أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذكر رجلا يطيل السفر أشعث اغبر يمدٌّ يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِىَ بالحرام، فَأَنَّى يستجاب لذلك) رواه مسلم ٠

ومن ذلك ما أخرجه الإمام أحمد من حديث عبد الله بن أبي مليكة قال قالت عائشة - رضي الله عنها -: لما حُضِر أبي - رحمه الله -(أى على فراش موته) دعاني فقال: يابُنَيَّة إني كنت أعطيتك تمر خيبر ولم تكوني أخذتيها وإني أحب أن ترديها علي، قالت: فبكيت، ثم قلت: غفر الله لك يا أَبتي والله لو كانت خيبر ذهبا جميعا لرددتها عليك، فقال: هي على كتاب الله - عز وجل -، يابُنَيَّة إني كنت أتجَر قريش وأكثرهم مالا، فلما شَغَلَتنِىَ الإمارة رأيت أن أصيب من المال بقدر ما شغلني، يابُنيَّة هذه العباءة القطوانية وحِلابٌ وعبدٌ، فإذا مت فأسرعي به إلى ابن الخطاب، يابُنيَّة ثيابي هذه فكفنوني بها، قالت: فبكيت وقلت: يا أبتي نحن [في غِنًى] من ذلك، فقال: غفر الله لك وهل ذلك إلا للمَهَل ؟ وفي رواية أنه قال: الحيٌّ أولى بالجديد من الميت.

قالت: فلما مات بعثت بذلك إلى ابن الخطاب فقال: يرحم الله أباك لقد أحب أن لا يترك لقائل مقالا

فهذا مثل آخر من ورع أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، فقد أراد أن يخرج من الدنيا وهو نَقِيُّ خالص من الكدر أو ما يشبهه، وقد كان يأخذ من بيت مال المسلمين ما يكفيه للحد الضروري من المعيشة مقابل تفرغه لأمور المسلمين وترك التجارة، فلما حضرته الوفاة رأى أن ذمته لا تبرأ إلا بردِّ ما كان عنده من ذلك وإن كان يسيرا وهذا أروع مثال منه - رضي الله عنه - في براءة الذمة.

ومن ذلك ما أخرجه الإمام أحمد من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أخدم النبي – صلى الله عليه وسلم... وذكر حديثًا ثم قال: إن رسول الله، أعطاني بعد ذلك أرضا وأعطى أبا بكر أرضًا وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة، فقلت أنا: هي في حدِّي، وقال أبو بكر، هي في حدي، فكان بيني وبين أبي بكر كلام، فقال أبو بكر كلمة كرهها وندم فقال لي: يا ربيعة رد عليها مثلها حتى تكون قصاصا، قال: قلت: لا أفعل، فقال أبو بكر، لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله (، فقلت: ما أنا بفاعل، قال: ورفض الأرض وانطلق أبو بكر - رضي الله عنه - إلى النبي – صلى الله عليه وسلم-، وانطلقت أتلوه، فجاء ناس من أسلم فقالوا لي: رحم الله أبا بكر، في أي شيء يستعدي عليك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو قال لك ما قال، فقلت: أتدرون من هذا؟ هذا أبو بكر الصديق، هذا ثاني اثنين، وهذا ذو شيبة المسلمين، إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب، فيأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-فيغضب لغضبه فيغضب الله - عز وجل - لغضبهما فيهلك ربيعة، قالوا: ما تأمرنا؟ قال: ارجعوا، قال: فانطلق أبو بكر - رضي الله عنه - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فتبعته وحدي حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم-فحدثه الحديث كما كان، فرفع إلي رأسه فقال: ياربيعة مالك وللصديق؟ ! قلت: يا رسول الله كان كذا كان كذا، قال لي كلمة كرهها فقال: قل لي كما قلت حتى يكون قصاصا فأبيت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : أجل فلا ترد عليه، ولكن قل: غفر الله لك يا أبا بكر، فقلت: غفر الله لك يا أبا بكر.
فهذا يدل على ورع أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وخشيته من الله - تعالى -، فحينما قال في ساعة غضب الكلمة لربيعة بن كعب - رضي الله عنه - ندم على ذلك، وخشى أن يحاسب عليها يوم القيامة، فأهمه ذلك الأمر وطلب من ربيعة أن يرد عليه بمثلها ليطهر صحيفته منها، فلما أبي اشتكاه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-ليضمن النجاة من مغبة تلك الكلمة، وهذا أمر عجيب فإنَّ أبا بكر قد نسى أرضه ونسي قضية الخلاف، وشغل باله أمر تلك الكلمة لأن حقوق العباد لابد فيها من عفو صاحب الحق.

وقد استنكر قوم ربيعة أن يذهب أبو بكر يشتكي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-وهو الذي قال ما قال، ولم يعلموا ما علمه أبو بكر من لزوم إنهاء قضايا الخصومات، وإزالة ما قد يعلق في القلوب من الموجدة في الدنيا قبل أن يكتب ذلك في الصحف ويترتب عليه الحساب يوم القيامة.

وعلى الرغم مما ظهر من رضي ربيعة وتوجيه النبي - صلى الله عليه وسلم-إلى عدم الرد على أبي بكر فإن أبا بكر قد بكى من خشية الله - تعالى -، وهذا دليل على قوة إيمانه ورسوخ يقينه.

وأخيرًا موقف يذكر لربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه -، حيث قام بإحلال أبي بكر - رضي الله عنه -، وأبى أن يرد عليه بالمثل، وهذا من تقدير أهل الفضل والتقدم والمعرفة بحقهم، وهو دليل على قوة الدين ورجاحة العقل.

وقال الحسن البصري :ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بويع أبي بكر وهو يبكي
ومن ذلك ما أخرجه محمد بن سعد من حديث عائشة وعبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - وغيرهم أنهم قالوا: بويع أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يوم قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من هجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وكان منزله بالسٌّنح عند زوجته حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير من بني الحارث بن الخزرج، وكان قد حجَّر عليه حجرة من شعر فما زاد على ذلك حتى تحول إلى منزله بالمدينة، فأقام هناك بالسنح بعدما بويع له ستة أشهر يغدو على رجليه إلى المدينة، وربما ركب على فرس له، وعليه إزار ورداء ممشق، فيوافي المدينة فيصلي الصلوات بالناس، فإذا صلى العشاء رجع إلى أهله بالسنح، فكان إذا حضر صلى بالناس، وإذا لم يحضر صلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.

قالوا: وكان يقيم يوم الجمعة في صدر النهار بالسنح يصبغ رأسه ولحيته، ثم يروح لقدر الجمعة فيجمع بالناس، وكان رجلا تاجرا، فكان يغدو كل يوم السوق فيبيع ويبتاع، وكانت له قطعة غنم تروح عليه، وربما خرج هو نفسه فيها، وربما كُفِيها فرُعيت له، وكان يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع له بالخلافة قالت جارية من الحي: الآن لا تُحلب لنا منائح دارنا، فسمعها أبو بكر فقال: بلى لأحلبنها لكم، وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه، فكان يحلب لهم فربما قال للجارية من الحي: ياجارية أتحبين أن أرغى لك أو أصرح ؟ قالت: أرغ، قالت: صرح، فأي ذلك قالت فعل.

قالوا: فمكث كذلك بالسنح ستة أشهر، ثم نزل إلى المدينة فأقام بها، ونظر في أمره فقال: لا والله ما يُصلح أمر الناس التجارة، وما يصلح لهم إلا التفرغ والنظر في شأنهم، وما بُدُّ لعيالي مما يصلحهم، فترك التجارة واستنفق من مال المسلمين ما يصلحه ويصلح عياله يوما بيوم، ويحج ويعتمر، وكان الذي فرضوا له كل سنة ستة آلاف درهم ،، فلما حضرته الوفاة قال: ردوا ما عندنا من مال المسلمين، فإني لا أصيب من هذا المال شيئا، وإنَّ أرضي التي بمكان كذا وكذا للمسلمين بما أصبت من أموالهم، فدُفِع ذلك إلى عمر - رضي الله عنه - ولَقُوح (اى ناقة حامل) وعبد صَيقل (اى عبد يصنع السيوف ويصقلها اى يسنها)وقطيفة (قطعة من القماش)ما تساوي خمسة دراهم، فقال عمر: لقد أتعب من بعده

ففي هذا الخبر بيان شيء من أخلاق أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وزهده وورعه، فمن ذلك أنه كان يحلب لأهل حيِّه أغنامهم، وهذا تواضع كبير من رجل كبير. ..

كبير في سنه، وكبير في منزلته وجاهه، حيث كان خليفة المسلمين، وكان حريصا على أن لا تغير الخلافة شيئا من معاملته للناس وإن كان ذلك سيأخذ عليه وقتا هو بحاجة إليه، كما أن هذا العمل يدلنا على مقدار تقدير الصحابة - رضي الله عنهم - لأعمال البر والإحسان وخدمة المسلمين وإعانتهم وإن كلَّفتهم الجهد والوقت.

ومن ذلك أنه اكتفى بذلك المبلغ البسيط الذي كان يأخذه من بيت المال مقابل تفرغه للولاية، وهذا مثل على زهده في الحياة الدنيا واكتفائه منها بما يبلغه للحياة الآخرة.

ومن ذلك تورعه عما بقي عنده من المال العام حينما حضرته الوفاة، وهو مبلغ زهيد لا يلفت النظر، ولكن لدقة إحساسه تنبَّه له، وكذلك ما قام به من الوصية بتعويض بيت مال المسلمين بأرضه المذكورة مقابل ما أنفق على نفسه وعياله منه، وهكذا رغب في أن يكون عمله في الولاية تطوعا تعففا منه وورعًا - رضي الله عنه -، ولقد أثنى عليه عمر - رضي الله عنه - ببيان أن العمل الذي قام به لا يستطيع أحد أن يقوم به إلا بصعوبة بالغة.
............ يتبع إن شاء الله تعالى..............



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-2023, 09:35 PM   #23
افتراضي رد: 🌍 *سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم* 🌏

🌏سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم 🌏


🪴الخليفة الأول: أبو بكر الصديق رضي الله عنه🪴

الحلقة 25

ماذا قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم :

كانت لحظات سماع خبر موت النبي صلى الله عليه وسلم من أصعب اللحظات التي مرت على أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فهو صاحبه في الجاهلية وفي الإسلام وذلك طيلة 40 عاما وفي اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم أقبل أبو بكر على فرس من مسكنه بالسنح(والسنح هي منطقة بالمدينة تبعد عن المسجد النبوي 2 كم) حتى نزل ،فلم يكلم أحدا ، فدخل المسجد ثم دخل على عائشة٠٠٠

ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في كتاب البداية و النهاية قال :

عن (أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها )قالت : ثم جاء أبو بكر فرفعت الحجاب فنظر إليه فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه من قبل رأسه فحَدَرَ فاهُ فقبل جبهته (أى أن ابا بكر نزل بفمه فقبل جبهة النبى صلى الله عليه وسلم)ثم قال وانبياه ثم رفع رأسه وحَدَرَ فاهُ وقبل جبهته ثم قال واصفياه ثم رفع رأسه وحَدَرَ فاهُ وقبل جبهته وقال واخليلاه مات رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وخرج إلى المسجد وعمر يخطب الناس ويتكلم ويقول إن رسول الله لا يموت حتى يُفني الله المنافقين
وكان كان اعتقادا من عمر رضي الله عنه

فتكلم أبو بكر: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله يقول * (إنك ميت وإنهم ميتون، )
ثم تلا قوله تعالى (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين )

ثم قال(:من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ،ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت)

فقال عمر: أو إنها في كتاب الله ؟ ما شعرت أنها في كتاب الله.
ثم قال عمر: يا أيها الناس هذا أبو بكر وهو ذو شيبة المسلمين فبايِعوه فبايَعوه.

وفي رواية أخرى لابن كثير يقول أيضا :
وأقبل أبو بكر رضي الله عنه من السنح على دابته حتى نزل بباب المسجد، وأقبل مكروبا حزينا فاستأذن في بيت ابنته عائشة، فأذنت له فدخل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي على الفراش والنسوة حوله، فخمرن وجوههن، واستترن من أبي بكر إلا ما كان من عائشة، فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجثى عليه يقبله ويبكي ويقول: ليس ما يقوله ابن الخطاب شيئا، توفي رسول الله والذي نفسي بيده رحمة الله عليك يا رسول الله ما أطيبك حيا وميتا، ثم غشاه بالثوب ثم خرج سريعا إلى المسجد يتخطى رقاب الناس حتى أتى المنبر، وجلس عمر حين رأى أبا بكر مقبلا إليه وقام أبو بكر إلى جانب المنبر، ونادى الناس فجلسوا وأنصتوا فتشهد أبو بكر .ثم قال: إن الله عز وجل نعى نبيه إلى نفسه وهو حي بين أظهركم ونعاكم إلى أنفسكم وهو الموت حتى لا يبقى منكم أحد إلا الله عز وجل.
قال تعالى * (وما محمد إلا رسول الله قد خلت من قبله الرسل) * الآية

فقال عمر: هذه الآية في القرآن ؟ والله ما علمت أن هذه الآية نزلت قبل اليوم .

قال أبو بكر رضى الله عنه وقد قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: * (إنك ميت وإنهم ميتون) * [ الزمر: 30 ] وقال الله تعالى: * (كل شئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون) * [ الرحمن: 26 - 27 ] وقال تعالى: * (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) * [ القصص: 88 ]
وقال: * (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) * [ آل عمران: 144 ]
ثم قال: إن الله عَمَّرَ محمدا صلى الله عليه وسلم وأبقاه حتى أقام دين الله، وأظهر أمر الله وبلغ رسالة الله، وجاهد في سبيل الله، ثم توفاه الله على ذلك، وقد ترككم على الطريقة فلن يهلك هالك إلا من بعد البينة والشفاء فمن كان اللهُ ربَّه فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمدا وينزله إلها فقد هَلَكَ إلهُهُ.

فاتقوا الله أيها الناس، واعتصموا بدينكم وتوكلوا على ربكم، فإن دين الله قائم، وإن كلمة الله تامة، وإن الله ناصر من نصره ومعز دينه، وإن كتاب الله بين أظهرنا وهو النور والشفاء.
وبه هدى الله محمدا صلى الله عليه وسلم.
وفيه حلال الله وحرامه، والله لا نبالي من أجلب علينا من خلق الله، إن سيوف الله لمسلولة، ما وضعناها بعد ولنجاهدن من خالفنا كما جاهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يبغين أحد إلا على نفسه.)
______________________
وسبحان الله الذي ثبت أبا بكر في هذا الموقف ولم يحدث له انهيار مثل بقية الصحابة رضى الله عنهم .

............ يتبع إن شاء الله تعالى............



الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-2023, 05:26 AM   #24
افتراضي رد: 🌍 *سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم* 🌏

🌏سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم🌏


🪴الخليفة الأول : أبو بكر الصديق رضي الله عنه🪴

الحلقة 26


🌴مبايعة أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه للخلافة 🌴

بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اشتغل الناس بأمر بيعة أبي بكر الصديق في سقيفة بني ساعدة ، ثم في المسجد البيعة العامة وذلك في يوم الاثنين وصبيحة يوم الثلاثاء

وقال محمد بن إسحاق : حدثني الزهري ، حدثني أنس بن مالك قال : لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد ، جلس أبو بكر على المنبر ، فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أيها الناس ، إني قد قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت مما وجدتها في كتاب الله ، ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكني قد كنت أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا - يقول : يكون آخرنا - وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له ، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم ; صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين إذ هما في الغار ، فقوموا فبايعوه . فبايع الناس أبا بكر البيعة العامة بعد بيعة السقيفة ، ثم تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، أيها الناس ، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني ، الصدق أمانة ، والكذب خيانة ، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرد عليه حقه ، إن شاء الله ، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه ، إن شاء الله ، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء ، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فإذا عصيت الله ورسوله ، فلا طاعة لي عليكم ، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله . وهذا إسناد صحيح .

وقد اتفق الصحابة ، رضي الله عنهم ، على بيعة الصديق في ذلك الوقت ، حتى علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ، رضي الله عنهما وأرضاهما ، والدليل على ذلك ما رواه البيهقي

عن أبي سعيد الخدري قال : قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واجتمع الناس في دار سعد بن عبادة ، وفيهم أبو بكر وعمر قال : فقام خطيب الأنصار فقال : أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين ، وخليفته من المهاجرين ، ونحن كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنحن أنصار خليفته ، كما كنا أنصاره . قال : فقام عمر بن الخطاب فقال : صدق قائلكم ، ولو قلتم غير هذا لم نتابعكم . فأخذ بيد أبي بكر ، وقال : هذا صاحبكم فبايعوه . فبايعه عمر ، وبايعه المهاجرون والأنصار
فصعد أبو بكر ثم خطب فى الناس ، وقال : والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة ، ولا سألتها الله في سر ولا علانية . فقبل المهاجرون مقالته ، وقال علي والزبير : ما غضبنا إلا لأننا أخرنا عن المشورة ، وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنه لصاحب الغار ، وإنا لنعرف شرفه وخيره ، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وهو حي ،

وقال سيف بن عمر التميمي عن أبي ضمرة ، عن أبيه ، عن عاصم بن عدي قال : نادى منادي أبي بكر من الغد من متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليتم بعث أسامة ، ألا لا يبقين بالمدينة أحد من جند أسامة إلا خرج إلى عسكره بالجرف . وقام أبو بكر في الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أيها الناس ، إنما أنا مثلكم ، وإني لا أدري لعلكم ستكلفونني ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق ، إن الله اصطفى محمدا على العالمين ، وعصمه من الآفات ، وإنما أنا متبع ولست بمبتدع ، فإن استقمت فتابعوني ، وإن زغت فقوموني ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض وليس أحد من هذه الأمة يطلبه بمظلمة ; ضربة سوط فما دونها ، وإن لي شيطانا يعتريني ، فإذا أتاني فاجتنبوني ، لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم ، وإنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه ، وإن استطعتم أن لا يمضي إلا وأنتم في عمل صالح فافعلوا ، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله ، وسابقوا في مهل آجالكم من قبل أن تسلمكم آجالكم إلى انقطاع الأعمال ، فإن قوما نسوا آجالهم وجعلوا أعمالهم لغيرهم ، فإياكم أن تكونوا أمثالهم ، الجِد الجد ، النجاء النجاء ، الوحا الوحا ، فإن وراءكم طالبا حثيثا ، وأجلا مره سريع ، احذروا الموت ، واعتبروا بالآباء والأبناء والإخوان ، ولا تغبطوا الأحياء إلا بما تغبطون به الأموات . قال : وقام أيضا فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله ، عز وجل ، لا يقبل من الأعمال إلا ما أريد به وجهه ، فأريدوا الله بأعمالكم ، فأيما أخلصتم لله من الأعمال ، فطاعة أتيتموها ، وحظا ظفرتم به ، وضرائب أديتموها ، وسلفا قدمتموه من أيام فانية لأخرى باقية لحين فقركم وحاجتكم ، اعتبروا عباد الله بمن مات منكم ، وتفكروا فيمن كان قبلكم ، أين كانوا أمس ؟ وأين هم اليوم ؟ أين الجبارون ؟ أين الذين كان لهم ذكر القتال والغلبة في مواطن الحروب ؟ ! قد تضعضع بهم الدهر ، وصاروا رميما ، قد تركت عليهم القالات ، الخبيثات للخبيثين ، والخبيثون للخبيثات ، وأين الملوك الذين أثاروا الأرض وعمروها ؟ ! قد بعدوا ونُسي ذكرهم ، إلا أن الله ، عز وجل ، قد أبقى عليهم التبعات ، وقطع عنهم الشهوات ، ومضوا والأعمال أعمالهم ، والدنيا دنيا غيرهم ، وبقينا خلفا بعدهم ، فإن نحن اعتبرنا بهم نجونا ، وإن اغتررنا بهم كنا مثلهم ، أين الوُضئاء (جمع وضيئ اى جميل الوجه) الحسنة وجوههم ، المعجبون بشبابهم ؟ ! صاروا ترابا ، وصار ما فرطوا فيه حسرة عليهم ، أين الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحوائط ، وجعلوا فيها الأعاجيب ؟ ! قد تركوها لمن خلفهم ، فتلك مساكنهم خاوية ، وهم في ظلمات القبور ، هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ؟
أين من تعرفون من آبائكم وإخوانكم ؟ ! قد انتهت بهم آجالهم ، فوردوا على ما قدموا فحلوا عليه ، وأقاموا للشقوة أو السعادة فيما بعد الموت ، ألا إن الله لا شريك له ، ليس بينه وبين أحد من خلقه سبب يعطيه به خيرا ، ولا يصرف به عنه سوءا ، إلا بطاعته واتباع أمره ، واعلموا أنكم عبيد مدينون ، وأن ما عنده لا يدرك إلا بطاعته ، أما إنه لا خير فى خير بعده النار ، ولا شر فى شر بعده الجنة ٠

.........يتبع إن شاء الله تعالى........




التعديل الأخير تم بواسطة الرهيب ; 08-10-2023 الساعة 05:29 AM.
الرهيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اختبار عن ألقاب الصحابة رضي الله عنهم الرهيب المسابقات و الالعاب 0 02-20-2023 06:35 AM
سنسأل أمام الله عنهم ،، الرهيب المواضيع الاسلامية 0 07-27-2022 04:14 PM
سيرة أمير المؤمنين ** الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز** خامس الخلفاء الراشدين ** الرهيب قصص الانبياء و سيرة الصحابة والتابعين 0 07-16-2022 01:48 PM
الاسطوانة الرائعة عن حياة وتاريخ الخلفاء الراشدين معززة بالخرائط ابورزان قصص الانبياء و سيرة الصحابة والتابعين 11 06-22-2017 02:53 PM
القاب الصحابة رضي الله عنهم ابورزان قصص الانبياء و سيرة الصحابة والتابعين 3 07-11-2009 03:31 PM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 10:03 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75